ربما لم يسمع الكثير عن وجود مرشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية المقرر عقدها بعد أيام سوى المرشحين عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وعن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، قائمة المرشحين تتضمن أسماءً أخرى من خارج الحزبين مثل تشيس أوليفر عن حزب التحرريين، وجيل شتاين عن حزب الخضر، والمرشح المستقل كورنيل وست.
وقد يتمثل السبب الأبرز في عدم ذيع صيت المرشحين الآخرين، بخلاف ترامب وهاريس، بالاهتمام الإعلامي الكبير بهما لعدد من الأسباب منها ترشحهما عن الحزبين الرئيسيين في البلاد، وإلى فرصهما الأكبر بالفوز في السباق، وأيضاً شهرتهما في المجتمع، إلى جانب خبرتهما السياسية التي قد تمكنهما من قيادة البلاد.
من هم أبرز المرشحين من خارج الحزبين الرئيسيين؟
تشيس أوليفر
تشيس أوليفر هو أصغر المرشحين سناً حيث يبلغ من العمر 39 سنة، من مواليد مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، ويترشح عن حزب التحرريين.
عمل أوليفر في صناعة المطاعم ثم في قطاع التجارة البحرية. عارض الحرب الأميركية في العراق. وكان مرشح حزب التحرريين لمجلس الشيوخ الأميركي في جورجيا بانتخابات العام 2022، وحصل على ترشيح الحزب بعد سبع جولات من التصويت في مؤتمر الحزب في مايو/ أيار 2024.
جيل شتاين
تبلغ من العمر 74 عاماً، من مواليد مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، وتترشح عن حزب الخضر، عملت طبيبة وناشطة بيئية، ورشحها الحزب لمنصب حاكم ولاية ماساتشوستس خلال العامين 2002 و2010، ولمنصب سكرتيرة الكومنولث في ماساتشوستس في العام 2006. وكانت مرشحة الحزب في انتخابات الرئاسة خلال العامين 2012 و2016.
كورنيل ويست
مرشح مستقل يبلغ من العمر 71 عاماً ومن مواليد مدينة تلسا بولاية أوكلاهوما، سعى إلى الترشح عن حزب الشعب، قبل أن يتحول إلى السعي للحصول على ترشيح حزب الخضر، ثم تخلى عن هذه الفكرة ليترشح كمستقل، يعمل ويست أستاذاً في Union Theological Seminary، كما عمل في جامعة ييل وبرينستون وهارفارد، بحسب شبكة CNN.
اقرأ أيضاً: المرشحون المتنافسون في انتخابات أميركا لعام 2024
لماذا لا يسمع الكثير عن وجود مرشحين آخرين لانتخابات الرئاسة الأميركية؟
يركز الاهتمام الإعلامي بقوة على المرشحين للرئاسة دونالد ترامب وكامالا هاريس، وهو ما قد يعود إلى أنهما مركز اهتمام الناخبين بشكل كبير نظراً لعدد من العوامل التي أدت إلى هذا الوضع في مثل هذه الانتخابات.
انتماء ترامب وهاريس للحزبين الرئيسيين
تقوم السياسة في الولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير على وجود حزبين كبيرين تدور عليهما أفلاك الحياة السياسية، وهما الحزب الديقراطي والحزب الجمهوري. ويحظى المرشح عن أي منهما في انتخابات الرئاسة ببعض الشهرة على الأقل على المستوى السياسي نظراً لكون اختيارات الأحزاب تقوم على شخصيات تتمتع بتاريخ سياسي وثقل كبير من أجل زيادة فرص الفوز بالانتخابات.
ويصعب الشكل الحالي للعبة السياسة في الولايات المتحدة من فرصة صعود أي حزب آخر بخلاف الحزبين، ومقاسمتهما في السيطرة على الحياة السياسية والمجالس النيابية في البلاد، حتى أن أغلب الناخبين أنفسهم لهم انتماء لأحد الحزبين يتم تسجيلهم في قواعد الانتخابات بناءً عليه.
الخبرة السياسية وتاريخ المرشحين الرئيسيين
يتمتع كل من دونالد ترامب وكامالا هاريس بتاريخ مهني كشخصيات معروفة في المجتمع الأميركي، بالإضافة إلى خبرة سياسية قد تجعلهما الأكثر تأهلاً لقيادة البيت الأبيض.
فدونالد ترامب يعد أحد أبرز الأسماء اللامعة في عالم الأعمال والمشاهير بالولايات المتحدة، حتى قبل ترشحه لانتخابات الرئاسة في العام 2016، فهو صاحب تاريخ في مجال الاستثمار العقاري وله شركته وبرجه المعروف باسم برج ترامب في نيويورك، إلى جانب إثارته للجدل مع المشاهير، ثم العمل السياسي مع الحزب الجمهوري وقيادة البيت الأبيض خلال الفترة من 2017 وحتى نهاية 2020.
كما تتمتع كامالا هاريس بتاريخ مهني وسياسي جيد، وإن كانت قبل تلك الانتخابات أقل شهرة من ترامب، فهي سبق أن شغلت منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، وكانت عضوة سابقة بمجلس الشيوخ، ثم تم انتخابها كنائب للرئيس في العام 2020 لتكتسب المزيد من الخبرة في مطبخ صناعة القرار الأميركي.
اقرأ أيضاً: مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.. ما الذي يثير قلق المستثمرين؟
فرص الفوز الكبيرة التي يحظى بها هاريس وترامب
بحكم العوامل سالفة الذكر، وطبيعة السياسة في الولايات المتحدة، فإن هاريس وترامب الأوفر حظاً للمنافسة في تلك الانتخابات، وتكشف استطلاعات الرأي عن منافسة شرسة بين المرشحين دون وجود لباقي المشرحين تقريباً، وتختلف نسب التأييد لكليهما من استطلاع لآخر لكن يبقى أنهما متقاربان بشكل كبير، ومسيطران على أصوات الناخبين تقريباً.
حجم التبرعات الكبير والإنفاق على الدعاية
رغم تفوق هاريس الواضح على ترامب فيما يتعلق بجمع التبرعات اللازمة للإنفاق على الحملات الانتخابية، فإن المرشحين بطبيعة الحال جمعا مبالغ أكبر بكثير من أي تبرعات لمرشحين آخرين في السباق.
وتلقت حملة هاريس والمجموعات الداعمة لها 971 مليون دولار خلال الفترة من يوليو/ تموز وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول، وهو مبلغ يفوق إجمالي ما جمعته حملة ترامب منذ بداية يناير/ كانون الثاني 2023 والبالغ 894 مليون دولار، وفقاً لتحليل أجرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ونشرته مؤخراً.
وحصلت هاريس على مساهمات من 4.9 مليون متبرع منذ دخولها السباق الرئاسي في 21 يوليو/ تموز، مقابل مساهمات من 1.37 مليون متبرع لترامب في نفس الفترة.
ويستغل المرشحان الكثير من هذه الأموال في أنشطة الحملات الانتخابية والدعاية والإعلانات سواء الإعلانات التقليدية والتلفزيونية أو الإعلانات الرقمية، وهو ما يتيح لهما الوصول إلى الناخبين بشكل أكبر بكثير من غيرهما.
اقرأ أيضاً: وارن بافيت قلق من منتحلي الشخصية.. فمن يؤيد من مرشحي الرئاسة؟
عدم وجود أسماء لامعة بين المرشحين الآخرين
رغم مشاركة بعض المرشحين الآخرين في انتخابات سابقة، فإنه لم يذع صيت أي منهم من قبل لدرجة تجعل منهم محل جذب لأصوات قطاع كبير من الناخبين.
وقبل انسحابه، كان المرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور أحد أبرز المرشحين من خارج الحزبين، الذي كان يحظى بفرص للمنافسة في السباق الانتخابي، لكنه انسحب وأعلن وتأييده لترامب في أغسطس/ آب.
ورغم بعض الشعبية التي يحظى بها لم يكن كينيدي على المستوى المأمول من المنافسة مع مرشحي الحزبين بحسب ما كانت تظهره استطلاعات الرأي قبل انسحابه من السباق، لكنه كان سيسحب بعض الأصوات التي قد تؤثر على فرصة ترامب أو هاريس في الفوز.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي