مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، تركز الحملات الانتخابية للمرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس على الولايات المتأرجحة التي ستحسم في النهاية نتيجة ما سيكون سباقاً متقارباً للغاية بينهما على الأرجح.
لا يعد تصنيف "ولاية متأرجحة" رسمياً، ويختلف خبراء استطلاعات الرأي حول الولايات الأكثر أهمية للمرشحين في كل سباق انتخابي.
ما هي الولايات المتأرجحة؟
بشكل عام، الولاية المتأرجحة هي التي يتمتع فيها كلا الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري بمستويات متقاربة من الدعم بين الناخبين - مع فارق ضئيل في النسب بين المرشحين عن الحزبين في استطلاعات الرأي، بحسب صحيفة التلغراف البريطانية.
في هذا السباق الرئاسي، من المرجح أن تكون الولايات المتأرجحة الحاسمة هي أريزونا، وجورجيا، وميشيغان، ونيفادا، وكارولينا الشمالية، وويسكونسن، وبنسلفانيا.
في ست من الولايات السبع - كلها باستثناء كارولينا الشمالية - تغلب بايدن على ترامب في العام 2020، مما منحه تقدماً سمح له بالفوز في سباق البيت الأبيض.
لماذا تعتبر الولايات المتأرجحة مهمة؟
تعتبر الولايات المتأرجحة مهمة لأن جميع الولايات تقريباً تستخدم نظام "الفائز (في التصويت الشعبي بالولاية) يأخذ كل شيء" لتخصيص أصوات الولاية في الهيئة الانتخابية (المجمع الانتخابي).
حتى لو فاز مرشح واحد بهامش ضيق للغاية - كما فعل بايدن في جورجيا في العام 2020 - فإن 48 من أصل 50 ولاية ستخصص جميع مندوبيها لهذا المرشح للتصويت في المجمع الانتخابي.
المجمع الانتخابي هو عملية الانتخاب التي تحدد في النهاية الفائز في الانتخابات الرئاسية، من خلال تمثيل كل ولاية في تصويت.
فقط في ولايتي مين ونبراسكا يتم تخصيص الأصوات على أساس أكثر تناسباً، مع توجيه مندوبين اثنين للتصويت للفائز الإجمالي في الولاية، ويُطلب من الباقي تمثيل النتيجة في كل منطقة انتخابية.
هذا النظام الانتخابي الذي يعني أن الفوز بولاية متأرجحة بفارق ضيق يمكن أن يكون له تأثير كبير على النتيجة النهائية للانتخابات، يجعل تلك الولايات مهمة وحيوية في طريق تأمين مقعد الرئيس في البيت الأبيض.
وكما اكتشفت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات العام 2016، فإن الفوز بأصوات أكثر من المرشح الآخر لا يعني الفوز في الانتخابات. في بعض الولايات، يكون موقع الناخبين مهماً.
اقرأ أيضاً: المرشحون المتنافسون في انتخابات أميركا لعام 2024
أي الولايات المتأرجحة أصبحت ديمقراطية؟
كان فوز بايدن في انتخابات العام 2020 في ولاية أريزونا مفاجئاً لبعض المراقبين، حيث صوتت الولاية مرة واحدة فقط للديمقراطيين منذ العام 1976.
صوتت الولاية لصالح ترامب في انتخابات العام 2016، وصوتت باستمرار لصالح المرشح الجمهوري حتى في الانتخابات التي لم يفوز الجمهوريون بها على المستوى الوطني، بما في ذلك في انتخابات العامين 2008 و2012.
إلى جانب أريزونا، اختارت جورجيا، الولاية الجمهورية الراسخة خلال الفترة بين العامين 1996 و2016، المجازفة بالتصويت لبايدن في العام 2020 لتمنحه نصراً حاسماً سعى ترامب إلى إلغائه. هذه الحادثة هي الآن موضوع دعوى قانونية على مستوى الولاية ضد ترامب وفريقه.
في كلتا الولايتين، يبدو دعم بايدن الآن متزعزعاً - وهو ما قد يتسبب في مشكلات لهاريس في انتخابات العام 2024.
أي الولايات يحتاجها الجمهوريون؟
يتعين على الجمهوريين استعادة معاقلهم السابقة من الولايات المتأرجحة، ومحاولة كسب الولايات الديمقراطية التقليدية إذا أردوا لدى مرشحهم فرصة الفوز بانتخابات العام 2024.
إذا استطاع الجمهوريون الفوز بولاية بنسلفانيا، التي صوتت للديمقراطيين في كل السباقات الرئاسية منذ العام 1992 باستثناء سابق واحد فقط، سيكون ذلك بمثابة انقلاب كبير في العام 2024. لم تكن الولاية محوراً لسياسات "اقتصاد بايدن" فحسب، بل إنها تحتوي أيضاً على مدينة سكرانتون، مسقط رأس الرئيس الديمقراطي.
ينعكس تاريخ التصويت في ولاية بنسلفانيا أيضاً في ولاية ميشيغان، التي اختارت الجمهوريين أيضاً في انتخابات واحدة فقط منذ العام 1992. تعد الولاية قلب صناعة السيارات الأميركية، وتحتوي على مئات الآلاف من العمال ذوي الياقات الزرقاء.
في ولاية كارولينا الشمالية، فاز ترامب بفارق ضئيل في العام 2020 وتتطلع حملته إلى توسيع هذا التقدم في العام 2024.
اقرأ أيضاً: مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.. ما الذي يثير قلق المستثمرين؟
هل تستطيع هاريس الفوز بالولايات المتأرجحة؟
قال علماء السياسة إنهم يتوقعون انتخابات متقاربة، على غرار نتائج معظم الانتخابات هذا القرن.
وقال أستاذ السياسة في كلية سانت أنسيلم، كريستوفر جالديري، لصحيفة التلغراف: "لم نشهد انهياراً انتخابياً هائلاً مثل النوع الذي شهده رونالد ريغان وريتشارد نيكسون، أو ليندون جونسون على الإطلاق منذ العام 2000".
وذكر أنه في حين أن هاريس لن "تتعثر بسبب سن بايدن" والدلالات السلبية الأخرى، إلا أنها قد لا تتمكن في الولايات المتأرجحة في الغرب الأوسط الصناعي من كسب نفس تجمع الناخبين.
وأضاف غالديري: "بصفتها امرأة سوداء، فمن غير المرجح أن تروق لناخبي الطبقة العاملة البيضاء الذين رأوا في بايدن، كما تعلمون، ما يتوافق معهم ثقافياً".
وقال: "أعتقد أنه ليس من غير الممكن أن تفوز هناك، لكنني أعتقد أنه إذا فازت، فسيكون ذلك مع ائتلاف (تجمع ناخبين) يبدو مختلفًا بعض الشيء عن الذي فاز به بايدن في عام 2020".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي