لماذا تعقد الانتخابات الأميركية في الثلاثاء بعد أول اثنين من شهر نوفمبر؟

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

أيام قليلة تفصل العالم عن انعقاد انتخابات الرئاسة الأميركية المقرر عقدها يوم الثلاثاء الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي ستشهد التنافس بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.

وجرت العادة في الولايات المتحدة أن يتم إجراء الانتخابات العامة بين المرشحين للرئاسة في يوم الثلاثاء التالي لأول يوم اثنين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني كل أربعة أعوام، وهو تقليد تاريخي يعود إلى نحو 180 عاماً.

ويتم تنصيب الرئيس بعد ذلك في يوم 20 يناير/ كانون الثاني من العام التالي بعد الانتهاء من كل إجراءات ومراحل اختياره.

لماذا تعقد الانتخابات في هذا الموعد بالذات؟

في البداية كان يتم إجراء الانتخابات في الولايات خلال أيام مختلفة وليست في يوم واحد، حيث كان مسموحاً للولايات بعقد الاقتراع في أي وقت تريده خلال فترة 34 يوماً قبل أول أربعاء من شهر ديسمبر/ كانون الأول، بحسب موقع History.

لكن معرفة نتائج الانتخابات في الولايات التي كانت تجري التصويت في وقت مبكر من الفترة المسموح خلالها بعقد الانتخابات كانت تؤثر على الناخبين في الولايات التي لم تعقد التصويت بعد، وكانت تؤثر أيضاً على نسبة الإقبال، وهو ما كان يحتاج إلى تغيير هذه الآلية من أجل تلافي هذه العيوب. 

في العام 1845 أصدر الكونغرس الأميركي قانوناً فدرالياً يحدد موعد موحد لإجراء الانتخابات في جميع الولايات، ونفس الموعد الذي يتم العمل به حتى الآن "أول ثلاثاء بعد أول يوم اثنين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني".


اقرأ أيضاً: قبل أيام من انطلاقها.. كيف تحدث عملية اختيار رئيس جديد للولايات المتحدة؟


يعود اختيار هذا اليوم لإجراء الانتخابات العامة في البلاد إلى أنه في وقت إقرار القانون كانت الولايات المتحدة مجتمعاً زراعياً إلى حد كبير، وكان الكثيرون من هؤلاء المزارعين يسكنون في أماكن بعيدة عن مقرات الاقتراع، وبالتالي كانت هناك حاجة أحياناً للسفر لمدة يوم على الأقل من أجل التصويت.

في نفس الوقت كان من الصعب أن يتم اختيار يوم الأحد لإجراء الانتخابات مع قضاء معظم الناس هذا اليوم في الكنيسة، وأيضاً يعد يوم الأربعاء هو يوم السوق للمزارعين، وبالتالي قد يصعب حضورهم إلى مقرات الاقتراع في ذلك اليوم، كما أن الانشغال خلال هذين اليومين عن إمكانية السفر لأماكن التصويت جعل أيضاً هناك صعوبة في إجراء الانتخابات يومي الاثنين والخميس، وبالتالي تم الاستقرار على الثلاثاء كيوم مناسب لهذا الإجراء.

كما تم اختيار يوم الثلاثاء وراء أول يوم اثنين في الشهر لتجنب أن يكون أول ثلاثاء في الشهر هو اليوم الأول منه، وهو يوم احتفال بعيد ديني عن بعض المسيحيين وهو "عيد جميع القديسيين" ويتم الاحتفال به في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام في الغرب، إلى جانب تسوية التجار لدفاترهم عن الشهر الماضي في أول أيام الشهر الجديد، بحسب موقع Britannica.

لماذا تم اختيار شهر نوفمبر لإجراء الانتخابات؟

يعد المجتمع الزراعي المسيطر في الولايات المتحدة وقت إقرار قانون موعد الانتخابات في الكونغرس، سبباً أيضاً في اختيار نوفمبر/ تشرين الأول لعقد الانتخابات، ففي هذا الشهر يكون المزارعون انتهوا من موسم الحصاد، ويكون الطقس أيضاً معتدلاً قبل الدخول على موسم الشتاء.

وتم استبعاد إجراء الانتخابات في الربيع وأوائل الصيف لتجنب التداخل مع موسم الزراعة، وأيضاً في أواخر الصيف وأوائل الخريف لتجنب التداخل مع موسم الحصاد.


اقرأ أيضاً: ماذا سيحدث بعد انتخابات الخامس من نوفمبر وفي حفل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد؟


هل أصبح الموعد الحالي مناسباً لغرض تسهيل الانتخابات؟

تراجعت القوة العاملة في الزراعة مع الوقت لتصبح أقل من 2% حالياً، بحسب موقع Britannica، وأصبح الثلاثاء يوم عمل للكثير من الأميركيين.

ومع تراجع معدلات التصويت بمرور الوقت، ظهرت اقتراحات بتغيير الموعد إلى عطلة آخر الأسبوع أو جعل يوم الانتخابات عطلة فدرالية، لكن هذه المقترحات لم تلقَ صدى واسعاً مع السماح بالتصويت المبكر، والتصويت عن طريق البريد في زيادة إتاحة فرص التصويت للناخبين.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة