كيف سيتعامل المرشحان لانتخابات الرئاسة الأميركية هاريس وترامب مع مشكلة الإسكان؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

يعد توفير السكن بأسعار معقولة مصدر قلق كبير للكثير من الناخبين الأميركيين قبل أيام قليلة من انتخابات الرئاسة الأميركية التي يتنافس فيها الرئيس السابق دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، ونائبة الرئيس كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي.

وخلال حملتهما الانتخابية على مدى الشهور الماضية، تعهد كلٌ من هاريس وترامب بمواجهة الأسعار المرتفعة للسكن من خلال زيادة المعروض من المساكن. كما طرح المرشحان خططاً لزيادة المساكن بأسعار معقولة، مع تقديم وجهات نظر مختلفة حول بناء المساكن في المناطق الريفية والحضرية.

تتضمن معادلة أسعار المساكن أربعة عناصر فيما يلي ما تم اقتراحه أو فعله بخصوصها من معسكري هاريس وترامب، بحسب تقرير لموقع Business Insider.

1- زيادة المعروض من المساكن

قالت كامالا هاريس إنها ستعمل مع القطاع الخاص وبناة المساكن من أجل بناء ثلاثة ملايين منزل إضافي بحلول نهاية العام 2028. كما تخطط لإنشاء صندوق ابتكار فدرالي بقيمة 40 مليار دولار بهدف تشجيع حكومات الولايات على بناء المساكن.

وبحسب تقرير حديث لشركة Zillow، عانت الولايات المتحدة من نقص حوالي 4.5 مليون منزل في العام 2022 مقارنة بالطلب. وفي نفس العام، زاد عدد الأسر الأميركية بمقدار 1.8 مليون أسرة، لكن تم بناء 1.4 مليون وحدة سكنية فقط، وفقاً للتقرير.

وذكرت المرشحة الديمقراطية أيضاً أنها تخطط لتوسيع الائتمان الضريبي للإسكان منخفض الدخل، والذي يحفز إعادة تأهيل أو بناء المساكن المستهدفة للأسر ذات الدخل المنخفض.


اقرأ أيضاً: دوغ إيمهوف على موعد محتمل مع التاريخ في مغامرة الوصول للقب "السيد الأول".. فماذا نعرف عنه؟


وقال كبير الاقتصاديين في شركة العقارات Redfin، داريل فيرويذر، لموقع Business Insider: "تحاول هاريس زيادة المعروض من المنازل المستقلة المتجاورة والمنازل ثنائية الوحدات، والشقق السكنية حتى يتمكن الناس من الدخول إلى سوق الإسكان بشكل أسهل مما هو متاح حالياً".

وأضاف فيرويذر أن ترامب تحدث قليلاً عن قطع البيروقراطية، مشيراً إلى تصاريح البناء وقوانين تقسيم المناطق التي تمنع مشاريع الإسكان الجديدة، لكنه لم يقدم تفاصيل. وقال أيضاً إنه سيخصص المزيد من الأراضي الفدرالية للإسكان.

يخشى بعض الخبراء من أن يصبح من الصعب بناء المساكن في حالة تطبيق ترامب لمقترحاته بفرض تعريفات جمركية عالية على مواد مثل الفولاذ. وذكر تقرير أصدرته مؤسسة Peterson للاقتصاد الدولي غير الحزبية، في مايو/ أيار، أن هذه المقترحات من المرجح أن تجعل البناء أكثر تكلفة. كانت تكاليف البناء المرتفعة عاملاً رئيسياً في عدم بناء المساكن في الولايات المتحدة.

وخلال حملته الانتخابية، أشار الرئيس السابق إلى أن المعروض من المساكن سيتحسن إذا تم ترحيل الملايين من الناس من البلاد، بينما يرى البناة أن مثل هذا الجهد من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع التكاليف، حيث تشكل العمالة المهاجرة جزءاً حيوياً من صناعة البناء.

ولتقليل الطلب في سوق الإسكان، قال ترامب أيضاً إنه سيحظر الرهن العقاري للمهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. لكن خبراء أشاروا إلى أن هذه المجموعة تشكل جزءاً صغيراً من سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة.


اقرأ أيضاً: لماذا لا يحظى المرشحون الآخرون في انتخابات الرئاسة الأميركية بنفس وصول هاريس وترامب إلى الناخبين؟


2- مساعدات للمشترين لأول مرة

اقترحت هاريس تقديم ما يصل إلى 25 ألف دولار كمساعدة للدفعة الأولى من المشترين لأول مرة الذين دفعوا إيجارات السكن في الوقت المحدد لفترة لا تقل عن عامين.

وذكرت كذلك أنها ستقدم حوافز ضريبية لبناة المنازل الذين يعطون الأولوية لـ "المنازل المبتدئة" التي يتم بناؤها لتكون مناسبة أكثر للمشترين لأول مرة. 

وقال الخبراء إن خطة مساعدة الدفعة الأولى لهاريس من شأنها أن ترفع أسعار المساكن بشكل عام لأنها ستزيد الطلب على الرهن العقاري دون حل مشكلات العرض.

على الرغم من أن ترامب قال إنه سيقدم حوافز ضريبية للمشترين لأول مرة، فإن حملته لم تكشف عن تفاصيل حول مبلغ المساعدة.

خلال فترة رئاسته الأولى، اقترح ترامب تخفيضات كبيرة في ميزانية وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية، بما في ذلك خفض مساعدات الإسكان ومساعدات التنمية المجتمعية.

3- الإسكان الحضري والريفي

في المناطق الحضرية كثيفة السكان، تأمل هاريس أن تؤدي خطتها إلى إنشاءات جديدة من خلال إزالة بعض القيود التي تمنع بناء المساكن المتلاصقة التي يمكن أن تسكنها أسر متعددة، والمنازل ثنائية الوحدات، والشقق السكنية.

وأيضاً أكدت هاريس خلال الأسابيع الأخيرة على رغبتها في توسيع الإسكان في المناطق الريفية بالولايات المتحدة. في مذكرة صدرت في سبتمبر/ أيلول، قالت هاريس إن خطتها ستشمل 7.2 مليار دولار من الاستثمارات في البنية التحتية وتعزيز النمو الاقتصادي.

في المقابل، عارض ترامب، خلال وجوده في البيت الأبيض، بناء مساكن عالية الكثافة في المناطق المخصصة للعائلات الفردية. ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب لا يزال يريد متابعة نفس السياسة أم لا.

خلال توليه الرئاسة في العام 2017، اقترح ترامب ميزانية للسنة المالية 2018 من شأنها أن تخفض بشكل كبير إعانات الإسكان الريفي. لكن غالبية هذه المقترحات لم تتحقق.


اقرأ أيضاً: التكلفة الباهظة وعقبات أخرى تتحدى خطط ترامب لترحيل 11 مليون مهاجر غير شرعي من أميركا


4- الإجراءات ضد كبار الملاك

ذكرت هاريس أنها ستتخذ إجراءات ضد "شركات العقارات" وتدعو الكونغرس إلى إزالة المزايا الضريبية من المستثمرين الذين يستحوذون على 50 أو أكثر من منازل الإيجار للأسرة الواحدة. كما أن استثمارها المخطط له في صندوق الابتكار الفدرالي من شأنه أن يحفز المدن على بناء المزيد من المنازل المخصصة للإيجار.

يعتبر ما يقرب من نصف المستأجرين في الولايات المتحدة في العام 2023 "مثقلين بالتكاليف"، وهو ما يعني أن ما لا يقل عن 30% من دخلهم يذهب إلى الإسكان، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأميركي. في بعض المدن، تتجاوز الإيجارات المرتفعة الأجور أيضاً.

في المقابل، دعا ترامب إلى بناء المزيد من المساكن - والتي ستشمل وحدات الإيجار والمنازل - إلا أنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية تأثير خطته على المستأجرين. أثناء رئاسته الأولى، نفذ ترامب وقفاً مؤقتًا للإخلاء لإبقاء الأميركيين في مساكنهم خلال فترة وباء كوفيد- 19.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة