أطلق فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية أكبر ارتفاع ليوم واحد للدولار خلال أربع سنوات، وغذّى ارتفاعات الأسهم الأميركية، وعاقب أسعار السندات حيث دفعت توقعات تنفيذ تعهداته بالتخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية على الواردات التفاؤل بشأن النمو الاقتصادي، إلى جانب المخاوف بشأن التضخم.
افتتحت مؤشرات الأسهم الأميركية على ارتفاع كبير، حيث قفز مؤشر S&P 500 القياسي بنسبة 2% إلى مستوى قياسي جديد، إلى جانب مكاسب ضخمة في مجالات مثل أسهم الشركات الصغيرة والبنوك الإقليمية التي من المنتظر أن تستفيد من التخفيف المتوقع من ترامب للقيود التنظيمية.
كان الدولار على وشك تحقيق أكبر قفزة له في يوم واحد منذ العام 2020. وبلغت عملة البتكوين مستويات قياسية مرتفعة وتعرضت سندات الخزانة لضربة، بحسب وكالة رويترز.
اقرأ أيضاً: ماذا يعني فوز ترامب في الانتخابات الأميركية لأسواق العملات والأسهم والسندات؟
شجعت تعهدات ترامب برفع الرسوم الجمركية وخفض الضرائب وتقليص اللوائح المستثمرين على التركيز على مجموعة من الأصول التي يبدو أنها من المرجح أن تستفيد من مثل هذه السياسات.
وتحملت الأسواق التي قد تعاني في ظل التعريفات الجمركية الأكبر، بما في ذلك تلك الموجودة في بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، وطأة عمليات البيع.
وانخفض البيزو المكسيكي إلى أقل مستوياته خلال أكثر من عامين، وكان اليورو على وشك تسجيل أكبر تراجع يومي له منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام 2016.
وقال رئيس استراتيجية الاستثمار العالمية في معهد Wells Fargo للاستثمار، بول كريستوفر: "أينما نظرت، هناك بصمات لنتائج الانتخابات على الأسواق".
اقرأ أيضاً: 🔴 مؤشرات الأسهم الأميركية تقفز إلى مستويات قياسية جديدة مع فوز ترامب في الانتخابات
فاز الجمهوريون بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي. وكان المستثمرون لا يزالون ينتظرون النتائج في مجلس النواب لمعرفة ما إذا كان الجمهوريون قادرين على تحقيق "اكتساح أحمر" من شأنه أن يمنحهم السيطرة على مجلسي الكونغرس، مما يسهل بشكل أكبر الطريق أمام أجندة ترامب.
وقد يكون للانتخابات آثار بعيدة المدى على سياسة الضرائب والتجارة، فضلاً عن المؤسسات الأميركية. وتؤثر النتيجة على الأصول على مستوى العالم وقد تحدد آفاق الدين الأميركي وقوة الدولار على المدى الأطول ومجموعة من الصناعات التي تشكل العمود الفقري للشركات الأميركية.
ارتفاع أسعار الفائدة
قال كبير مسؤولي الاستثمار في Vantage Point Asset Management في سنغافورة، نيك فيريس، إن النتيجة تشير إلى مسار لمعدلات فائدة مرتفعة. واشترى أسهم البنوك تحسباً لاستفادة أرباحها من العائدات الأعلى والنمو الأقوى.
ارتفعت العائدات على سندات الخزانة الأميركية، على أمل أن ارتفاع الرسوم الجمركية سينتقل حتماً إلى أسعار المستهلك وبالتالي سترفع التضخم، إلى جانب أن وعود ترامب بالإنفاق قد تعزز مستويات الدين الحكومي.
وارتفع عائد سندات الخزانة القياسية لمدة 10 سنوات إلى 4.48%، وهو أعلى مستوى له في أكثر من أربعة أشهر.
وقال كبير الاستراتيجيين العالميين في JPMorgan Asset Management، ديفيد كيلي: "إذا كان قادراً على تنفيذ أجندته بالكامل، فهذا يعني عجزاً أكبر وتخفيضات ضريبية أكبر، وأيضاً ارتفاع التضخم بسبب الرسوم الجمركية". "ارتفاع التضخم والعجز الأكبر من شأنه أن يدفع أسعار الفائدة طويلة الأجل إلى الارتفاع".
أسهم الشركات وبتكوين
في سوق الأسهم، ارتفعت أسهم مجموعة Trump Media، بنسبة تزيد عن 20% قبل أن تقلل مكاسبها في وقت لاحق، في حين قفزت أسهم Tesla، التي يرأسها إيلون ماسك، أحد أكبر الداعمين لترامب، بنسبة 14%. وارتفع مؤشر Russell 2000 للشركات الصغيرة بنسبة 4%.
اقرأ أيضاً: كيف تسهم حصص ترامب بـ Trump Media في تعظيم ثروته رغم التقلبات السوقية؟
وصعدت عملة البتكوين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق متجاوزة مستوى 75 ألف دولار قبل تراجعها بعض الشيء في وقت لاحق، مراهنة على خط أكثر مرونة فيما يتعلق بقواعد تنظيم العملات المشفرة.
من المستفيد من سياسات ترامب؟
وقال مدير المحفظة الأول في Lemanik ومقره سويسرا، أندريا سكوري: "مع فوز ترامب، ستحصل على سياسات مالية أقوى بكثير مقارنة بما كان يمكن أن يكون عليه الحال في ظل إدارة ديمقراطية. وسيكون لهذا تداعيات على التضخم، ويمكنك أن ترى ذلك بالفعل مع ارتفاع عائدات الخزانة هذا الصباح".
وأضاف: "إذن، من المستفيد من كل هذا؟ أعتقد أن قطاعات الاقتصاد القديم، مثل النفط والحفر والميكانيكا والصناعات الثقيلة، ستستفيد. وربما أيضاً التكنولوجيا، حيث سيكون لدى المستهلكين الأميركيين المزيد من المال في جيوبهم، وقد ينفقونها على هواتف أو أجهزة تلفزيون جديدة أو يستثمرون في سوق الأسهم".
تعني النتائج أن الأسواق اكتسبت الوضوح بشأن الرئاسة بشكل أسرع مما كانت عليه في العام 2020، عندما أُعلن عن فوز جو بايدن بعد أربعة أيام من ليلة الانتخابات.
قال الشريك الإداري في مجموعة Harris المالية، جيمي كوكس: "هذا هو ما كان الأسواق قلقة بشأنه أكثر من أي شيء آخر، وهو أن يكون هناك صراع طويل الأمد حول من فاز".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي