أصبح المسرح السياسي الأميركي مهيئاً لأكبر داعمي الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الملياردير إيلون ماسك، لممارسة نفوذه بعد نجاح الأول في انتخابات الرئاسة التي أجريت مؤخراً في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، وحدد ماسك بعض الأولويات بالنسبة له رغم غموض الدور المنتظر أن يلعبه في إدارة ترامب الجديدة.
في خطاب النصر الذي ألقاه ترامب الأربعاء واستغرق 25 دقيقة، أمضى الرئيس المنتخب ما يقرب من أربع دقائق في مناقشة مع ماسك، وأعلن أن الرئيس التنفيذي لشركتي Tesla وSpaceX "عبقري خارق"، وأشاد بإطلاق الصواريخ وبرامج الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من SpaceX، وأعلن "ولادة نجم - (هو) إيلون".
ورغم عدم تطرق ترامب إلى تفاصيل حول ماسك، يبدو أن الثنائي يتفقان على أن رجل الأعمال سيكون له تأثير كبير في ولاية ترامب الثانية، بحسب شبكة فوربس.
اقرأ أيضاً: إيلون ماسك ينفق 130 مليون دولار على ترامب والحزب الجمهوري هذا العام
ما الذي يسعى ماسك فعله في ظل إدارة ترامب؟
بعد تأييده لترامب في يوليو/ تموز، تبنى ماسك بشكل سريع فكرة قيادة "لجنة كفاءة الحكومة" التي تهدف إلى خفض تريليوني دولار أو أكثر من إنفاق الميزانية الفدرالية، في حين وصف ترامب ماسك بأنه "وزير خفض التكاليف".
وأشار كلاهما إلى أنه من غير المرجح أن يتولى ماسك دوراً رسمياً، حيث يقول ترامب إن ماسك "لا يريد أن يكون في مجلس الوزراء"، وقال ماسك "لا يوجد أجر ولا لقب ولا تقدير مطلوب" لخدماته.
وذكر ماسك أنه لا يخطط للتوقف عن التدخل في السياسة مع هذه الانتخابات، حيث ستستمر لجنة العمل السياسي الأميركية الفائقة التابعة له "بعد هذه الانتخابات، والاستعداد لانتخابات التجديد النصفي وأي انتخابات وسيطة".
وبحسب ما قاله في بودكاست سابق، يأمل ماسك في "تقليص الوكالات [الفدرالية] لتكون أصغر بكثير"، والتأكد من "التزامها بما أقره الكونغرس بدلاً من كل هذه الأشياء الأخرى" و"تطهير" اللوائح والوكالات الفدرالية غير المبررة.
قدم ماسك أيضاً معلومات ضئيلة حول الدور الذي سيلعبه في إدارة ترامب الجديدة عبر سلسلة من المنشورات يومي الثلاثاء والأربعاء على منصة التواصل الاجتماعي X التابعة له.
اقرأ أيضاً: هل بدأ إيلون ماسك حياته في الولايات المتحدة كمهاجر غير شرعي؟
أعاد ماسك تغريد صورة تطلق عليه لقب كبير مسؤولي التكنولوجيا في الولايات المتحدة، ورد على ترامب برموز نارية في منشور يدعو فيه إلى إقالة رئيسة لجنة التجارة الفدرالية لينا خان، ورئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة غاري غينسلر، ورد بالإيجاب على منشور يدعو إلى "تفكيك واشنطن كما نعرفها".
غالباً ما كان ماسك يصطدم بالجهات التنظيمية في إدارة بايدن. فرضت لجنة التجارة الفدرالية بقيادة خان غرامة قدرها 150 مليون دولار على X، التي كانت معروفة آنذاك باسم Twitter، وأمرت بفرض قيود على أساليب جمع البيانات الخاصة بشركة التواصل الاجتماعي للإعلان.
وجرى خلاف بين لجنة الأوراق المالية والبورصة بقيادة غينسلر مع ماسك بشأن استخدامه لـ Twitter في سياق دوره في Tesla كرئيس تنفيذي، وذلك بسبب تغريدة مثيرة للجدل في العام 2018 قال فيها ماسك إنه حصل على التمويل اللازم لتحويل Tesla إلى شركة خاصة.
كيف يمكن أن يستفيد ماسك من إدارة ترامب؟
هناك عدد كبير من الدعاوى القضائية المعلقة والتحقيقات الحكومية ضد ماسك وشركاته، مما يعني أنه من المرجح أن يستمتع بالمناخ التنظيمي الأخف الذي يسعى ترامب لتطبيقه.
ومن بين القضايا القانونية والتنظيمية التي يواجهها ماسك استئناف لإعادة مكافأته البالغة 50 مليار دولار في أسهم Tesla والتي أبطلها قاضٍ في ولاية ديلاوير خلال يناير/ كانون الثاني، وتحقيق في أنظمة القيادة الذاتية لشركة Tesla من الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، وتحذير من وزارة العدل بشأن جوائز لجنة العمل السياسي الأميركية بقيمة مليون دولار لبعض الناخبين في الولايات المتأرجحة.
وقد تحصل Tesla، التي تمثل الجزء الأكبر من ثروة ماسك، على دَفعة من المقترحات الاقتصادية لترامب والتي من المرجح أن تضر بمنافسيها في مجال المركبات الكهربائية، وهي الفائدة التي تنعكس في الارتفاع الكبير لأسهمها خلال الجلسات الثلاثة الأخيرة، حيث تجاوزت قيمتها السوقية تريليون دولار.
ووصلت ثروة ماسك إلى مستوى 304 مليارات دولار في أحدث التعاملات، بحسب بيانات شبكة فوربس، بعد انتعاشة أسهم Tesla، ليحلق منفرداً على قمة قائمة أغنياء العالم وبفارق أكثر من 70 مليار دولار عن أقرب منافسيه لاري إليسون الذي تصل ثروته إلى 230.7 مليار دولار.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي