محافظ البنك المركزي الهندي يحذر من تزايد خطر عودة التضخم العالمي وتباطؤ النمو

قال محافظ البنك المركزي الهندي، شاكتيكانتا داس، إن البنوك المركزية العالمية استطاعت تحقيق "هبوط سلس" للاقتصاد في مواجهة سلسلة من "الضغوط المستمرة وغير المسبوقة"، إلا أن هناك خطراً قائماً بعودة التضخم العالمي وتباطؤ النمو الاقتصادي، جاء ذلك خلال حديثه في قمة القيادة العالمية التي نظمتها قناة CNBC في مومباي، الهند.

وأشار داس إلى أن السياسة النقدية التي اتبعتها البنوك المركزية على مستوى العالم حققت نتائج جيدة رغم التحديات التي تشمل الصراعات الجيوسياسية، والتوترات الاقتصادية، والتقلبات العالية.

وقال: "تم ضمان الهبوط السلس، ولكن لا تزال هناك مخاطر من عودة التضخم وتباطؤ النمو". 

وأكد أن التحديات الناجمة عن الصراعات الجيوسياسية، وتفكك الاقتصاد العالمي، وتقلب أسعار السلع، وتغير المناخ ما زالت في تزايد، مما يشير إلى أن الاستقرار الذي تم تحقيقه حتى الآن قد يتعرض لضغوط إضافية.

وأشار داس إلى العديد من التناقضات في الأسواق العالمية للتأكيد على وجهة نظره، بما في ذلك ارتفاع قيمة الدولار الأميركي، حتى مع خفض بنك الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة.

اقرأ أيضاً: ماذا يعني خفض الفدرالي أسعار الفائدة للمرة الثانية بالنسبة للمواطن الأميركي؟

تأثير عودة ترامب إلى البيت الأبيض

ارتفع مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس العملة مقابل ست عملات رئيسية بما في ذلك اليورو والين، بنسبة 0.2% إلى 106.71 اعتباراً من الساعة 8:45 صباحاً بتوقيت لندن يوم الخميس، مسجلاً أعلى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.

يتزامن ذلك مع تدقيق المستثمرين والاقتصاديين في تأثير عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض على أسعار الفائدة الأميركية.

ومن المتوقع أن تؤدي احتمالات فرض رسوم جمركية أعلى وتقييد السياسات المتعلقة بالهجرة في فترة رئاسية ثانية لترامب إلى زيادة التضخم، مما قد يبطئ دورة تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي على المدى الطويل.

وقد قام الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي في وقت سابق من هذا الشهر، تماشياً مع التوقعات، فيما يرى المتداولون احتمالاً قوياً لخفض آخر في شهر ديسمبر كانون الأول المقبل.

تباين الاتجاهات في الأسواق العالمية

أشار محافظ البنك المركزي الهندي شاكتيكانتا داس إلى تباين الاتجاهات في الأسواق العالمية، قائلاً:

"إن عوائد السندات الحكومية ترتفع حتى مع توجه العديد من الاقتصادات المتقدمة نحو مسار تيسير نقدي من خلال خفض أسعار الفائدة، مما يبرز حقيقة أن أسواق السندات تتأثر بمجموعة من العوامل العالمية والمحلية التي تتجاوز مجرد التعديلات في السياسات".

وأضاف: "ثانياً، وعلى الرغم من قوة الدولار الأميركي وارتفاع عوائد السندات، تشهد أسعار الذهب والنفط، وهما سلعتان تتحركان عادة بشكل متوازٍ، تبايناً حاداً".

وواصل قائلاً: "ثالثاً، برزت مفارقة مثيرة للاهتمام بين ارتفاع المخاطر الجيوسياسية وتقلّب الأسواق المالية، فرغم تصاعد التوترات الجيوسياسية بمرور السنوات، أظهرت الأسواق المالية صموداً ملحوظاً في وجه هذه المخاطر المتزايدة".

أشار إلى أن التجارة العالمية يُتوقع أن تظل أعلى هذا العام مقارنةً بعام 2023، على الرغم من التحديات الناتجة عن الرسوم الجمركية والعقوبات والقيود عبر الحدود والاضطرابات في سلاسل التوريد.

أما فيما يتعلق بالاقتصاد الهندي، فقد صرح داس أن معدل النمو في الهند لا يزال مرناً، وتوقع أن ينخفض التضخم "رغم بعض العقبات الدورية".

وأوضح قائلاً: "لقد اجتاز الاقتصاد الهندي فترة طويلة من الاضطرابات بنجاح، ويظهر مرونةً في مواجهة التحديات المستمرة التي تبرز بمرور الوقت".

اقرأ أيضاً: الهند تقترح تشكيل شراكة للمعادن الحيوية مع الولايات المتحدة