هل يشهد الموقف الأوروبي من الحرب في أوكرانيا تحولات حاسمة؟

نشرالجمعة، 22 نوفمبر 2024 | 10:46 مساءً
آخر تحديث الأحد، 1 ديسمبر 2024 | 5:21 مساءً

استمع للمقال
Play

في أعقاب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، شهدت واشنطن والعواصم الأوروبية وكييف تحولاً حاداً في النقاشات، حيث تركزت الحوارات حول إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. 

وفي الوقت نفسه، استمرت المخاوف بشأن التاريخ الطويل لترامب في تقديم رسائل متناقضة بشأن أوكرانيا، ما أدى إلى قلق واسع من احتمالية سعيه للوساطة في اتفاق سلام قد يكون مريحاً للكرملين، بحسب تقرير للمركز الأطلسي.


اقرأ أيضاً: "هل يقف العالم على عتبة التصعيد النووي؟".. أبرز سيناريوهات الحرب الروسية الأوكرانية (خاص CNBC عربية)


وفق التقرير الذي كتبته كاثرين سبنسر، وهي مساعدة برامج في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، فإن المسؤولين الأوكرانيين يدركون تماماً أن حالة عدم اليقين الحالية بشأن الدعم الدولي في المستقبل قد تُفسَّر من قبل موسكو على أنها ضعف في العزيمة الغربية.
من هذا المنطلق، يسعى الأوكرانيون جاهدين إلى تجنب أي مؤشرات على انقسامات متزايدة بين شركائهم الغربيين. 

في هذا السياق، أثار قرار المستشار الألماني أولاف شولتز بإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة منذ نحو عامين، قلقًا كبيراً في كييف.

ورغم أن المكالمة لم تسفر عن مفاجآت كبيرة، إلا أن بوتين استغل الفرصة لتكرار أهدافه الثابتة من  الحرب على أوكرانيا، مؤكداً أن شروط أي تسوية محتملة يجب أن تعكس "الحقائق الإقليمية الجديدة" في أوكرانيا.  

ولكن من منظور أوكراني، كان الأهم هو حقيقة أن هذه المحادثة قد جرت أصلاً.  وقد قاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موجة من الانتقادات، حيث اتهم شولتز بفتح "صندوق باندورا" وحذر من أن هذه الخطوة قد تضعف الجهود الدولية لعزل بوتين. وقال زيلينسكي إن المكالمة "كانت بالضبط ما أراده بوتين منذ فترة طويلة".

وركز زعماء غربيون آخرون على المخاوف ذاتها. حيث أشار رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إلى أن بوتين شَنَّ قصفاً مكثفاً على مدن أوكرانية بعد وقت قصير من المكالمة، وقال: "لن يوقف أحد بوتين بمكالمات هاتفية".

وأضاف التقرير: إن الهجوم الذي وقع (بعد المكالمة)، والذي كان من أكبر الهجمات في هذه الحرب، أثبت أن الدبلوماسية الهاتفية لا يمكن أن تحل محل الدعم الحقيقي من الغرب بأسره لأوكرانيا". كما أعرب عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين عن تشككهم في المبادرة الألمانية.

وقال وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب إن بوتين "لا يستمع إلا إلى الحقائق على الأرض"، فيما وصف وزير الخارجية الليتواني جابريليس لاندسبيرجيس المكالمة بأنها "استراتيجية غريبة حقاً".


اقرأ أيضاً: بوتين: الحرب مع أوكرانيا تتصاعد إلى صراع عالمي بعد ضرب روسيا بأسلحة غربية


من جهته، أكد كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه لا يخطط للاتصال ببوتين في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن الدلائل على استعداد الزعيم الروسي للتفاوض ضئيلة للغاية.

ورغم ردود الفعل الغربية السلبية، لم يكن موقف موسكو مختلفاً عما كان متوقعاً. فقد أكد مسؤولون في الكرملين أن المكالمة كانت بمبادرة من الجانب الألماني، مشيرين إلى أن التواصل المباشر بين الزعيمين يُعتبر "إيجابياً للغاية".

ولم يكن هذا الارتياح من الكرملين مفاجئاً، وفق التقرير؛ فقد عمل المسؤولون الروس منذ بداية الحرب على تكريس فكرة أن محاولات عزل بوتين دولياً غير مجدية. 

وعلى الرغم من قلة اتصالاته مع الزعماء الغربيين، فقد سعى بوتين إلى تعزيز علاقاته مع دول الجنوب العالمي، مروجاً لرؤيته حول "النظام العالمي متعدد الأقطاب". وزار كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي موسكو، بينما عقدت قمة البريكس التي استضافتها روسيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب التقرير.

مبادرة شولتز

ومع اقتراب موعد الانتخابات الألمانية المبكرة، يعتقد البعض بأن شولتز كان يفكر في السياسة الداخلية بشكل أساسي عندما قرر الاتصال ببوتين.

ومع ذلك، يرى المنتقدون أن توقيت هذه المبادرة كان في غاية السوء، حيث جاءت في وقت تستمر فيه القوات الروسية في تقدمها في شرق أوكرانيا، وسط حالة من عدم اليقين المتزايد في أوروبا بشأن العواقب السياسية لعودة ترامب إلى البيت الأبيض.

في هذه الظروف، كان من الأفضل أن يظهر الغرب التزامه الثابت بأوكرانيا، لكن المكالمة الهاتفية مع بوتين قد تعزز لدى الأخير الاعتقاد بأنه يستطيع الصمود في أوكرانيا رغم الجهود الغربية.


شاهد أيضاً: أوكرانيا تكرر ضربتها على روسيا بصواريخ غربية!


ومع دخول الحرب مرحلة حاسمة، يأمل الأوكرانيون أن تدفع ردود الفعل العنيفة على مكالمة شولتز الزعماء الغربيين إلى عدم تكرار هذه الخطوة.
ووفق التقرير، فإنه لتحقيق أي فرصة للتوصل إلى تسوية سلمية في الأشهر القادمة، يجب أن تتفاوض أوكرانيا من موقف قوة. ولن يتحقق ذلك إلا إذا استطاع حلفاء أوكرانيا الغربيون أن يثبتوا لموسكو أنهم لا يزالون مصممين على دعم أوكرانيا. في حال استمرت مظاهر الانقسام، لن يكون لدى بوتين أي حافز للتنازل، وسيظل لديه كل الأسباب لمواصلة القتال.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة

      سياسة ملفات الارتباط

      ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.