هل تتضرر سمعة الشركات الهندية بعد الاتهامات الأميركية لغوتام أداني بالرشوة والاحتيال؟

نشرالسبت، 23 نوفمبر 2024 | 11:01 مساءً
آخر تحديث الأحد، 1 ديسمبر 2024 | 5:23 مساءً

استمع للمقال
Play

لم تكد مجموعة Adani الهندية، التابعة للملياردير غوتام أداني، تعمل على استعادة مصداقيتها بعد هجوم من بائع على المكشوف أضر بها خلال العام الماضي، حتى اصطدمت بأزمة أخرى قد تكون أكثر خطورة على سمعتها مع اتهام مؤسسها في محكمة أميركية بالاحتيال والرشوة.

تعتبر تلك المجموعة قوة صناعية مترامية الأطراف ألقى صعودها بظلاله على الصعود السياسي لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لمدة عقدين ونصف.

لكن التهم الجنائية والمدنية الأميركية الموجهة لمؤسس المجموعة بالتورط في مخطط رشوة بقيمة 265 مليون دولار أصابت رجال الأعمال الهنود بالذهول، وأعطت دفعة قوية لمعارضي مودي في البرلمان، بحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

كما أثارت تلك الاتهامات تساؤلات جديدة لدى المستثمرين الدوليين حول نزاهة وأمانة الهيئات التنظيمية وقادة الأعمال الهنود، وهو ما يحفز الشكوك حول الرواية المفضلة للبلاد بأن اقتصاد الهند الصاعد يقدم بديلاً آمناً للصين "المتقلبة".

بحسب التقرير، فقد تؤدي الاتهامات الصادرة عن وزارة العدل الأميركية وهيئة الأوراق المالية والبورصة في الولايات المتحدة لأداني وآخرين أيضاً إلى تعقيد علاقات نيودلهي مع واشنطن، والتي أصبحت بالفعل غامضة بسبب مزاعم تورط مسؤولين هنود في محاولات قتل الانفصاليين السيخ في الولايات المتحدة وكندا.

ومنذ اتهمت شركة Hindenburg للأبحاث (البائع على المكشوف) في العام الماضي مجموعة Adani بالتورط في "التلاعب بالأسهم والاحتيال المحاسبي"، تعرض رئيس الوزراء الهندي لانتقادات من معارضيه بسبب ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه علاقات وثيقة له مع المليارديرات بما في ذلك غوتام أداني.



انتقادات من المعارضة ودعوات لملاحقة أداني في الهند

في يوم الخميس الماضي، دعا الكثيرون السلطات الهندية إلى اتباع مثال الوكالات الأميركية وملاحقة المسؤولين.

وقال زعيم المعارضة راؤول غاندي، خلال مؤتمر صحافي في نيودلهي: "أصبح من الواضح الآن في أميركا أن  أداني انتهك القانون الأميركي والقانون الهندي".

وأضاف غاندي، وهو يجلس أمام صورة كبيرة لأداني ومودي يضحكان: "لقد تم توجيه الاتهام إليه في الولايات المتحدة وأنا أتساءل لماذا لا يزال  أداني يتجول كرجل حر في هذا البلد".

قد يضيف طلب التسليم المحتمل والاستئنافات القانونية والإجراءات القضائية الطويلة الأمد تحولاً لا يمكن التنبؤ به إلى علاقة دبلوماسية وعسكرية وتجارية سريعة التوسع ولكنها معقدة بين الولايات المتحدة والهند قبل تنصيب إدارة أميركية جديدة بقيادة دونالد ترامب. 

دخلت معاهدة تسليم المجرمين بين الهند والولايات المتحدة حيز التنفيذ منذ العام 1999، لكن لم يتم استخدامها إلا من حين لآخر.

وقال المسؤول في حزب المؤتمر الوطني الهندي الذي ينتمي إليه غاندي، برافين تشاكرافارتي: "هناك مذكرة اعتقال صدرت في الولايات المتحدة". "كيف سيتم ذلك؟ إذا دعت الولايات المتحدة إلى التسليم، فهل سيحميه مودي (أداني)، وعلى أي أساس؟"

وأشار غاندي وغيره من السياسيين المعارضين بشكل خاص إلى قسم واحد من لائحة الاتهام الجنائية الأميركية.

وتزعم الدعوى القضائية أن غوتام أداني وابن أخيه ساجار أداني، المدير التنفيذي لشركة Adani Green للطاقة المتجددة، "جعلا أو تسببا" في قيام موظفي المجموعة بإخبار البنوك وبورصتي الأوراق المالية في الهند زوراً بأنها لم تتلق إشعاراً من وزارة العدل الأميركية بإجراء تحقيق.


اقرأ أيضاً: أداني غروب تخسر 2.4 مليار دولار بعد مزاعم عن تضارب مصالح مع الهيئة المنظمة للسوق


وقالت ماهوا مويترا، وهي نائبة معارضة أخرى انتقدت أداني بشدة في البرلمان: "هذه ليست سوى قمة جبل الجليد. دعونا ننتظر حتى يتم الكشف عن هذا الاحتيال والسرقة الكبرى".

من جانبها، وصفت مجموعة Adani الاتهامات الأميركية بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وقالت: "سيتم اللجوء إلى كل السبل القانونية الممكنة".

تأتي الاتهامات الموجهة إلى أداني في وقت كانت موثوقية الهند كشريك تجاري ودبلوماسي متشابه التفكير للديمقراطيات الغربية موضع تساؤل بالفعل.

وقال مدير برنامج جنوب آسيا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ميلان فايشناف: "نظراً لأن توجيه التهم يحدث وسط انتقال رئاسي (أميركي)، فأنا أشك في وجود محادثات خلفية تجري بالفعل لحث إدارة ترامب القادمة على إسقاط قضايا وزارة العدل ولجنة الأوراق المالية والبورصات".



تأثيرات محدودة في الهند

تكهن بعض رجال الأعمال الهنود بأن تداعيات الاتهامات في الهند ستكون محدودة، حيث من المرجح أن تسعى حكومة مودي إلى حماية مجموعة أعمال صديقة لها تسعى إلى تنفيذ مشروعات مركزية في حملة البنية التحتية التي يقودها رئيس الوزراء من الملاحقة القضائية في كل من الهند والولايات المتحدة.

أشار أحد الرؤساء التنفيذيين للشركات الهندية إلى أنه سيكون من غير العدل الحكم على جميع الشركات الهندية من خلال حالة واحدة.

والأسبوع الماضي هنأ أداني ترامب على فوزه في الانتخابات عبر منشور على موقع التواصل الاجتماعي X، وقال إن مجموعته ملتزمة باستثمار 10 مليارات دولار في مشروعات الطاقة والبنية التحتية الأميركية و"تهدف إلى خلق" 15 ألف فرصة عمل.

يقول مدير معهد جنوب آسيا التابع لمركز ويلسون الأميركي للأبحاث، مايكل كوجلمان، إن "العلاقات الأميركية الهندية قادرة على النجاة من اتهام نيودلهي بارتكاب جريمة قتل مأجورة، ومن المؤكد أنها قادرة على النجاة من هذا الكشف الجديد. وربما يرى الرئيس المنتخب ترامب في أداني حليفاً: رجل أعمال أشاد بترامب، وهو قريب من مودي، ويعد بالاستثمار في الولايات المتحدة وخلق فرص العمل".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً






أخبار ذات صلة

الأكثر قراءة

الأكثر تداولاً






    الأكثر قراءة

    سياسة ملفات الارتباط

    ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.