حققت عديد من الشركات الأميركية الكبرى ارتفاعاً كبيراً في أسهمها منذ فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية. وسجلت عشرة منها أفضل أداءً على مؤشر S&P 500.
ارتفعت عوائد الأسهم بنسبة 18% أو أكثر منذ يوم الانتخابات، وفقاً للبيانات المقدمة من S&P Global Market Intelligence، التي قامت بتحليل العوائد بناءً على أسعار الإغلاق من 5 إلى 20 نوفمبر، تشرين الثاني.
شاهد أيضاً: فوز ترامب يدفع S&P500 ليسجل أعلى نسبة سعر إلى ربحية مستقبلية خلال 12 شهراً في أكثر من 3 سنوات
شركتا Axon Enterprise وتسلا Tesla، شركة صناعة السيارات الكهربائية بقيادة إيلون ماسك، مستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب، حققتا مكاسباً كبيرة بعد ارتفاع أسهمها بأكثر من 35%، وفقاً للبيانات.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 2% خلال نفس الفترة.
وبحسب جيريمي غولدبرغ، المخطط المالي المعتمد ومدير المحفظة ومحلل الأبحاث في شركة Professional Advisory Services، التي احتلت المرتبة رقم 37 على قائمة المستشارين الماليين السنوية، فإنه "عادةً ما تكون فكرة سيئة" أي الشراء على مكاسب قصيرة المدى، مشيراً -في التصريحات التي نقلتها عنه CNBC- إلى أنه يتعين على المستثمرين توخي الحذر بشأن شراء الأسهم الفردية بناءً على التعزيزات قصيرة المدى.
اقرأ أيضاً: ماذا يعني فوز ترامب في الانتخابات الأميركية لأسواق العملات والأسهم والسندات؟
وتابع غولدبرغ: "إنها عادة فكرة سيئة، يعد الزخم قوة في السوق، ولكن الاعتماد فقط على تحركات الأسعار على المدى القصير كاستراتيجية استثمارية أمر محفوف بالمخاطر".
ورأى أنه يجب على المستثمرين أن يفهموا ما الذي يدفع هذه الحركة وما إذا كانت العوامل التي تدفع سعر السهم إلى الارتفاع مستدامة.
لماذا تفوقت هذه الأسهم؟
بالنسبة لخبراء الاستثمار، فإن عوائد الأسهم المرتفعة كانت مدفوعة جزئياً بمواقف سياسة إدارة ترامب التي من المتوقع أن تفيد بعض الشركات والصناعات.
في هذا السياق، أكد رئيس استراتيجية الاستثمار الأميركية في بنك جيه بي مورغان الخاص، جاكوب مانوكيان، أن إلغاء القيود التنظيمية والنظرة الأكثر ليونة تجاه عمليات الاندماج والاستحواذ هما موضوعان "رئيسيان" يدفعان المعنويات الصعودية بعد فوز ترامب.
الطلب على قطاع الطاقة
فيما يخص قطاع الطاقة على سبيل المثال، يتوقع المحللون أن تكون إدارة ترامب أكثر ميلاً إلى إعطاء الضوء الأخضر لمشاريع النفط والغاز.
ودعا ترامب إلى زيادة إنتاج الوقود الأحفوري وعكس سياسات عهد بايدن لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة في الولايات المتحدة. وقد اختار كريس رايت، الرئيس التنفيذي لشركة Liberty Energy للتكسير الهيدروليكي، لرئاسة وزارة الطاقة.
شركة إي كيو تي EQT، من بين أكبر منتجي الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، شهدت ارتفاع أسهمها بنسبة 24% في الفترة من 5 نوفمبر إلى 20 نوفمبر، وفقاً لـ S&P Global Market Intelligence.
اقرأ أيضاً: عودة حراس السندات.. تأثير فوز ترامب المحتمل بالرئاسة على الاقتصاد والأسواق المالية
في هذا الإطار، قال غولدبرغ، إن ذلك مثال على الشركة التي استفادت من "زخم ترامب للطاقة".
بالإضافة إلى ذلك، قال الخبراء إنه من المرجح أن يكون المنظمون الأميركيون أقل صرامة بشأن السماح بالاندماجات المحتملة خلال فترة ولاية ترامب الثانية.
الشركات العاملة في النظام البيئي المتدفق، مثل وارنر ديسكوفري Warner Bros. Discovery، التي تمتلك خدمة البث Max، وشركة والت ديزني Walt Disney Co. قد يكونون من المستفيدين من القواعد الأكثر مرونة حول الدمج، على حد قولهم.
الأرباح المزدهرة والذكاء الاصطناعي
قال الخبراء إنه بالنسبة لبعض الأسهم، كان الأداء المتفوق مرتبطاً بنتائج الأرباح الفصلية الوردية أو التوجيهات التي أعلنتها بعض الشركات حول يوم الانتخابات أو بعده.
واستعانت عديد من هذه الشركات بالذكاء الاصطناعي كمحرك للنمو. على سبيل المثال، شركة بالانتير تكنولوجيز Palantir. وذلك بسبب الطلب "غير المسبوق" على منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في الربع الثالث، مما ساعد على تحقيق أرباح "قوية بشكل استثنائي"، حسبما صرح أمين الخزانة والمدير المالي ديفيد غليزر للمستثمرين في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وبالمثل، تجاوزت شركة أكسون تقديرات المحللين في نتائج أرباحها في 7 نوفمبر، حيث روج المسؤولون لـ "خطة عصر الذكاء الاصطناعي" ورفعوا توجيهات الأرباح، حسبما قال جيريمي غولدبرغ.
ارتفعت أسهم Axon وPalantir بنسبة 38% و22% على التوالي، في الفترة من 5 نوفمبر إلى 20 نوفمبر، وفقاً لـ S&P Global Market Intelligence.
وقال الخبراء إن بعض الشركات استفادت من مزيج من السياسات والأرباح. على سبيل المثال، قفز سهم شركة Vistra Corp، مزوّد الطاقة بنسبة 27% بعد يوم الانتخابات.
تجري شركة Vistra محادثات مع مراكز بيانات كبيرة، أو "المتخصصين في التوسع الفائق"، في تكساس وبنسلفانيا وأوهايو لبناء أو تحديث محطات الغاز والطاقة النووية، حسبما قال ستايسي دوريه، كبير مسؤولي الإستراتيجية والاستدامة في Vistra، في مكالمة أرباح الربع الثالث للشركة في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتقوم شركات التكنولوجيا ببناء المزيد والمزيد من مراكز البيانات هذه لتغذية ثورة الذكاء الاصطناعي، وتحتاج إلى توفير كميات متزايدة من الطاقة لتشغيلها.
علاوة إيلون ماسك
من العوامل التي أسهمت بانتعاش الأسهم على مؤشر ستاندرد أند بورز، هناك عامل إيلون ماسك. ووفق غولدبرغ إن سهم تسلا حصل على "علاوة إيلون ماسك" بعد فوز ترامب.
وكان ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، أحد أبرز الداعمين لحملة ترامب. عينه ترامب بعد الفوز ليشارك في قيادة إدارة جديدة للكفاءة الحكومية. وارتفعت أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية بنسبة 14% في اليوم التالي للانتخابات، ونحو 30% بحلول نهاية الأسبوع.
لكن الخبراء قالوا إن أسهم تسلا تمتلك قوة دفع خلفية إضافية.
على سبيل المثال، يريد ترامب إنهاء الإعفاء الضريبي الفيدرالي بقيمة 7500 دولار للمركبات الكهربائية. ومن المتوقع أن يؤدي إلغاء هذه السياسة إلى الإضرار بمنافسي شركة تسلا في مجال السيارات الكهربائية.
كذلك، تعمل تسلا على تطوير تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة. وفي مكالمة أرباح تسلا الأخيرة، قال ماسك إنه سيستخدم نفوذه في إدارة ترامب لإنشاء "عملية موافقة فيدرالية للمركبات ذاتية القيادة".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي