تواصلت الاشتباكات العنيفة في محافظة حلب السورية بين قوات الجيش السوري والمعارضة لليوم الثالث على التوالي، الجمعة 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، وسط سقوط عدد من القتلى، ونزوح نحو 14 ألف شخص، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
وأعلنت المعارضة السورية عن دخول حلب بعد يومين من المواجهات. كما ذكر المرصد السوري أن قوات المعارضة تسيطر على 5 أحياء في المدينة و20 بلدة وقرية في ريفي حلب وإدلب.
من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع السورية، في بيان الجمعة 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، أن الجيش واصل التصدي "للهجوم الكبير" الذي تشنه المعارضة على جبهات ريفي حلب وإدلب، "والتي تستخدم في هجومها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بالإضافة إلى الطيران المسير" وبمشاركة "مسلحين أجانب".
الجيش: كبدنا المعارضة خسائر فادحة
وذكر بيان وزارة الدفاع أن الجيش كبد فصائل المعارضة "خسائر فادحة وأوقع في صفوفها المئات من القتلى والمصابين". وأضاف أن القوات "دمرت عشرات الآليات والعربات المدرعة وتمكنت من إسقاط وتدمير 17 طائرة مسيرة".
وأشار البيان إلى أن قوات الجيش "نجحت في استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية".
🔴 الاشتباكات تتواصل في حلب بين المعارضة والجيش السوري، وتتسبب في نزوح نحو 14 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) November 29, 2024
📌 الجيش السوري يقول إنه يواصل التصدي لهجوم المعارضة في ريفي حلب وإدلب، ويستعيد السيطرة على بعض النقاط
📌 بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع السورية، الجمعة 29 نوفمبر/ تشرين… pic.twitter.com/JXP1CqjjDP
يأتي ذلك بعد شن فصائل المعارضة هجوماً يوم الأربعاء دخلت خلاله عدد من البلدات والقرى في حلب، حيث كان يسيطر عليها الجيش السوري. وهو ما يعد أول تقدم على الأرض لقوات المعارضة منذ شهر مارس/ آذار 2020 بعد اتفاق روسيا وتركيا على وقف إطلاق النار.
قصف جوي على مناطق المعارضة
وفي رد على تلك الهجمات، تقصف القوات الجوية السورية والروسية مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب البلاد. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تم تنفيذ 23 غارة جوية منذ صباح اليوم استهدفت كل من مدينة إدلب، وعدد من المدن والبلدات والقرى في ريف إدلب.
بينما قالت المعارضة في بيان لها، الجمعة، إنها دخلت مدينة حلب من الجانب الغربي وسيطرت على سبعة أحياء. وقالت في وقت سابق من اليوم إنها سيطرت على مركز أبحاث عسكري تابع للحكومة في حي حلب الجديدة، كما سيطرت على الكلية العسكرية وكلية المدفعية بحي الزهراء في مدينة حلب.
عدد القتلى
وإلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في آخر إحصاءاته، إن حصيلة القتلى من العسكريين والمدنيين في الاشتباكات المستمرة ليومها الثالث في ريفي إدلب وحلب، ارتفع إلى 255 منذ فجر يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وذكر نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، ديفيد كاردن، لوكالة رويترز يوم الجمعة، أن القتال في شمال غرب سوريا أسفر عن مقتل 27 مدنياً بينهم ثمانية أطفال.
🔴تصاعد حدة الاشتباكات في حلب بين المعارضة والجيش السوري
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) November 29, 2024
◀️ الاشتباكات أجبرت نحو 14 ألف شخص على مغادرة منازلهم
◀️توقع بتزايد حدة الاشتباكات في الساعات القليلة المقبلة وسط تصعيد متبادل من الطرفين
◀️نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية قال إن القتال… pic.twitter.com/7WX3gA4uFo
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء، أن أربعة مدنيين بينهم طالبان، قتلوا الجمعة في قصف شنته قوات المعارضة على المدينة الجامعية في حلب.
تعليق روسيا
وقال الكرملين، الجمعة، إنه يرغب في استعادة الحكومة السورية للنظام الدستوري في منطقة حلب في أقرب وقت ممكن.
وذكر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا تعتبر الهجوم انتهاكاً للسيادة السورية، وتريد من السلطات سرعة التحرك لاستعادة السيطرة هناك، بحسب وكالة رويترز.
كيف ترى إيران العمليات؟
فيما ندد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الجمعة، بهجمات المعارضة السورية واصفاً إياها بأنها "خطة أميركية إسرائيلية بعد هزيمة إسرائيل في لبنان وفلسطين"، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية في إيران.
وأكد وزير الخارجية الإيراني في مكالمة هاتفية مع نظيره السوري بسام صباغ، على دعم بلاده للحكومة السورية.
تركيا: تصعيد غير مرغوب فيه
بينما ذكرت وزارة الخارجية في تركيا، الجمعة، أن الاشتباكات بين الجيش السوري وقوات المعارضة أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوتر في منطقة الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أونغو كيتشيلي، عبر بيان، إن تجنب المزيد من الاضطراب في المنطقة هو أولوية لتركيا.
وأضاف أن تركيا حذرت من أن الهجمات الأخيرة على إدلب تقوض روح اتفاقيات خفض التصعيد وتعرقل تنفيذها.
هل تستعيد الحرب ذروتها من جديد؟
اندلعت الأزمة في سوريا في العام 2011 بين الجيش السوري وفصائل معارضة والتي أدت إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى، وسيطرة ما يعرف بـ "تنظيم الدولة الإسلامية" على مناطق من البلاد لبعض الفترات قبل التدخل والقضاء على هذه السيطرة بمعظم تلك الأراضي في عمليات من جهات مختلفة من الداخل والخارج.
وهدأت وتيرة الحرب بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير مع استعادة الحكومة السورية السيطرة على جزء كبير من المناطق بمساعدة من حزب الله اللبناني وإيران الدولة الحليفة. لكن تلك العملية المفاجئة تنذر بتصاعد المعارك من جديد وهو ما قد يسبب الكثير من المعاناة لسكان المناطق التي تشهد تلك التحركات.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي