هل تتقبل الصين تحقيق معدلات نمو أقل من 5%؟

أكدت صحيفة الشعب الصينية الرسمية يوم الأربعاء أن الصين لا تتمسك بتحقيق معدلات نمو محددة للناتج المحلي الإجمالي، وأن وتيرة نمو أقل من 5% للاقتصاد تُعتبر مقبولة، مشيرة إلى أنه «لا حاجة للتسرع في تحقيق النمو ».

وكانت الحكومة الصينية قد حددت في شهر مارس آذار الماضي هدفاً للنمو الاقتصادي عند «نحو 5%» لعام 2024، إلا أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم واجه صعوبة في الحفاظ على الزخم المطلوب لتحقيق هذا الهدف، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى أزمة طويلة الأمد في قطاع العقارات وأعباء ديون الحكومات المحلية.

منذ أواخر سبتمبر أيلول، اتخذت بكين سلسلة من الإجراءات التحفيزية لدعم الاقتصاد، لكنها حققت نجاحًا متواضعًا حتى الآن. ويرى خبراء الاقتصاد أن التعافي يتطلب مزيدًا من الدعم السياسي لتعزيز النمو الاقتصادي. كما يعتبرون تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية عقبة رئيسية أمام النمو.

وأكدت صحيفة الشعب، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، في افتتاحيتها أن التركيز في الاقتصاد الصيني ينصب على التحسينات النوعية والنمو الكمي المعقول، بدلاً من السعي الحثيث لتحقيق معدلات نمو مرتفعة بأي ثمن.

اقرأ أيضاً: رغم حزمة التحفيزات .. تراجع الأرباح الصناعية في الصين 10% خلال أكتوبر

الثمن المتوقع للنمو السريع

حذرت صحيفة الشعب الصينية في افتتاحيتها من أن استمرار التركيز على السرعة في تحقيق النمو الاقتصادي، والتوسع الأعمى في المشروعات دون تخطيط مدروس، قد يؤدي إلى تحقيق نمو مؤقت، لكنه سيكون على حساب استنزاف إمكانات النمو المستقبلية.  

وجاء في الافتتاحية: «إذا لم نتخلص من هذا الهوس بالسرعة وواصلنا التوسع العشوائي وإطلاق المشروعات دون تمييز، فإننا، حتى لو حققنا نموًا مؤقتًا، سندفع الثمن من خلال إضعاف إمكانات النمو في المستقبل».  

وأضافت الصحيفة: «بعد بذل الجهود المطلوبة، من المقبول أن نكون قريبين من 5% سواء ارتفاعاً أو انخفاضاً»، في إشارة إلى المرونة في تحقيق هدف النمو.  

كما حذرت الافتتاحية من المخاطر الاقتصادية الناتجة عن تصاعد حالة عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي، إلى جانب الضبابية الجيوسياسية التي قد تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي في المستقبل.

اقرأ  أيضاً: "العالم في مأزق".. ماذا قال صندوق النقد الدولي عن الاقتصاد العالمي في أحدث تقرير له؟

أشارت صحيفة الشعب الصينية إلى أن بعض الدول قد تصعّد جهودها لاحتواء وقمع الصين، في إشارة واضحة إلى تهديدات التعرفات الجمركية التي لوّح بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بالإضافة إلى المساعي المستمرة للولايات المتحدة للحد من صادرات التكنولوجيا والسلع الصينية بشكل أوسع.  

وحذرت الصحيفة من فترة صعبة مقبلة، موضحة أن نمو الاستهلاك المحلي لا يزال ضعيفاً، وأنه يصبح من الصعب بشكل متزايد استقرار الاستثمارات، ما يشير إلى أن التعافي الاقتصادي لم يصل بعد إلى مرحلة الاستقرار الكامل.