كشفت شركة جنرال موتورز General Motors، في ملف قدمته إلى الجهات التنظيمية الأميركية صباح الأربعاء، أن إعادة هيكلة عملياتها المشتركة مع شركة سايك موتور الصينية SAIC Motor Corp قد تتجاوز تكلفتها 5 مليارات دولار.
وأوضحت الشركة أنها تتوقع خفض قيمة أصول مشاريعها المشتركة في الصين بمبلغ يتراوح بين 2.6 مليار و2.9 مليار دولار. كما تتوقع تكاليف إضافية تبلغ 2.7 مليار دولار لإعادة هيكلة العمليات، بما في ذلك "إغلاق المصانع وتحسين محفظة المنتجات".
وكانت جنرال موتورز قد أعلنت سابقاً عن خطط لإعادة هيكلة العمليات في الصين، لكنها لم تكشف عن أي تفاصيل إضافية بشأن الإغلاقات المتوقعة.
وفي تصريح عبر البريد الإلكتروني، قالت الشركة: «كما ذكرنا دائماً، نحن نركز على كفاءة رأس المال والانضباط في التكاليف، ونعمل مع سايك موتور لتحسين الأعمال في الصين بهدف تحقيق استدامة وربحية في السوق. نحن قريبون من إتمام خطة إعادة الهيكلة مع شريكنا، ونتوقع أن تظهر نتائجنا في الصين لعام 2025 تحسناً مقارنة بالعام السابق».
اقرأ أيضاً: شركة جنرال موتورز تتوقع 13 إلى 15 مليار دولار أرباح للعام 2024
وأضافت جنرال موتورز أنها تعتقد أن مشروعها المشترك قادر على إعادة الهيكلة دون الحاجة إلى استثمارات نقدية جديدة من الشركة الأميركية.
ويتوقع أن يتم تسجيل معظم تكاليف إعادة الهيكلة التي تبلغ 2.7 مليار دولار على أنها مصاريف غير نقدية خلال الربع الرابع من العام، وهو ما سيؤثر على صافي الدخل للشركة، لكنه لن يؤثر على الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب، وهي المقياس الذي يراقبه المستثمرون في وول ستريت.
المنافسة بين جنرال موتورز والشركات الصينية
شهدت عمليات جنرال موتورز في الصين تحولاً كبيراً خلال العقد الماضي، حيث أصبحت تمثل عبئاً بدلاً من محرك للأرباح، وذلك بسبب زيادة المنافسة من الشركات المحلية المدعومة من الحكومة، بالإضافة إلى تغيرات في التصورات الاستهلاكية تجاه صناعة السيارات والمركبات الكهربائية.
وصل الدخل من الأسهم من عمليات جنرال موتورز المشتركة في الصين إلى ذروته بأكثر من 2 مليار دولار في عامي 2014 و2015، لكنه شهد تراجعاً كبيراً منذ ذلك الحين.
كما انخفضت حصة جنرال موتورز السوقية في الصين، بما في ذلك عملياتها المشتركة، من حوالي 15% في عام 2015 إلى 8.6% في العام الماضي، وهو أول انخفاض تحت 9% منذ عام 2003.
ووفقاً للتقارير التنظيمية، انخفض الدخل من الأسهم لجنرال موتورز في الصين بنسبة 78.5% منذ أن بلغ ذروته في 2014.
وقد شهدت علامات جنرال موتورز الأميركية مثل بويك وشيفروليه انخفاضاً أكبر في المبيعات مقارنة بمبيعاتها عبر المشروعات المشتركة مع شركات مثل "سايك موتور" و"وولينغ موتورز" وغيرها.
مثلت السيارات التي تم إنتاجها من خلال الشراكات نحو 60% من إجمالي مبيعاتها البالغة 2.1 مليون وحدة في الصين العام الماضي.
ومنذ عام 2009، كانت الخسائر الفصلية الوحيدة التي تكبدتها جنرال موتورز في الصين هي خسارة قدرها 167 مليون دولار في الربع الأول من عام 2020 بسبب جائحة كورونا، وخسارة أخرى قدرها 87 مليون دولار في الربع الثاني من عام 2022.
وفي هذا العام، أعلنت جنرال موتورز عن ثلاث خسائر فصلية متتالية في دخل الأسهم من عملياتها في الصين، بإجمالي 347 مليون دولار، بما في ذلك خسارة قدرها 137 مليون دولار في الربع الثالث.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي