الصين تبدأ تطبيق إعفاء جمركي كامل على مجموعة إضافية من المنتجات لدول أفريقية

دخل الإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية من الصين للدول الفقيرة في قارة أفريقيا حيز التنفيذ هذا الأسبوع، بحسب ما ذكره دبلوماسي صيني كبير لوكالة رويترز، وهو ما تزامن مع زيارة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن لدولة أنجولا، في ظل منافسة بين الدولتين صاحبتي أكبر اقتصادين في العالم على النفوذ في القارة.

وبدأت بكين في تنفيذ إعفاء كامل من الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات من البلدان الأقل دخلاً في القارة الأفريقية منذ عام 2005. لكن شركة Development Reimagined للاستشارات ذكرت أن الإجراء الجديد يوسع إلغاء الرسوم الجمركية على 140 منتجاً إضافياً تتضمن الأرز، والقمح، والسكر، والقطن، والورق، والخشب.

ولا يفرض الاتحاد الأوروبي أي رسوم جمركية على صادرات الدول الأقل دخلاً، عدا الأسلحة والذخيرة، بينما تمتلك أميركا خطة لزيادة التجارة مع هذه الدول، بالإضافة إلى الإعفاء من بعض الدول الأفريقية من الرسوم.

اقرأ أيضاً: هل تتقبل الصين تحقيق معدلات نمو أقل من 5%؟

كانت الصين الوجهة الرئيسية لصادرات الدول النامية في القارة الأفريقية خلال العام 2022، بقيمة بلغت 101 مليار دولار، ثم إيطاليا بنحو 46 مليار دولار، والهند بنحو 42 مليار دولار، وإسبانيا بقيمة 39 مليار دولار، بحسب بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد".
 
ويرى منتقدون أن العلاقة الصينية الأفريقية "يشوبها استنزاف موارد تلك الدول إلى حد كبير"، مع تصدير الدول الأفريقية النفط أو النحاس أو الكوبالت، واستيراد السلع النهائية الصينية ذات القيمة الأعلى.

وذكرت الرئيسة التنفيذية لشركة Development Reimagined، هانا رايدر، أن إلغاء الرسوم الجمركية يمكن أن يعزز جاذبية الصين لدى تلك الدول الأفريقية.

وقالت رايدر: "الحكومة الصينية حريصة على التأكيد على أن الوفاء بالوعود هو نهجها نحو أفريقيا، وذلك بالمقارنة بشركاء التنمية الآخرين في بعض الحالات".

اقرأ أيضاً: النشاط الصناعي في الصين يواصل النمو لثاني شهر على التوالي

في إطار المنافسة مع الولايات المتحدة، قدمت الصين قروضاً بمليارات الدولارات إلى دول في أفريقيا من خلال مبادرة "الحزام والطريق"، قبل أن تخفضها بشكل كبير في العام 2019، بينما تحاول أميركا في المقابل تعزيز جهودها خلال الفترة الأخيرة.

تحولت الصين منذ نحو ثلاثة أعوام من اتباع سياسة الإقراض المباشر إلى التجارة والاستثمارات في أفريقيا، وهو ما جاء بعد تخلف بعض الدول في القارة عن سداد قروضها للدولة الآسيوية، بداية من زامبيا في العام 2020.

وخلال زيارته الأولى، والأخيرة تقريباً قبل تسليم منصبه بعد أقل من شهرين، لقارة أفريقيا هذا الأسبوع، وعد الرئيس الأميركي بأن بلاده "ستنخرط بشكل كامل في أفريقيا".