باتت فصائل المعارضة السورية على أسوار مدينة حمص، بعد سيطرتها على مدينة حماة في ظل هجوم مباغت لها على قوات الجيش السوري منذ يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، والذي أدى إلى سيطرتها على مدينة حلب الرئيسية في الشمال السوري خلال الأيام الأولى لهذا التصعيد وتقدمها لمناطق أخرى.
وقالت الفصائل، في بيان مساء الجمعة 6 ديسمبر/ كانون الأول: "حررت قواتنا آخر قرية على تخوم مدينة حمص وباتت على أسوارها". فيما نفت وزارة الدفاع السورية، في بيان لها، انسحاب قواتها من محيط المدينة.
تعد محافظة حمص إحدى أهم محافظات الوسط، ولها أهمية سياسية واقتصادية كبيرة، وتعتبر المعركة بشأنها أحد العوامل الفاصلة في مدى مستقبل تلك الاشتباكات وما قد تؤول إليه، خاصة مع حدودها مع العاصمة دمشق.
أبرز المعلومات عن محافظة حمص السورية
تعتبر حمص أكبر محافظة سورية من حيث المساحة مع وصول مساحتها إلى نحو 43.6 ألف كيلومتر مربع، بما يمثل نحو 23% من مساحة البلاد، بحسب الموقع الإلكتروني لغرفة تجارة حمص، كما أن لها حدود مع ثلاث دول: مع العراق والأردن من الجنوب الشرقي للمحافظة، ولبنان من الغرب.
وزادت المساحة الكبيرة من الأهمية الاستراتيجية للمحافظة والتي جعلتها منطقة وصل بين المحافظات السورية المختلفة، كما تتمتع بموارد مائية طبيعية عبر مرور نهر العاصي بها.
كما تعتبر حمص الثالثة بين أكبر المحافظات السورية من حيث تعداد السكان بعد دمشق وحلب، بعدد سكان أكثر من 1.5 مليون نسمة، بحسب بوابة الحكومة السورية الإلكترونية.
وتبعد مدينة حمص عاصمة المحافظة وأكبر مدنها والتي تقع في الغرب منها، 162 كيلومتراً عن شمال دمشق العاصمة، كما تبعد 196 كيلو متراً عن جنوب مدينة حلب، وهي تعتبر من المدن المركزية في سورية، بحسب بوابة الحكومة الإلكترونية، بسبب موقعها الجغرافي في وسط البلاد.
تفاقم الصراع العسكري في سوريا يزيدمتاعب الليرة
المكانة السياحية لحمص
تضم محافظة حمص عدداً من المعالم الأثرية والسياحية التي تجعل لها مكانة سياحية كبيرة في البلاد، فهي تتضمن مدينة تدمر الأثرية التي تبعد عن مركز المحافظة حوالي 160 كيلومتراً، كما توجد فيها قلعة الحصن الأثرية ويوجد جامع خالد بن الوليد الذي يضم ضريح الصحابي والقائد العسكري المعروف.
كما تشمل المعالم الأثرية في المحافظة كنيسة أم الزنار التي تقع بحي بستان الديوان بمدينة حمص. ويقال أنها تحتوي على زنار نسجته السيدة مريم، ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرون الأولى بعد الميلاد، وأيضاً قلعة الحصن وهي قلعة كاثوليكية تعود لفترة "الحروب الصليبية"، تقع ضمن سلاسل جبال الساحل وتبعد عن مدينة حمص 60 كيلومتراً، والتي سجلها اليونسكو في قائمة التراث العالمي.
من بين الأماكن الأثرية في حمص كذلك قلعة حمص في الجنوب الغربي من مدينة حمص القديمة، إلى جانب جامع الأربعين بوسط البلد في مدينة حمص، وقصر الزهراوي بالحميدية، وساعة حمص الجديدة بساحة جمال عبد الناصر، ومتحف حمص الوطني في مدينة حمص والذي تأسس في عام 1974.
الأهمية الاقتصادية لحمص
تعتبر حمص من أهم المحافظات من الناحية الاقتصادية في سوريا بسبب التمتع بعدد من المقومات الاستثمارية منها الموقع الجغرافي في قلب سوريا، وتوفر المياه اللازمة للصناعة والزراعة، وتوفر الأراضي الزراعية الواسعة، والحدود مع الدول المختلفة، ووجود مدينة صناعية فيها بمنطقة حسياء، إلى جانب وجود بعض الثروات في باطن الأرض كالفوسفات والغاز وغيرها، بالإضافة إلى توفر مصفاة للنفط وبعض المصانع التابعة للقطاع العام، بحسب غرفة تجارة حمص.
ومن بين المقومات الاقتصادية للمحافظة أيضاً قربها من الموانئ السورية على البحر المتوسط في طرطوس واللاذقية، إلى جانب أن توافر المناطق الأثرية والطبيعية يسمح بإنشاء مشروعات سياحية فيها خاصة في ظل المناخ المعتدل، كما أن هذا المناح والمساحة الكبيرة للمحافظة تجعلها مناسبة لإقامة مشروعات للطاقة المتجددة ومحطات الرياح.
نظراً للموقع الجغرافي المتميز لمحافظة حمص فقد برع سكانها بالتجارة بمختلف أنواع السلع والبضائع، حيث يوجد الكثير من المستوردين للمواد الأولية والنصف مصنعة اللازمة للصناعة والبضائع الاستهلاكية الجاهزة . إضافةً إلى المصدرين الذين يقومون بتصدير المنتجات المحلية من صناعية وزراعية على اختلاف أنواعها إلى العديد من الدول العربية وبعض الدول الأجنبية.
الصناعة في حمص
تعد حمص إحدى أهم المدن السورية في مجال الصناعة، وتتضمن عدة صناعات رئيسية منها الصناعات النسيجية، والغذائية، والكيماوية، والهندسية والتي يندرج تحتها العديد من الصناعات الفرعية الأخرى
وتقع المدينة الصناعية في منطقة حسياء بالمحافظة على بعد 47 كيلومتراً من جنوب مدينة حمص والتي يدعمها الموقعها المتوسط للمحافظة بما يسهل من نقل المواد الأولية اللازمة للصناعة فيها، وكذلك نقل السلع المنتجة إلى مختلف المحافظات الأخرى.
الزراعة في حمص
في ظل توافر المساحة الواسعة ومرور نهر العاصي ضمن أراضيها، تنتج حمص أنواعاً متعددة من المحاصيل من بينها القطن، والقمح، والشعير، والخضروات والفاكهة، والبقول، والعدس، والحمص، وغيرها.
كما تتضمن المحافظة مشروعات صناعية تعتمد على المحاصيل الزراعية، مثل كتجهيز وتعبئة الخضروات والفواكه وغيرها.
التجارة في حمص
ساعد الموقع الجغرافي للمحافظة على عمل العديد من سكانها في مجال التجارة بمختلف أنواع السلع والبضائع، كما يتوافر بها كثير من مستوردي المواد الأولية ونصف المصنعة اللازمة للصناعة، إلى جانب السلع الاستهلاكية الجاهزة.
كما تصدر المحافظة المنتجات المحلية المختلفة سواء كانت زراعية أو صناعية إلى العديد من الدول العربية وبعض الدول الأجنبية، بحسب الموقع الإلكتروني لغرفة حمص.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي