بعد يومين من سقوط نظام وولادة عهد جديد، استعادت دمشق دورة الحياة العادية، الاثنين، حيث فتحت الأسواق أبوابها وسط تفاؤل بعهد جديد، عقب سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق وفرار الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد حرب أهلية استمرت 13 عاماً وأكثر من 50 عاماً من حكم عائلته للبلاد بقبضة حديدية.
شريان الحياة عاد ينبض من جديد في شوارع العاصمة، التي استفاقت على فجر جديد، بعد انتهاء فترة حظر تجول تفرضه قوات المعارضة مع حلول المساء. فيما تباشر البنوك ومؤسسات الصرافة وأغلب الشركات أعمالها بدءاً من يوم غد الثلاثاء، لتستعيد الدورة الاقتصادية حيويتها.
اقرأ أيضاً: وزير المالية السوري رياض عبد الرؤوف لـ CNBC عربية: التدهور في سعر صرف الليرة السورية لن يستمرّ طويلاً
وستفتح البنوك السورية أبوابها غداً الثلاثاء، وقال مصدر في مصرف سوريا المركزي ومصدران من مصرفين تجاريين لرويترز، الاثنين، إن المصرف المركزي والمصارف التجارية في سوريا ستستأنف العمل الثلاثاء وإن الموظفين مطلوب منهم الذهاب إلى العمل.
ودعت وزارة النفط كل الموظفين في القطاع للتوجه إلى أعمالهم اعتباراً من غد الثلاثاء وأضافت أنها ستوفر حماية لضمان سلامتهم.
مصير الليرة
وحول مصير العملة السورية، قال وزير التجارة السوري وحماية المستهلك في حكومة تسيير الأعمال، لؤي المنجد، إن قرار تغيير العملة هو مسألة سياسية، مؤكداً أن التعامل في أسواق سورية في هذه المرحلة، سيكون بـالليرة السورية والليرة التركية والدولار.
وأشار المنجد في تصريحات تلفزيونية إلى أن العمل الإنتاجي في حلب وحماة قد بدأ فعلياً، وأن دمشق وحمص بحاجة ليومين إضافيين لاستعادة النشاط الإنتاجي.
فيديو متداول يظهر متجر المثلجات العربية "بكداش" وهو ينشر سعر مثلجاته بالليرة السورية والتركية والدولار الأميركي 💵
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) December 9, 2024
📌 يذكر أنه كان متعارفاً بين الشعب السوري على منع نطق كلمة "دولار" حتى في نطاق الحوار بين الناس pic.twitter.com/zww197tmEv
وأكد الجلالي أن أولويات الوزارة هي تأمين رغيف الخبز للمواطنين، مشيراً إلى أن المخزون الحالي من القمح والدقيق والسلع الأساسية جيد.
عمل المصارف
بالنسبة للبنوك، أصدر مصرف سورية المركزي، الاثنين، بياناً عبر معرفاته الرسمية أكد فيه: "إنه مستمر بعمله، في المتابعة والإشراف على عمل المؤسسات المالية المصرفية وغير المصرفية العاملة وفق الأنظمة النافذة".
وحضّ المصرف المؤسسات المصرفية جميعها على استمرار عملها بتقديم خدماتها للمتعاملين، مؤكداً أن الودائع والأموال الموضوعة لدى تلك المصارف آمنة ولم ولن تتعرض لأي أذى.
كما أشار مصرف سورية المركزي إلى أن العملة المعتمدة في التداول في سورية هي الليرة السورية بكل فئاتها، ولم تُسحب أي فئة من التداول.
ووجّه جميع شركات الصرافة والحوالات الداخلية بضرورة الالتزام بتسليم الحوالات لمستحقيها بالليرة السورية، مؤكداً أن كل المعلومات والقرارات التي تخص عمل المؤسسات المالية المصرفية وغير المصرفية تصدر عن مصرف سورية المركزي فقط، وأنه سيتم الإعلان عنها على الموقع الرسمي للمصرف فقط.
الحكومة الانتقالية
على المستوى السياسي، أفاد مصدر مطلع على المناقشات لرويترز إن زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، التقى خلال الليل مع رئيس الوزراء محمد جلالي ونائب الرئيس فيصل المقداد لمناقشة الترتيبات الخاصة بحكومة انتقالية.
والتقدم والخاطف الذي نفذته قوات من المعارضة هو أحد أهم نقاط التحول في منطقة الشرق الأوسط منذ عقود.
وأنهى تقدم المعارضة حرباً أسفرت عن مقتل مئات الآلاف، وتسببت في واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العصر الحديث، وتعرضت فيها المدن للقصف، وأصبحت مساحات شاسعة من الريف مهجورة، وانهار الاقتصاد بسبب العقوبات العالمية.
وبات بوسع ملايين اللاجئين أخيراً الآن العودة من مخيمات في تركيا ولبنان والأردن إلى وطنهم.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي