بعد أشهر من التجاذبات السياسية وأيام على تفكيك حكومة ميشيل بارنييه، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد عيّن فرانسوا بايرو، زعيم تيار الوسط، رئيساً للوزراء، وكلفه بتشكيل حكومة جديدة.
يأتي هذا القرار بعد أكثر من أسبوع على استقالة رئيس الوزراء السابق ميشل بارنييه، وذلك في أعقاب مذكرة حجب الثقة عن حكومته، والتي صوتت لها الجمعية العامة بالاغلبية.
اقرأ أيضاً: ماكرون: الإعلان عن رئيس وزراء جديد لفرنسا خلال أيام.. وسأبقى في منصبي
وجاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه "عين رئيس الجمهورية، فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء وكلفه تشكيل حكومة".
وسيتولى بايرو، الوسطي، مهمة شاقة لتشكيل حكومة قادرة على الصمود في وجه مذكرات حجب ثقة في الجمعية الوطنية التي لا تتمتع أي من الكتل فيها بغالبية مطلقة، وإقرار ميزانية العام 2025.
حليف وثيق لماكرون
ويرأس بايرو البالغ 73 عاماً حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية “موديم” الوسطي الذي أسسه وهو من المقربين من ماكرون وداعم كبير له منذ توليه الرئاسة في فرنسا. وأصبح بايرو بذلك رئيس الوزراء السادس في عهد إيمانويل ماكرون منذ العام 2017 والثامن والعشرين في ظل الجمهورية الخامسة.
قرر بايرو، عمدة مدينة باو الجنوبية الغربية منذ فترة طويلة والذي جعل جذوره الريفية محوراً لهويته السياسية، عدم الترشح في سباق رئاسي رابع في العام 2017، وبدلاً من ذلك حشد الدعم لماكرون.
عين ماكرون بايرو وزيراً للعدل في مايو/ أيار 2017، لكنه استقال بعد أسابيع فقط وسط تحقيق في مزاعم عن توظيف حزبه للمساعدين البرلمانيين بشكل احتيالي. تمت تبرئته من تهم الاحتيال هذا العام.
اقرأ أيضاً: من هم أبرز المرشحين لخلافة بارنييه في رئاسة الوزراء الفرنسية بعد الإطاحة به؟
وتنتظر رئيس الحكومة الجديد مهمة شاقة تتمثل في إدارة الأزمات السياسية، وصياغة برنامج حكومي يحظى بقبول واسع من الأطياف السياسية المختلفة. كما سيكون على الحكومة المقبلة تقديم تنازلات لضمان تمرير الميزانية والقوانين الضرورية لتسيير شؤون الدولة.
الرهان الآن هو أن ينجح رئيس الحكومة الجديد في قيادة البلاد نحو الاستقرار وتجنب مزيد من الأزمات، خاصة في ظل الانقسامات الحادة التي تشهدها الساحة السياسية الفرنسية.
وفي أول التعليقات السياسية على هذا التعيين، حثت رئيسة حزب التجمع الوطني مارين لوبان، في منشور على موقع X، بايرو على الاستماع إلى المعارضة من أجل بناء "ميزانية معقولة ومدروسة".
بدوره، قال زميلها جوردان بارديلا رئيس التجمع الوطني اليمين المتطرف "لن يحصل حجب ثقة مبدئياً". وكانت أصوات هذا الحزب وأصوات نواب اليسار سمحت بالاطاحة بحكومة ميشال بارنييه الأسبوع الماضي.
وقال إن "الخطوط الحمراء" في سياسة الحزب ما زالت قائمة، وذلك في تصريحات نقلتها رويترز.
أما حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي فقد أكد أنه لن يمنح الثقة لبايرو لأنه لا ينتمي إلى صفوف اليسار.
وأمام بايرو مهمة كبيرة مع إعطاء الأولوية لإقرار ميزانية العام 2025 فيما تعاني فرنسا من مديونية عالية. وذلك بعد إسقاط الحكومة السابقة بسبب مشروع ميزانية الضمان الاجتماعي.
وفي خضم الاضطرابات، ترتفع تكاليف الاقتراض الفرنسية في حين يتأثر اليورو بالمشاعر السلبية، التي تفاقمت بسبب البيانات الصناعية القاتمة لمنطقة اليورو والتقلبات السياسية المتزامنة في ألمانيا.
وقال محللون في ماي بنك في وقت سابق: "تواجه فرنسا احتمال زيادة العجز المالي الذي سيصبح تمويله أكثر تكلفة مع ارتفاع عوائد سندات الحكومة وسط هذا الغموض".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.