لتجنب الإغلاق الحكومي.. مجلس النواب الأميركي يوافق على مشروع قانون التمويل المؤقت ويرسله إلى مجلس الشيوخ

نشر
آخر تحديث
الكونغرس الأميركي/ AFP

استمع للمقال
Play

بعد ساعات من رفض أكثر من 30 عضواً جمهورياً لطلب من الرئيس المنتخب دونالد ترامب باستخدام هذا الإجراء لرفع سقف ديون البلاد، يعمل الكونغرس الأميركي جاهداً لتفادي إغلاق جزئي للحكومة، الجمعة.

 ومساء الجمعة بتوقيت الولايات المتحدة، ووافق مجلس النواب على مشروع قانون التمويل المؤقت، وأرسله إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه.

وحاول رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون وضع نهج قد يقره مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون بفارق طفيف، ومجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، مع اقتراب الموعد النهائي لتمويل الموازنة في منتصف ليل الجمعة.

اقرأ أيضاً: ترامب ينضم لماسك في معارضة مشروع قانون تمويل الحكومة المقدم من الحزب الجمهوري

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الجمهوري عن ولاية لوس أنجلوس، للصحفيين في مبنى الكابيتول بعد ظهر الجمعة: "لن يكون لدينا إغلاق حكومي".  

وأضاف"سنفي بالتزاماتنا تجاه مزارعينا الذين يحتاجون إلى المساعدة وضحايا الكوارث في جميع أنحاء البلاد ونتأكد من دفع الخدمات العسكرية والأساسية وكل من يعتمد على الحكومة الفيدرالية للحصول على رواتبه خلال العطلات".

إذا حصل الإغلاق، فسيكون له تأثيرات واسعة النطاق. وبالإضافة إلى منح إجازة لمئات الآلاف من العمال الفيدراليين، تحذر إدارة أمن النقل من أن انقطاع التمويل سيؤدي إلى طوابير أطول في المطارات في موسم العطلات المقبل.

ورفض الجمهوريون المحافظون أمس الخميس طلب ترامب برفع سقف الدين، وهو ما قد يضيف تريليونات أخرى إلى ديون الحكومة البالغة 36 تريليون دولار.


تشريع قبل منتصف الليل

بعد يوم من الجدال، وافق مجلس النواب على مشروع قانون الإنفاق الفيدرالي المقدم من الحزبين يوم الجمعة وأرسله إلى مجلس الشيوخ، قبل ساعات فقط من الموعد النهائي عند منتصف الليل لتمويل الحكومة. 

ولم يكن من الواضح يوم الجمعة ما إذا كان مجلس الشيوخ سيتمكن من تمرير مشروع القانون قبل الساعة 12:00 صباحاً بالتوقيت الشرقي، عندما ينفد التمويل من الناحية الفنية.

ويواصل مشروع القانون تمويل الحكومة الفيدرالية بالمستويات الحالية لمدة ثلاثة أشهر، ويوفر الإغاثة في حالات الكوارث والمساعدات الزراعية.

تمت الموافقة على مشروع القانون بدعم كبير من الديمقراطيين وأصوات من ثلثي الأعضاء الحاضرين، وهو حجم مرتفع يعكس رغبة كلا الحزبين في تجنب إغلاق مكلف يمكن أن يعرض رواتب مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين للخطر قبل أيام قليلة من عيد الميلاد.


زعيم الأغلبية: المشروع سيمر

من جانبه،  قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في بيان عقب تصويت مجلس النواب على تمرير القرار الجمهوري، إنه "واثق" من أن مجلس الشيوخ سيوافق أيضاً على الإجراء.

"على الرغم من أن مشروع القانون هذا لا يشمل كل ما ناضل الديمقراطيون من أجله، إلا أن هناك انتصارات كبيرة في مشروع القانون هذا للعائلات الأمريكية - توفير مساعدات طارئة للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية، وعدم وجود سقف للديون، وسيبقي الحكومة مفتوحة دون أي تخفيضات صارمة".

وأضاف: "كما قلت، فإن الطريقة الوحيدة لإبقاء الحكومة مفتوحة هي من خلال الشراكة بين الحزبين".

ويجب على مجلس الشيوخ أن يتبع مجلس النواب ويوافق على مشروع القانون لإرساله إلى مكتب بايدن وتجنب الإغلاق.


تصعيد ترامب

وصعد ترامب الذي يُنصب رئيساً في 20 يناير/ كانون الثاني من لهجته بين عشية وضحاها، داعياً إلى تعليق النظر في سقف الدين الأميركي لمدة خمس سنوات حتى بعد أن رفض أعضاء الجناح اليميني في حزبه تمديده لمدة عامين في اقتراح سابق.

اقرأ أيضاً: رئيس النواب الأميركي يتراجع عن قيود التصويت التي يدعمها ترامب في مشروع تمويل جديد للحكومة

وكتب ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي بعد الساعة الواحدة صباحاً بقليل "يتعين على الكونغرس التخلص من سقف الديون السخيف أو يطيل أمده ربما حتى 2029. وبدون هذا، لن نتوصل لصفقة أبداً".

وكانت صفقة سابقة مدعومة من الحزبين قد ألغيت بعد أن أعلن ترامب وحليفه إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، معارضتهما يوم الأربعاء. وأُحبطت صفقة بديلة تم تعديلها على عجل بدعم من ترامب بحصولها على 174 صوتاً مؤيداً مقابل 235 صوتاً معارضاً مساء أمس الخميس.

اقرأ أيضاً: يلين تتخوف من تأثير رسوم ترامب الجمركية على جهود السيطرة على التضخم

وكانت هذه الصفقة المنقحة تحافظ على استمرار الميزانية الاتحادية البالغة نحو 6.2 تريليون دولار عند مستواها الحالي حتى مارس/ آذار، وتقدم 100 مليار دولار في شكل إغاثة من الكوارث. لكنها أسقطت تدابير أخرى لاسترضاء الديمقراطيين الذين ما زالوا يسيطرون على مجلس الشيوخ الأميركي والبيت الأبيض لأربعة أسابيع قادمة.


ما هو سقف الدين؟

سقف الديون هو الحد القانوني الذي وضعه المشرعون الفيدراليون للمبلغ الذي يمكن للولايات المتحدة أن تقترضه لسداد فواتيرها. 

وبمجرد الوصول إلى هذا الحد، فقد يؤدي ذلك إلى إغلاق الحكومة لأن الولايات المتحدة غير قادرة على سداد فواتيرها ما لم يوافق مجلسا الكونغرس على مشروع قانون لرفع أو تعليق سقف الدين.

وفي عام 2023، توصل المشرعون في الكابيتول هيل والرئيس جو بايدن إلى اتفاق لتعليق سقف الديون مؤقتاً حتى 1 يناير 2025. 

وكان لسقف الديون آثار محدودة على مداولات زعماء مجلسي النواب والشيوخ هذا الشهر بشأن مشروع قانون تمويل حكومي، لكن أمس، قال ترامب وفانس في بيان إنهما يتوقعان أن يعالج الكونغرس سقف الديون قبل نهاية ولاية بايدن.

وتابع: ما هو سقف الديون؟

وقال الرئيس المقبل ونائبه في بيان مشترك: إن زيادة سقف الديون ليست أمراً رائعاً ولكننا نفضل القيام بذلك تحت إشراف بايدن”.

صباح أمس، قال ترامب لشبكة إن بي سي نيوز إنه يؤيد التخلص من سقف الديون بالكامل، واصفاً ذلك بأنه أذكى شيء يمكن أن يفعله الكونغرس.


رواتب الجيش ستتأثر

في ظل هذه الأزمة، حذرت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون من أن قرار الجمهوريين داخل الكونغرس بالتخلي عن خطة الإنفاق سيؤدي إلى عدم دفع رواتب الجنود خلال العطلات، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي المقرر يوم الجمعة لمنع إغلاق الحكومة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، الميجور جنرال بات رايدر، يوم الخميس: "حتى إذا لم يتم دفع رواتبهم، سيطلب من الجنود الحضور للخدمة سواء في الخارج أو في الداخل".

وفقاً لرايدر، ما لم يقر اتفاق تمويل الحكومة، لن يحصل الجنود على رواتبهم في نهاية الشهر، ولن يدفع للجنود الاحتياطيين الذين سيؤدون الخدمة بعد يوم الجمعة، ولن تسدد رواتب المدنيين الاتحاديين الذين يطلب منهم العمل أثناء الإغلاق.

ويعد دفع رواتب الجيش واحداً من آلاف الحسابات الاتحادية التي ستتأثر.


بايدن يعارض

من جانبه، قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن عارض مشروع القانون المعاد صياغته.

وأثارت المعارك السابقة حول سقف الديون مخاوف الأسواق المالية، لأن عجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها قد يتسبب في صدمات ائتمانية في أنحاء العالم. وتم تعليق الحد بموجب اتفاق ينتهي من الناحية الفنية في الأول من يناير/ كانون الثاني، لكن المشرعين ربما لا يكونون مضطرين إلى معالجة هذه القضية قبل الربيع.


تأثير الإغلاق الذي يلوح في الأفق على سوق الأوراق المالية 

لا يبدو أن إغلاق الحكومة الفيدرالية الذي يلوح في الأفق له تأثير على الأسواق اليوم. فقد ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1.4%، أو أكثر من 615 نقطة. كما يتم تداول مؤشري S&P 500 وناسداك على ارتفاع بنحو 1.5%.

سيأتي الإغلاق في أعقاب فترة متقلبة لمؤشر داو جونز، حيث قطع المؤشر أطول سلسلة خسائر استمرت 10 أيام منذ عام 1974 أمس. من المحتمل أيضاً أن تساعد بعض بيانات التضخم الأقل من المتوقع الصادرة اليوم في تعزيز حركة الأسهم.


حرمان 32 مليون شخص من الرعاية الصحية

في حال أغلقت الحكومة أبوابها، فسيكون هناك تأثير سريع وكبير على ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة، خاصة في المناطق المحرومة، والذين لن يتمكنوا من الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية. وتخدم المراكز الصحية المجتمعية حوالي 32 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، بغض النظر عن قدرتهم على الدفع.

المراكز الصحية المجتمعية الممولة اتحادياً هي عيادات غير ربحية تتلقى منحًا من برنامج المراكز الصحية التابع لإدارة الموارد والخدمات الصحية. إذا انتهت المنح، فلن يكون لدى المراكز أي تمويل للموظفين أو الرعاية الطبية. يوفر صندوق المراكز الصحية المجتمعية حوالي 70% من الأموال الفيدرالية للمراكز الصحية.

تمثل مراكز صحة المجتمع أكبر شبكة للرعاية الأولية في الولايات المتحدة. المراكز الصحية موجودة منذ ما يقرب من 60 عاماً وتقدم الرعاية لـ 31.5 مليون مريض على مستوى البلاد، الغالبية العظمى منهم من ذوي الدخل المنخفض ويحتاجون إلى مكان يذهبون إليه للحصول على رعاية ميسورة التكلفة.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة