ارتفعت أسعار النفط عند التسوية، الجمعة، محققة سلسلة مكاسب هذا الأسبوع، بعد أن أغلقت عند أعلى مستوياتها في أكثر من شهرين خلال الجلسة السابقة، مدعومة ببرودة الطقس وبتوقعات حول إمكانية أن تتبنى الحكومات في مختلف أنحاء العالم سياسات لتعزيز النمو الاقتصادي، وهو ما من شأنه رفع الطلب على الوقود.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت 58 سنتاً أو 0.76% لتبلغ عند التسوية 76.51 دولار للبرميل، بعد أن وصلت أمس الخميس عند التسوية إلى أعلى مستوياتها منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول.
كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 83 سنتاً أو 1.13% لتبلغ عند التسوية 73.96 دولار للبرميل. وكان إغلاق الخميس هو الأعلى للخام الأميركي منذ 14 أكتوبر.
وسجل خام برنت مكاسب بنحو 3% خلال الأسبوع.. كما أضاف الخام الأميركي نحو 5%.
اقرأ أيضاً: بعد إيلون ماسك.. ميتا تحث على منع OpenAI من أن تصبح مؤسسة هادفة للربح
ويتجه الخامان لتحقيق ثاني زيادة أسبوعية لهما مع عودة المستثمرين من العطلات.
من جهة أخرى، اختتم نشاط المصانع في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة عام 2024 على تراجع، وسط توقعات غير متفائلة للعام الجديد بسبب المخاطر التجارية المتزايدة نتيجة رئاسة ترامب الثانية، والتعافي الاقتصادي الهش في الصين.
وقال محللون في "كابيتال إيكونوميكس" في مذكرة: "كانت مؤشرات مديري المشتريات لشهر ديسمبر في آسيا متباينة، لكننا نواصل توقع ضعف نشاط التصنيع ونمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة في المدى القريب".
وأضافوا: "مع تباطؤ النمو وبقاء التضخم دون المستهدف في معظم البلدان، نتوقع أن تواصل البنوك المركزية في آسيا سياسة التيسير النقدي".
ومن المتوقع أن تحفز أسعار الفائدة المنخفضة النمو الاقتصادي، مما سيؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود.
ويتطلع المستثمرون إلى مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من الفدرالي الأميركي هذا العام، في وقت تعهد فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ بتطبيق سياسات استباقية لتعزيز النمو.
وقال أليكس هودز، المحلل في "ستون إكس": "نظرًا لأن المسار الاقتصادي للصين على استعداد للعب دور محوري في عام 2025، فإن الآمال معلقة على تدابير التحفيز الحكومية لتعزيز الاستهلاك وزيادة الطلب على النفط في الأشهر المقبلة".
كما تترقب السوق تطورات أسعار الخام من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم. وذكر متعاملون أن السعودية قد ترفع أسعار الخام للمشترين الآسيويين في فبراير المقبل، للمرة الأولى في ثلاثة أشهر، وذلك في أعقاب مكاسب أسعار الخام القياسية في الشرق الأوسط الشهر الماضي.
وفي الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، قفزت مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي، مع زيادة المصافي للإنتاج، لكن الطلب على الوقود بلغ أدنى مستوى له في عامين.
اقرأ أيضاً: كيف استفادت أسهم ميتا من الحظر المحتمل لـ TikTok في الولايات المتحدة؟
وانخفضت مخزونات الخام بشكل أقل من المتوقع، حيث تراجعت بمقدار 1.2 مليون برميل إلى 415.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض قدره 2.8 مليون برميل.
ويراقب المتعاملون أيضاً بيانات الأرصاد الجوية، حيث من المتوقع أن تؤدي موجة برد في الولايات المتحدة وأوروبا خلال الأسابيع المقبلة إلى تعزيز الطلب على الديزل كبديل للغاز الطبيعي في التدفئة.
وأخيرًا، يستعد المستثمرون لبدء رئاسة ترامب في 20 يناير المقبل، حيث توقعت المحللة في "فيليب نوفا"، بريانكا ساشديفا، أن "الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين وتأثيرها على أنماط الطلب العالمي ستكون محورية لأسعار النفط في 2025".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي