فرضت السلطات السورية الجديدة قيودًا على دخول اللبنانيين إلى أراضيها، وفقًا لما أفاد مصدران أمنيان لوكالة فرانس برس، الجمعة 3 يناير، في حين أشار مصدر عسكري إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد مناوشات بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين.
وقال الجيش اللبناني في بيان له إن قوة من الجيش كانت تعمل على إغلاق "معبر غير شرعي" في شرق لبنان، تعرضت لإطلاق نار من مسلحين سوريين، ما أسفر عن وقوع "اشتباك بين الجانبين" وإصابة أحد الجنود اللبنانيين.
اقرأ أيضاً: أول امرأة بمنصب حاكم مصرف سوريا المركزي.. من هي ميساء صابرين؟
وذكر مسؤول في الأمن العام اللبناني، المشرف على المعابر الحدودية، لوكالة فرانس برس، أنه لم يتم إعلام الجهاز بأي "إجراء جديد من الجانب السوري"، لكنه "فوجئ بإغلاق الحدود" أمام اللبنانيين.
كان يُسمح للبنانيين بدخول سوريا باستخدام جواز السفر أو الهوية، دون الحاجة إلى تأشيرة دخول.
وأضاف المسؤول الأمني أنه "تم تداول أخبار" عن فرض قيود على دخول اللبنانيين وفق مبدأ "المعاملة بالمثل"، أي وفق نفس الشروط التي يفرضها لبنان على السوريين من حيث حيازة إقامة أو حجز فندقي.
من جهته، ذكر مصدر أمني آخر عند معبر المصنع، النقطة الحدودية الرئيسية بين البلدين، لوكالة فرانس برس أن "هناك إجراءات جديدة من الجانب السوري" تسمح فقط بعبور اللبنانيين الذين يحملون إقامة أو إذن دخول إلى سوريا.
من ناحية أخرى، رجح مصدر عسكري أن يكون هذا الإجراء خطوة احتجاجية بعد "مناوشات بين الجيش اللبناني وعناصر مسلحة سورية على الحدود"، حيث اعتقل الجيش بعض المسلحين السوريين ثم أفرج عنهم.
إغلاق معبر غير شرعي
وذكر الجيش اللبناني في بيان له يوم الجمعة أنه "بتاريخ 3 يناير 2025، أثناء عمل وحدة من الجيش على إغلاق معبر غير شرعي عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة معربون - بعلبك، حاول أشخاص سوريون فتح المعبر باستخدام جرافة، ما دفع عناصر الجيش لإطلاق نيران تحذيرية في الهواء". وأضاف البيان أن "السوريين ردوا بإطلاق النار نحو عناصر الجيش، مما أدى إلى إصابة أحدهم ووقوع اشتباك بين الجانبين".
تأتي هذه الحادثة في وقت حساس بعد إطاحة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة بحكم الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
وفي 22 ديسمبر، تعهد القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذًا "سلبيا" في لبنان، مؤكدًا احترام سيادة هذا البلد خلال استقباله وفدًا برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.
وكانت القوات السورية قد دخلت لبنان في عام 1976 كجزء من قوات عربية تهدف إلى وقف الحرب الأهلية اللبنانية، لكنها تحولت إلى طرف فاعل في النزاع قبل أن تصبح دمشق "قوة وصاية" على الحياة السياسية اللبنانية وتتحكم بمفاصلها. في عام 2005، خرجت القوات السورية من لبنان تحت ضغط شعبي بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في انفجار اتهمت فيه سوريا وحليفها حزب الله.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي