أثار قرار وزارة التربية في سوريا بتعديل بعض ما تشمله المناهج الدراسية جدلاً واسعاً بين المواطنين في سوريا، وسط ردود أفعال مختلفة بشأن هذه التعديلات ومدى حق الحكومة الحالية في تعديل المناهج، وأيضاً الطريقة التي يفترض أن يتم تعديل تلك المناهج من خلالها.
مع بداية العام الجديد 2025، فاجأت وزارة التربية المواطنين السوريين بقرار بتعديل بعض المناهج، ومنها ما يتعلق بتاريخ عائلة الأسد، ومنها ما يتعلق بتركيا، وبعض الأمور التاريخية وحتى بعض الشؤون الدينية، إلى جانب إلغاء مادة التربية الوطنية واستبدال درجاتها في المجموع بمادة التربية الدينية.
أبرز الاعتراضات
بينما اعترض البعض على التغييرات التي نص عليها القرار نفسه ومنها ما يتعلق بالدولة العثمانية وغيرها، تساءل آخرون عن مدى أحقية إجراء الحكومة الحالية تلك التغييرات بحكم أنها مؤقتة ومهمتها الأساسية تسيير أعمال المؤسسات خاصة أنها حسب ما أعلنت لن تستمر في السلطة مع بداية مارس/ آذار المقبل، بينما أشار البعض إلى أن فكرة تغيير المناهج في حد ذاتها تحتاج إلى لجنة متخصصة ولفترة كافية.
اقرأ أيضاً: سوريا ما بعد الأسد.. ملامح الفترة الانتقالية والخطط المستقبلية
توضيح من الوزير
مع الجدل المثار منذ إعلان القرار بشأن تلك التعديلات اضطر وزير التعليم في الحكومة الانتقالية، نذير القادري، إلى إصدار توضيح على صفحة الوزارة على فيسبوك، قال فيه: "نؤكد أن المناهج الدراسية في جميع مدارس سوريا ما زالت على وضعها حتى تشكل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها".
وأضاف القادري: "قد وجهنا فقط بحذف ما يتعلق بما يمجد نظام الأسد البائد واعتمدنا صور علم الثورة السورية بدل علم النظام البائد في جميع الكتب المدرسية، وما تم الإعلان عنه هو تعديل لبعض المعلومات المغلوطة التي اعتمدها نظام الأسد البائد في منهاج مادة التربية الإسلامية، مثل شرح بعض الآيات القرآنية بطريقة مغلوطة، فاعتمدنا شرحها الصحيح كما ورد في كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة".
ما هي أبرز التعديلات المعلنة في المناهج الدراسية؟
في مناهج اللغة العربية تم حذف النشيد الوطني "حماة الديار" للصف الأول، وصور لتمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد من منهج الصف الثالث، إلى جانب حذف صور للعلم السوري في عهد النظام السابق وصورة للرئيس السابق بشار الأسد وعبارات تمجد في النظام السابق من مناهج عدد من الصفوف، بالإضافة إلى حذف عبارات عن التبرع بالدم لجيش النظام السابق، وعبارات تمجيد للطيار علي محسن النقيب في جيش النظام السابق، كما تم حذف درس "امرأة من بلدي".
ومن بين المحذوفات من مناهج اللغة العربية أيضاً درس "أوابد تاريخية" كاملاً، والبيت الشعري "قف خاشعاً دون الديار"، ونص "تشرين المستقبل"، ودرس "موال من أغنية إلى تشرين"، ودرس وضعته بثينة شعبان مستشارة الرئيس السابق عن الحداثة الغربية والتقليد العربي، ودرس "مواطن من تشرين"، ونص "السادس من تشرين"، وبيت شعر لسليمان العيسي، بحسب تعميم صادر عن الوزارة.
اقرأ أيضاً: أول امرأة بمنصب حاكم مصرف سوريا المركزي.. من هي ميساء صابرين؟
ومنها أيضاً نص "حكم خالدة" لصفي الدين الحلي البيت الثاني عشر، وبيت شعر لعدنان مردم السطر الثالث، ودرس أدب القضايا الوطنية والقومية للصف الثالث الثانوي، ونص جميل صدقي الزهاوي، ونص انتشار تشرين، ونص "أدب المقاومة"، وفقرة "رأى جور العثمانيين"، و"في ظل سلطة عثمانية غاشمة"، إلى جانب البيت السادس من قصيدة الوطن والبيت التاسع من من قصيدة "لوعة الفراق".
وفي مناهج التاريخ، تم حذف صورة "مسلة الإله مردوك"، وقصة "الإله ملقارت"، ودروس "ثورة الثامن من آذار"، و"مسار التصحيح"، و"دروس تشرين"، و"السيدة الأولى"، وحذف فقرة "مدونة حمورابي"، و"الإلهة أرتاغيس"، وفقرة "العملة الوطنية"، وصورة "نصب الجندي المجهول"، وحذف جملة "إعدام قادة الحركة الوطنية في السادس من أيار عام 1916"، وفقرة "بروتوكول دمشق"، واستبدال مصطلح "حرب تشرين التحريرية" بمصطلح "حرب عام 1973"، وحذف مصطلح "وسام الاستحقاق السوري" ومصطلح "اتفاق الإذعان".
اقرأ أيضاً: عائلات وكيانات سورية ارتبطت أسماؤها بالثروة والنفوذ الاقتصادي في عهد الأسد
بعض تعليقات رواد التواصل الاجتماعي
من التعليقات التي كتبها بعض رواد التواصل الاجتماعي على منشور التعديلات الذي نشرته صفحة وزارة التربية على فيسبوك، قالت إحدى المعلقات: "الحكومة الحالية هي حكومة تسيير أعمال لا يحق لها إجراء هذه التعديلات على المناهج .. المناهج يجب أن يرتبط تعديلها بالدستور الجديد وبلجنة مكلفة من قبل الحكومة المنتخبة ومجلس الشعب وتحتاج إلى موافقة منهم قبل إقرارها.
وكتبت أخرى: "ممكن سؤال: حكومة تسيير الأعمال شو إلها علاقة بتغيير المناهج للدراسية؟.. أليس هذا من عمل الحكومة الحقيقية المنتخبة من الشعب!؟".
وقال آخر: "من هي اللجنة المختصة التي أقرت هذه التعديلات؟ وما هي اختصاصات أعضائها ومؤهلاتهم العلمية والتربوية؟".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي