بعد حرائق كاليفورنيا.. أكبر 13 حريقاً للغابات في التاريخ الحديث

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

أعادت سرعة انتشار الحرائق التي ضربت ولاية كاليفورنيا الأميركية وبالأخص مدينة لوس أنجلوس ذاكرة البعض إلى أكبر الحرائق من هذا النوع خلال التاريخ الحديث، والتي تسببت في أضرار بيئية وخسائر مادية كبيرة.

وأوقعت حرائق الغابات في لوس أنجلوس التي امتدت لمناطق مختلفة، 10 قتلى، بالإضافة إلى تضرر أو تدمير أكثر من 9000 مبنى، بحسب صحفية لوس أنجلوس تايمز.

وبينما لم يتم حسم التقديرات المتعلقة بأضرار وتكلفة تلك الحرائق بشكل نهائي بعد مع استمرار مكافحتها، فإن خبراء يقولون إن لوس أنجلوس لم تخرج من الخطر بعد، وقد تكون الحرائق هي كارثة حرائق الغابات الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

يواصل رجال الإطفاء مكافحة حرائق الغابات الكبرى المتعددة. لا يزال جزء كبير من مقاطعة لوس أنجلوس تحت تحذير العلم الأحمر.

وفي تقديرات أولية مع استمرار تلك الحرائق، قالت شركة AccuWeather للتنبؤات الجوية، إن الضرر الإجمالي والخسائر الاقتصادية 135-150 مليار دولار.


اقرأ أيضاً: "الأشد تدميراً في الشتاء خلال أربعة عقود".. لماذا اندلعت حرائق كاليفورنيا بهذا التوقيت؟


وبحسب وكالة رويترز، فإن حريق باليساديس بين سانتا مونيكا وماليبو على الجانب الغربي من لوس أنجلوس، وحريق إيتون في شرق المدينة بالقرب من باسادينا يعتبران بالفعل الأكثر تدميراً في تاريخ المدينة الأميركية مع التهام أكثر من 34 ألف فدان (13750 هكتاراً) - أو نحو 53 ميلاً مربعاً - مما أدى إلى احتراق أحياء بأكملها.

وبينما تنتظر الأوساط الأميركية الانتهاء من جهود إطفاء الحرائق والقضاء عليها من أجل الحصر النهائي لأضرار الحريق، هناك عدة حرائق غابات كبرى حدثت على مدار التاريخ الحديث، ذكرها تقرير لموقع Earth.Org البيئي، تتمثل فيما يلي:

1- حرائق غابات التايغا السيبيرية

وقعت في العام 2003 - خلال أحد أشد فصول الصيف حرارة التي شهدتها أوروبا حتى هذا الوقت - حيث  دمرت سلسلة من الحرائق أكثر من 55 مليون فدان (22 مليون هكتار) من الأراضي بغابات التايغا في شرق سيبيريا بروسيا. 

يُعتقد أن مزيجاً من الظروف القاحلة للغاية والاستغلال البشري المتزايد خلال العقود السابقة لعب دوراً في ما يُذكر باعتباره أحد أكثر حرائق الغابات تدميراً وأكبرها في تاريخ البشرية. 

انتشرت الحرائق عبر سيبيريا والشرق الأقصى الروسي وشمال الصين وشمال منغوليا، مما أدى إلى إرسال عمود من الدخان وصل إلى كيوتو على بعد آلاف الأميال. 

يمكن مقارنة الانبعاثات من حرائق التايغا السيبيرية بتخفيضات الانبعاثات التي وعد بها الاتحاد الأوروبي بموجب بروتوكول "كيوتو"، ولا يزال من الممكن رؤية آثارها في الدراسات البيئية الحالية حول استنفاد الأوزون.

2- حرائق الغابات الأسترالية

سجلت حرائق الغابات الأسترالية لعام 2020 في التاريخ بسبب تأثيرها الكارثي على الحياة البرية. اجتاحت الحرائق الشديدة ولايتي نيو ساوث ويلز وكوينزلاند في جنوب شرق أستراليا، وأحرقت 42 مليون فدان، ودمرت آلاف المباني، وأودت بحياة العشرات من الأشخاص، فضلاً عن ثلاثة مليارات حيوان، بما في ذلك 61 ألف كوالا. 

وشهدت أستراليا العام الأكثر حرارة وجفافاً في تاريخها خلال الفترة من أواخر العام 2019 وأوائل العام 2020، وهو ما كان عاملاً رئيسياً مساهماً في حرائق الغابات المدمرة.


اقرأ أيضاً: خسائر بنحو 20 مليار دولار.. هبوط أسهم قطاع التأمين وسط تقدير أضرار حرائق لوس أنجلوس


تُظهر البيانات الصادرة عن هيئة مراقبة المناخ أن متوسط ​​درجة الحرارة في أستراليا في العام 2019 كان أعلى بمقدار 1.52 درجة مئوية من المتوسط، مما يجعله العام الأكثر دفئاً منذ بدء التسجيل في العام 1910؛ وكان يناير/ كانون الثاني 2019 هو الشهر الأكثر دفئاً الذي سجلته أستراليا على الإطلاق. كان معدل هطول الأمطار أقل بنسبة 40% عن المتوسط، وهو أدنى مستوى له منذ العام 1900.

3- حرائق الأقاليم الشمالية الغربية بكندا

في صيف العام 2014، اندلع أكثر من 150 حريقاً منفصلاً في جميع أنحاء الأقاليم الشمالية الغربية، وهي منطقة تبلغ مساحتها حوالي 442 ميلاً مربعاً (1.1 مليار كيلومتر مربع) في شمال كندا. ويُعتقد أن 13 من تلك الحرائق ناجمة عن أعمال بشرية. 

وأثارت الأدخنة التي أحدثتها تلك الحرائق تحذيرات بشأن جودة الهواء في جميع أنحاء كندا وكذلك في الولايات المتحدة، حيث كان الدخان مرئياً من أماكن بعيدة مثل البرتغال بغرب أوروبا. ودُمر ما يقرب من 8.5 مليون فدان (3.5 مليون هكتار) من الغابات بالكامل، وكلفت عمليات الإطفاء الحكومة مبلغاً وصل إلى 44.4 مليون دولار أميركي.

4- موسم حرائق ألاسكا

كان موسم حرائق العام 2004 في ألاسكا هو الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الولاية الأميركية من حيث المساحة المتضررة. احترق أكثر من 6.6 مليون فدان (2.6 مليون هكتار) من الأراضي بسبب 701 حريق. بدأت 215 من هذه الحرائق بسبب الصواعق؛ أما الـ 426 حريقاً الأخرى فقد بدأها البشر. 

كان صيف 2004 دافئاً ورطباً للغاية مقارنة بالظروف المناخية المعتادة للصيف في ألاسكا، مما أدى إلى حدوث أعداد قياسية من الصواعق. وبعد أشهر من هذه الصواعق وارتفاع درجات الحرارة، أدى شهر أغسطس/ آب الجاف بشكل غير معتاد إلى اندلاع الحرائق التي استمرت حتى سبتمبر/ أيلول.

5- حرائق يوم الجمعة الأسود

سجلت هذه الحرائق في التاريخ باسم يوم الجمعة الأسود، حيث دمرت أكثر من خمسة ملايين فدان في فيكتوريا - وهي ولاية تقع في جنوب شرق أستراليا - في العام 1939، وكانت تتويجًا لعدة سنوات من الجفاف، تلاها ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية. 

غطت الحرائق أكثر من ثلاثة أرباع مساحة الولاية وأسفرت عن مقتل 71 شخصاً، مما يجعلها ثالث أكثر حرائق الغابات فتكاً في تاريخ أستراليا. 

وعلى الرغم من استمرارها لعدة أيام، فإن الحرائق تصاعدت في 13 يناير/ كانون الثاني، مع وصول درجات الحرارة إلى 44.7 درجة مئوية في العاصمة الأسترالية ملبورن، وإلى 47.2 درجة في ميلدورا في الشمال الغربي، مما أسفر عن مقتل 36 شخصاً وتدمير أكثر من 700 منزل بالإضافة إلى العديد من المزارع والشركات. وسقط الرماد من الحرائق في أماكن بعيدة مثل نيوزيلندا.



6- الحريق الكبير بكندا

على الرغم من وقوعه منذ أكثر من قرن من الزمان، لا يزال يُذكر الحريق الكبير عام 1919 باعتباره أحد أكبر حرائق الغابات وأكثرها تدميراً في التاريخ. 

في أوائل شهر مايو/ أيار، اجتاحت مجموعة من الحرائق الغابات الشمالية في مقاطعتي ألبرتا وساسكاتشوان الكنديتين. ساهمت الأخشاب التي تم قطعها لصناعة الأخشاب، إلى جانب الرياح القوية والجافة، في اندلاع ألسنة اللهب السريعة التي أتت في غضون أيام قليلة على حوالي خمسة ملايين فدان (مليوني هكتار)، ودمرت مئات المباني وأودت بحياة 11 شخصاً.

7- حريق تشينشاجا 

يعرف أيضاً باسم حريق ويسب و"الحريق 19"، والذي تضمن اشتعال حرائق الغابات في شمال كولومبيا البريطانية وألبرتا خلال الفترة من يونيو/ حزيران حتى أوائل خريف العام 1950. وأدت تلك  الحرائق إلى تضرر مساحة تبلغ حوالي 4.2 مليون فدان (1.7 مليون هكتار). 

وفي حين أدى نقص التجمعات السكنية في المنطقة إلى تقليل التأثير على المباني والتهديد للبشر، فقد سمح ذلك للحريق بالاشتعال بحرية، مما أدى إلى كمية هائلة من الدخان الناجم عن الحرائق فيما عرف بـ "سحابة الدخان العظيمة"، والتي حجبت الشمس لمدة أسبوع تقريباً، وحوّلتها إلى اللون الأزرق وجعلتها مرئية للعين المجردة دون أي إزعاج. ورصدت هذه الظاهرة لعدة أيام في شرق أميركا الشمالية وأوروبا.

8- حرائق بوليفيا

في شهر أغسطس/ آب 2010، اشتعلت أكثر من 25 ألف حريق في أنحاء بوليفيا، وغطت مساحة تقدر بنحو 3.7 مليون فدان (1.5 مليون هكتار) وألحقت أضراراً خاصة بنصيب البلاد من غابات الأمازون. 

وأجبر الدخان الكثيف الناتج عن هذه الحرائق الحكومة على وقف العديد من الرحلات الجوية وإعلان حالة الطوارئ. 

ومن بين الأسباب مجموعة من الحرائق التي أشعلها المزارعون لتطهير الأراضي للزراعة، بالإضافة إلى النباتات الجافة الناتجة عن الجفاف الشديد الذي شهدته البلاد خلال أشهر الصيف. 

وكانت حرائق الغابات في بوليفيا من أسوأ الحرائق التي شهدتها الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية منذ ما يقرب من 30 عاماً.


اقرأ أيضاً: حرائق كاليفورنيا.. ماذا حدث في لوس أنجلوس وتلال هوليوود هيلز؟


9- حريق كونيتيكت العظيم

يعرف أيضاً باسم الحريق الكبير أو الانفجار الكبير أو حريق مكنسة الشيطان، واندلع هذا الحريق الهائل في ولايتي أيداهو ومونتانا الأميركيتين خلال أشهر الصيف من العام 1910. 

وعلى الرغم من استمراره لمدة يومين فقط، تسببت الرياح القوية في اندماج الحريق الأول مع حرائق أخرى أصغر حجماً مما أدى إلى تشكيل حريق هائل دمر ثلاثة ملايين فدان (1.2 مليون هكتار) - أي ما يقرب من حجم ولاية كونيتيكت بالكامل - وأسفر عن مقتل 85 شخصاً، مما يجعله أحد أسوأ حرائق الغابات في تاريخ الولايات المتحدة. 

وعلى الرغم من تذكر هذا الحريق بسبب الدمار الذي تسبب فيه، فقد مهد الطريق أمام الحكومة الأميركية لسن سياسات لحماية الغابات.

10- حريق التنين الأسود

يطلق عليه أيضاً اسم حريق "Daxing’annling"، ووقع في العام 1987 وربما يكون أكبر حريق منفرد في العالم خلال مئات السنين الماضية، فضلاً عن كونه أخطر حرائق الغابات في جمهورية الصين الشعبية، والذي امتد عبر الحدود إلى روسيا.

اشتعلت النيران بلا انقطاع لأكثر من شهر، مما أدى إلى تدمير ما يقرب من 2.5 مليون فدان (مليون هكتار) من الأراضي.

وفي حين أن السبب الدقيق في الحريق غير واضح، ذكرت التقارير الصينية أن الحريق ربما يكون ناجماً عن فعل بشري. وبلغ إجمالي عدد القتلى خلال الحريق 191 شخصاً، إلى جانب إصابة 250 آخرين. كما تشرد نحو 33 ألف شخص.

11- حريق ريتشاردسون باككونتري

اندلع حريق ريتشاردسون باككونتري في مايو/ أيار 2011 في مقاطعة ألبرتا الكندية. وكان الأكبر في أكثر من 60 عاماً في البلاد، منذ حريق تشينشاجا عام 1950. 

تسبب الحريق في تدمير نحو 1.7 مليون فدان (688 ألف هكتار) من الغابات الشمالية، ورجحت السلطات أن اندلاعه جاء نتيجة لأنشطة بشرية، ومع ذلك، تسببت ظروف الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي والرياح العاتية إلى تفاقم شدتها.



12- ​​حرائق مانيتوبا

وقعت حرائق مانيتوبا بين منتصف مايو/ أيار وأوائل أغسطس/ آب 1989، مع اندلاع نحو 1147 حريقاً - وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق - في المقاطعة الكندية التي تعتبر موطناً لمجموعة كبيرة ومتنوعة من المناظر الطبيعية. 

دمرت الحرائق ما يقرب من 1.3 مليون فدان (3.3 مليون هكتار) من الأراضي، وتسببت في إجلاء 24.5 ألف شخص. وصلت تكاليف إطفائها 52 مليون دولار.

13- حرائق تكساس

تشير حرائق الغابات في تكساس التي وقعت خلال أواخر شهر فبراير/ شباط 2024 إلى العديد من الحرائق الكبرى في الولاية الأمريكية، والتي تتضمن حريق سموكهاوس كريك في مقاطعة هاتشينسون؛ وهي أكبر حريق غابات في تاريخ تكساس. 

تسبب هذا الحرق وحده في تدمير نحو 1.1 مليون فدان، متجاوزاً حريق مجمع إيست أماريلو الضخم في العام 2006، والذي أدى إلى تدمير ما يقرب من مليون فدان.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة