لم تفلح جهود أفراد الإطفاء في السيطرة على حريق دمر مساحات شاسعة من منطقة باسيفيك باليساديس في مدينة لوس أنجلوس الأميركية حتى الآن، وسط مخاوف من امتداد رقعة النيران واشتداد الرياح في منطقة سان فرناندو فالي المكتظة بالسكان، الأحد.
ووسط جهود الإطفاء، ألقت طائرات مياهاً ومواد لإخماد الحرائق على تلال شديدة الانحدار لوقف انتشار حرائق الغابات في باليساديس، وذكرت قناة "كيه.تي.إل.إيه" أن الطواقم على الأرض نجحت في إنقاذ عدد من المنازل، لكن النيران أتت على أخرى.
اقرأ أيضاً: "الأشد تدميراً في الشتاء خلال أربعة عقود".. لماذا اندلعت حرائق كاليفورنيا بهذا التوقيت؟
وقالت ليندسي هورفاث، عضو مجلس مشرفي مقاطعة لوس أنجلوس "شهدت المقاطعة ليلة أخرى من الرعب والحسرة لا يمكن تصورها".
حتى الآن، لقي 14 شخصاً على الأقل حتفهم جراء ستة حرائق متزامنة اجتاحت أحياء في المقاطعة منذ يوم الثلاثاء. وتشير تقديرات إلى أن 16 على الأقل في عداد المفقودين.
وتوقع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ارتفاع عدد القتلى، وقال لشبكة إن.بي.سي "لقد أرسلت فرق بحث وإنقاذ. نستخدم الكلاب المدربة على العثور على الجثث، ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى".
ورجح نيوسوم أن تكون هذه الحرائق أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة "من حيث التكاليف المرتبطة بها".
وقالت ديان كريسويل مديرة الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ اليوم الأحد إن قوات الجيش الأمريكي على أهبة الاستعداد للانتشار من أجل احتواء حرائق الغابات. وحثت كريسويل السكان على البدء في تقديم طلبات الحصول على الإغاثة من الكوارث.
⏺️ حرائق كاليفورنيا.. لقطات تُظهر طائرات هليكوبتر تابعة لإدارة الإطفاء في لوس أنجلوس أثناء إلقاء مواد إطفاء الحرائق فوق عدة مناطق pic.twitter.com/6LF4uG9XYQ
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) January 12, 2025
وأضافت في مقابلة مع شبكة إيه.بي.سي "لدينا التمويل اللازم لدعم هذه الاستجابة وجهود التعافي". وقال مسؤولون في إدارة الإطفاء إن الحرائق ألحقت أضراراً جزئية أو كلية بما يصل إلى 12 ألف بناية.
أتت الحرائق على مساحة ألف فدان أخرى في باليساديس والتهمت المزيد من المنازل على مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال تود هوبكنز مسؤول إدارة الإطفاء بولاية كاليفورنيا إنه على الرغم من احتواء 11 بالمئة من الحرائق في حي باليساديس، فقد أتت النيران على أكثر من 22 ألف فدان.
وأضاف هوبكنز في مؤتمر صحفي أن حريق باليساديس امتد إلى حي ماندفيل كانيون. وهناك مخاوف من وصول الحريق إلى حي برينتوود الراقي الذي يعيش فيه مشاهير ومنطقة سان فرناندو فالي. كما تقترب من طريق 405 السريع الرابط بين مناطق شمالية وجنوبية.
رياح معاكسة قوية
على الرغم من هدوء الرياح التي أججت النيران أمس السبت، حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من أن رياحاً أقوى تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة قد تعود خلال الأيام المقبلة. وتوقع مسؤولون محليون أن تصل قوة الرياح إلى ذروتها يوم الثلاثاء.
وقالت الهيئة إن التحذيرات من اندلاع حرائق خطيرة ستظل سارية في مقاطعتي لوس أنجلوس وفينتورا حتى يوم الأربعاء.
اقرأ أيضاً: حرائق كاليفورنيا.. ماذا حدث في لوس أنجلوس وتلال هوليوود هيلز؟
من جانبه، أكد روبرت لونا قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس إن أوامر إخلاء صدرت لنحو 153 ألف شخص. وأضاف أن 166 ألفاً آخرين تلقوا تنبيهات
بأنهم قد يضطرون إلى إخلاء منازلهم.
كارثة كبرى
من واشنطن، تحدث الرئيس جو بايدن هاتفياً مع بعض المسؤولين للاطلاع على أحدث الجهود المبذولة للتصدي للكارثة كما أطلعه مساعدوه على الموارد الاتحادية المتاحة التي ترسل إلى المنطقة.
وإعلان بايدن الأمر كارثة كبرى يفتح الباب أمام تقديم مساعدة اتحادية للمتضررين من حرائق الغابات وتقديم الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ الدعم لهم.
وقال المتحدث باسم الوكالة مايكل هارت إن ذلك الدعم يمكن أن يكون على شكل تمويل لإصلاح المنازل وتعويض الخسائر في الأغذية والأدوية، وأشار إلى أن المساعدات من هذا النوع قد تقدم خلال أيام.
ترامب ينتقد
في غضون ذلك، انتقد الرئيس المنتخب دونالد ترامب المسؤولين المحليين ومسؤولي الولاية وقال إنهم أساءوا التعامل مع الوضع.
وأضاف على منصة تروث سوشيال "الحرائق لا تزال مستعرة في لوس أنجلوس. الساسة غير الأكفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها. آلاف المنازل الرائعة احترقت، والكثير منها سيُفقد قريباً. رائحة الموت تفوح في كل مكان... إنهم لا يستطيعون إخماد الحرائق. ما خطبهم؟".
اقرأ أيضاً: خسائر بنحو 20 مليار دولار.. هبوط أسهم قطاع التأمين وسط تقدير أضرار حرائق لوس أنجلوس
وقالت رئيسة مجلس المشرفين في لوس انجليس كاثرين بارغر للصحفيين إنها دعت ترامب الذي سيتولى منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني لزيارة المقاطعة لإلقاء نظرة مباشرة على الدمار.
أسابيع من العمل
وحول مدة العمل المتوقعة، قال دون فريجوليا المسؤول في منطقة ألتادينا في لوس أنجلوس إن التصدي للحرائق في حي إيتون والتعامل مع الأضرار التي خلفتها سيكون "مهمة ضخمة وشاقة" وسيستغرق "أسابيع عديدة".
وذكر موقع إدارة الإطفاء في ولاية كاليفورنيا أن أفراد الإطفاء نجحوا في احتواء 27% من الحرائق في حي إيتون ارتفاعاً من 15% أمس السبت بعد أن أتت على 14117 فداناً.
خسائر باهظة
وأتى الحريقان الكبيران مجتمعين على 36 ألف فدان أي ما يعادل مرتين ونصف المرة مساحة مانهاتن. وأعلن مسؤولون حالة طوارئ صحية عامة بسبب الدخان الكثيف السام المنتشر في المنطقة.
لكن تقدماً كبيراً أحرز في إعادة الكهرباء إلى أحياء لوس أنجلوس. وقال الرئيس التنفيذي لشركة إديسون في جنوب كاليفورنيا ستيفن باول للصحفيين إن هناك الآن نحو 50 ألف عميل دون كهرباء "انخفاضاً من أكثر من نصف مليون قبل يومين فقط".
وقدرت شركة أكيو ويذر الخاصة الأضرار والخسائر الاقتصادية بما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، مما يشير إلى ارتفاع تكاليف التأمين على أصحاب المنازل.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي