أعاصير مدمرة وعواصف شديدة.. 140 مليار دولار خسائر مؤمنة في 2024

تشهد شركات التأمين ثالث أغلى عام من حيث الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية في العام 2024 ؛ حيث بلغ إجماليها 140 مليار دولار، وفق بيانات شركة Munich Re.

في تقريرها السنوي الذي حمل عنواناً " تغير المناخ يظهر مخالبه: العالم يزداد حرارة، مما يؤدي إلى أعاصير شديدة وعواصف رعدية وفيضانات"، ذكرت الشركة إن الخسائر الاقتصادية الإجمالية الناجمة عن الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم تصل إلى 320 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بـ 268 مليار دولار في عام 2023.

تجاوزت تقديرات Munich Re للخسائر المؤمنة تقديرات Swiss Re للخسائر الطبيعية البالغة 135 مليار دولار والتي أصدرتها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.  وقد أشارت Swiss Re إلى أن الخسائر المؤمنة في عام 2024 تجاوزت 100 مليار دولار للعام الخامس على التوالي.

وذكر تقرير Munich Re أن الخسائر الإجمالية، وكذلك الخسائر المؤمنة في العام 2024، كانت أعلى بكثير من المتوسطات المعدلة حسب التضخم في السنوات الماضية، مشيرة إلى حقيقة أن إجمالي الخسائر الاقتصادية على مدى 10 و30 عاماً بلغ 236 مليار دولار و181 مليار دولار على التوالي، في حين بلغ متوسط الخسائر المؤمنة 94 مليار دولار و61 مليار دولار على التوالي.

كانت الخسائر الناجمة عن المخاطر الثانوية، مثل الفيضانات وحرائق الغابات والعواصف الرعدية الشديدة، كبيرة مرة أخرى، حيث أنتجت خسائر إجمالية بلغت 136 مليار دولار، تم التأمين على حوالي 67 مليار دولار منها.

وهذا أقل قليلاً من الأرقام المسجلة في العام 2023 عندما بلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية 143 مليار دولار وبلغت الخسائر المؤمنة رقماً قياسياً بلغ 82 مليار دولار. 

شاهد: ما هي أبرز الكوارث الطبيعية التي سببها التغير المناخي في 2023؟

ومع ذلك، كانت الخسائر الاقتصادية والمؤمنة من هذه المخاطر  أعلى بكثير من متوسط الأرقام في السنوات العشر الماضية البالغة 110 مليار دولار و48 مليار دولار على التوالي.

الأعاصير والعواصف 

في العام 2024، أسهمت الأعاصير المدارية وحدها بمبلغ 135 مليار دولار من إجمالي الخسائر و52 مليار دولار من الخسائر المؤمنة، حسبما ذكر التقرير، مشيراً إلى أن غالبية هذه الخسائر كانت ناجمة عن الأعاصير الكبرى في الولايات المتحدة مع خسائر إجمالية تزيد على 105 مليارات دولار، منها 47 مليار دولار مؤمنة.

بالإضافة إلى الأعاصير، تسببت العواصف الرعدية الشديدة (المعروفة أيضًا باسم العواصف الحملية الشديدة) أيضًا في أضرار جسيمة.

وفي الولايات المتحدة وحدها، كانت هذه العواصف مسؤولة عن خسائر إجمالية بلغت 57 مليار دولار، منها 41 مليار دولار مؤمنة، بحسب التقرير، الذي أشار إلى أن المبالغ أقل بقليل فقط من أرقام العام السابق القياسية البالغة 66 مليار دولار و51 مليار دولار، مما يجعل عام 2024 ثاني أكثر الأعوام تكلفة لهذا النوع من العواصف.

ووصفت الشركة تغير المناخ بأنه "يظهر مخالبه" و"يخلع القفازات"، وقالت إن الكوارث المرتبطة بالطقس هي الكارثة الطبيعية السائدة في العام 2024 - وهي مسؤولة عن 93٪ من الخسائر الإجمالية و97٪ من الخسائر المؤمن عليها.

كانت الأعاصير هيلين وميلتون، اللتان ضربتا الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول على التوالي، أكثر الكوارث تدميراً في عام 2024.

تسبب إعصار هيلين في أكبر خسائر إجمالية ناجمة عن الكوارث الطبيعية في عام 2024 بقيمة 56 مليار دولار، تحملت شركات التأمين 16 مليار دولار منها. بينما تسبب إعصار ميلتون في أكبر خسائر مؤمنة لهذا العام، بإجمالي 25 مليار دولار مع خسارة إجمالية بلغت 38 مليار دولار.

كانت ثالث أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة لهذا العام من حيث الخسائر الإجمالية هي الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجة في اليابان، والذي هز الساحل الغربي للبلاد في يوم رأس السنة الجديدة 2024. وقدرت الخسائر الإجمالية بنحو 15 مليار دولار، مع إجمالي الخسائر المؤمن عليها بنحو 2.5 مليار دولار.

التوزيع الجغرافي

سجلت أميركا الشمالية أعلى حصة من الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية على مستوى العالم، ونسبة أعلى من المعتاد (حوالي 60% من إجمالي الخسائر، ومتوسط عشر سنوات 54%). وفي المجموع، بلغت الخسائر نحو 190 مليار دولار، منها نحو 108 مليارات دولار مؤمن عليها.

اقرأ أيضاً: قد تكون الأعلى في تاريخ أميركا.. ما هي الخسائر الاقتصادية لحرائق لوس أنجلوس؟

وفي أوروبا، دمرت الكوارث الطبيعية أصولاً بقيمة 31 مليار دولار العام الماضي، منها 14 مليار دولار مؤمن عليها. وكانت الكارثة الأكثر خطورة هي الفيضانات الشديدة في إسبانيا بالقرب من العاصمة الإقليمية فالنسيا. فقد لقي ما لا يقل عن 200 شخص حتفهم، مما يجعلها الكارثة الطبيعية الأكثر فتكاً التي شهدتها إسبانيا منذ خمسين عاماً.

وبلغ إجمالي الأضرار نحو 11 مليار دولار، منها 4.2 مليار دولار مؤمن عليها. كما تسببت الفيضانات في ألمانيا والدول المجاورة في يونيو/حزيران وفي أوروبا الوسطى والشرقية في سبتمبر/أيلول في أضرار بلغت في مجملها أكثر من 9 مليارات دولار، منها 4 مليارات دولار مؤمن عليها.

وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا، بلغت الخسائر الإجمالية نحو 91 مليار دولار، وهو ما يزيد عن العام السابق (66 مليار دولار)، كما أنه يزيد عن متوسط السنوات العشر الماضية الذي بلغ 66 مليار دولار.  وبنحو 16 مليار دولار، كانت الخسائر المؤمنة أعلى بكثير من العام السابق (10 مليارات دولار).

وبالإضافة إلى الزلزال في اليابان والإعصار ياغي، كانت الخسائر مدفوعة بكارثة الفيضانات الشديدة في الإمارات العربية المتحدة، التي ضربت مدينة دبي وكذلك الدول المجاورة. وبلغ إجمالي الخسائر 8.3 مليار دولار، منها 2.8 مليار دولار مؤمنة.

الكلفة البشرية

في عام 2024، فقد نحو 11 ألف شخص حياتهم نتيجة للكوارث الطبيعية، وهو عدد أقل كثيراً من المتوسط. وكانت الكارثة الطبيعية التي أسفرت عن أكبر عدد من القتلى هي إعصار ياغي؛ إذ لقي نحو 850 شخصاً مصرعهم عندما ضرب الفلبين وجزيرة هاينان الصينية والطرف الجنوبي لمقاطعة قوانغدونغ الصينية وفيتنام وميانمار في سبتمبر/أيلول.

وشمل العدد الإجمالي للوفيات أكثر من 200 شخص خلال إعصار هيلين، وأكثر من 200 شخص خلال زلزال رأس السنة الجديدة في اليابان، وأقل من 200 شخص في فيضانات فالنسيا.