تراجعت الأسهم الأميركية عند الإغلاق، الجمعة، متخليةً عن مكاسبهاً لتنهي شهراً حافلاً بالتقلبات، حيث خففت الأسهم من زخم الصعود في بداية الجلسة بعد إعلان البيت الأبيض أن التعرفات الجمركية الجديدة التي سيفرضها الرئيس دونالد ترامب تبدأ السبت.
وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسبه يوم الجمعة، مغلقاً على خسارة بنحو 0.5%،مع رد فعل السوق على الأخبار التي تفيد بأن التعرفات الجمركية الصارمة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب ضد الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة ستكون متاحة للمراجعة العامة في نهاية هذا الأسبوع.
في حين أن مؤشر داو جونز الصناعي تراجع 337 نقطة أو 0.8% متأثراً بانخفاض سهم شيفرون،
وتراجع مؤشر ناسداك المركب ذو التقنية العالية بنحو 0.3%، بعد أن محا في وقت سابق خسائر عمليات البيع المكثفة التي سببها تطبيق DeepSeek الصيني.
هذا ويمثل يوم الجمعة اليوم الأخير من شهر يناير الذي كان مليئاً بالصعوبات بالنسبة للمتداولين. وعلى الرغم من ذلك، فقد سجلت المؤشرات الثلاثة الرئيسية مكاسب شهرية، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.7% وتقدم مؤشر ناسداك بنسبة 1.6%. وتفوق مؤشر داو جونز خلال الفترة، حيث قفز بنسبة 4.7%.
وتخلت الأسهم عن مكاسبها السابقة بعد أن أعلنت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت بعد ظهر يوم الجمعة أن تعريفات الرئيس ستكون متاحة للتفتيش العام في وقت ما يوم السبت.
ومن المقرر أن يقوم ترامب بتسوية الرسوم الجمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، إلى جانب رسوم بنسبة 10% على الصين.
كان رد فعل الأسهم التي تعرضت لهذه الأسواق سريعاً، حيث تراجعت أسهم شركات مثل Corona Brewer Constellation Brands والسلسلة الغذائية المكسيكية شيبوتل Chipotle، التي خسرت 2% و 1%على التوالي بعد الأخبار.
"هذا مشابه جداً لما رأيناه يوم الاثنين، مع DeepSeek، أليس كذلك؟"، قال توم هاينلين، كبير استراتيجيي الاستثمار في مجموعة إدارة الأصول في البنك الأميركي مردفاً: "كان رد الفعل الأول هو البيع".
وأضاف "هناك رد فعل أولي على العناوين الرئيسية حول التعريفات الجمركية. ليس لدينا تفاصيل عنهم. ليس لدينا تفاصيل حول النسبة، سواء كانت مؤقتة أو دائمة، وما هو رد الفعل الذي قد تحصل عليه من كندا أو المكسيك أو الصين. وجهة نظرنا هي أننا سننتظر ونكتشف متى سيتم تنفيذ السياسة الفعلية.
تقييم الأرباح
إلى ذلك، يقوم المستثمرون بتحليل تقارير الأرباح الصادرة عن شركة أبل وغيرها من الشركات الكبيرة، إلى جانب صدور تقرير التضخم حول مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأميركي الذي ارتفع بنسبة 2.6% على أساس سنوي.
من جهة أخرى، ركز المستثمرون على شركة أبل، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 4% في تداولات ممتدة بعد أن تجاوزت الشركة توقعات المحللين الذين استطلعتهم LSEG على كلا الخطين للربع المالي الأول. في حين أعلنت شركة أبل عن مبيعات مخيبة للآمال مرتبطة بجهاز iPhone، يبدو أن إيرادات الخدمات تسلط الضوء.
وفي أحدث تقارير التضخم، أظهرت بيانات ديسمبر لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، مقياس التضخم المفضل لدى الفدرالي الأميركي، زيادة بنسبة 0.3% عن نوفمبر ومعدل سنوي 2.6%.
وفي حين أن هذا الارتفاع السنوي كان متماشياً مع توقعات الاقتصاديين، إلا أنه تسارع من معدل الشهر السابق البالغ 2.4%، مما أثار بعض المخاوف من أن التضخم لا يزال ثابتاً.
وباستثناء الغذاء والطاقة، ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي أيضاً بنسبة 0.2% شهرياً و2.8% على أساس سنوي.
تأتي حركة يوم الجمعة في أعقاب جلسة تداول رابحة، ولكنها متقلبة، للمؤشرات الرئيسية الثلاثة. كانت التكنولوجيا محط اهتمام رئيسي للمستثمرين هذا الأسبوع نظراً لعمليات البيع الكبيرة التي حدثت يوم الاثنين والتي أثارتها تطورات شركة DeepSeek الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين وتقارير الأرباح من اللاعبين الرئيسيين خلال الأيام الأخيرة.
أفضل أسبوع لشركة أبل
أسهم شركة آبل تسجل أفضل أسبوع لها منذ يوليو/ تموز في فترة مضطربة لصناعة التكنولوجيا، حيث تجاهل محللو وول ستريت ضعف مبيعات آيفون والتباطؤ في الصين.
ارتفعت أسهم الشركة بنحو 6% هذا الأسبوع، مما جعلها واحدة من القليل من الرابحين البارزين في قطاع التكنولوجيا خلال أسبوع متقلب.
تمكنت آبل من تجنب التقلبات الحادة التي شهدها القطاع بسبب شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek، والتي أثارت مخاوف بشأن هوس الذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى حالة الترقب حول رقائق Nvidia.
وتنفس المستثمرون الصعداء بعد إعلان نتائج آبل مساء الخميس، حيث ركزوا على التوجيه المالي الإيجابي الذي قدمته الشركة لمستقبلها، بالإضافة إلى طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
بنك UBS متفائل بشأن تجارة الذكاء الاصطناعي
على الرغم من التقلبات الكبيرة في أسهم الذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع بسبب إصدار نموذج DeepSeek R1، إلا أن UBS يظل واثقاً في هذا القطاع.
في هذا الشأن، قالت سوليتا مارسيلي، كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأميركيتين، إن موجة الأرباح من العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى هذا الأسبوع، بما في ذلك Meta Platforms وMicrosoft وApple، عززت الثقة في أسماء التكنولوجيا العملاقة.
وأضافت "من المرجح أن تستمر تقلبات قطاع التكنولوجيا في الأشهر المقبلة. لكننا نرى المجموعة الأولية من نتائج التكنولوجيا الكبيرة مطمئنة ونعتقد أن قصة نمو الذكاء الاصطناعي لا تزال في مسارها السليم".
فورد وجنرال موتورز تقعان في فخ التعرفات الجمركية
أدى إعلان البيت الأبيض عن فرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا والصين يوم السبت إلى تأثر أسهم السيارات.
أسهم فورد، التي ارتفعت بنسبة 1.9% تقريباً عند أعلى مستوياتها في الجلسة يوم الجمعة، تراجعت بسرعة وهي الآن منخفضة بنسبة 1%.
واحتفظ سهم جنرال موتور ببعض مكاسبه، مرتفعاً بأقل من 1% بعد صعوده بنسبة 4.5% في وقت سابق من الجلسة.
سهم Palantir يصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق
سجل سهم شركة بالانتير Palantir أعلى مستوى جديد على الإطلاق يوم الجمعة. تم تداول سهم البرمجيات آخر مرة بارتفاع يزيد عن 4%.
ارتفعت شركة Palantir بنسبة 104% خلال الأشهر الثلاثة الماضية و 427% خلال العام الماضي. ومن المقرر أن تعلن الشركة عن أرباح الربع الرابع يوم الاثنين المقبل.
إكسون موبيل يتراجع 1.75% بعد أرباح أفضل من المتوقع
تراجعت أسهم اكسون موبيل بنحو 1.75% على الرغم من إعلانها عن أرباح الربع الرابع التي فاقت توقعات المحللين.
حصل عملاق الطاقة على 1.67 دولاراً للسهم الواحد، باستثناء بعض العناصر، متجاوزاً تقديرات FactSet البالغة 1.55 دولاراً للسهم الواحد. ومع ذلك، بلغت الإيرادات 83.43 مليار دولار، أي أقل من التوقعات المتفق عليها البالغة 86.33 مليار دولار.
مؤشر ناسداك يُعوض خسائر DeepSeek خلال الأسبوع
تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 3.06% يوم الإثنين بعد ظهور شركة DeepSeek الناشئة الصينية كمنافس يهدد استثمارات الذكاء الاصطناعي
لكن بحلول يوم الجمعة، كان من الواضح أن المؤشر، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، قد عوّض إلى حد كبير هذه الخسائر.
وارتفع المؤشر خلال تعاملات الجمعة، بنسبة 1.3% وفي طريقه لإنهاء الأسبوع مستقراً.
هبوط أسهم شيفرون
انخفض سهم شركة النفط العملاقة بأكثر من 3.80% بعد أن فقدت أرباحها في الربع الرابع. أعلنت شركة شيفرون عن أرباح معدلة قدرها 2.06 دولار للسهم الواحد، بينما توقع المحللون 2.11 دولار للسهم الواحد، وفقاً لشركة LSEG.
ويعود هذا الضعف إلى أعمال التكرير التي سجلت أول خسارة لها منذ أربع سنوات. وفي الوقت نفسه، بلغت الإيرادات 52.23 مليار دولار، متجاوزة التقديرات البالغة 46.75 مليار دولار.
سهم إنتل يتراجع
تراجعت أسهم شركة التكنولوجيا بنحو 0.80% بعد ارتفاع خلال تداولات ما بعد إقفال السوق بنسبة 1.5% إثر تجاوز الشركة توقعات أرباح الربع الرابع بشكل طفيف. سجلت شركة صناعة الرقائق ربحية للسهم قدرها 13 سنتاً، باستثناء العناصر، بينما توقع المحللون الذين استطلعت FactSet آرائهم بـ 12 سنتاً.
مكاسب أبل
ارتفعت أسهم الشركة المصنعة لآيفون Apple بنسبة 4%، بعد أن تجاوزت نتائج شركة أبل للربع الأول تقديرات المحللين يوم الخميس، حيث ساعدت إيرادات الخدمات القوية للشركة على تعويض مبيعات iPhone الأضعف من المتوقع.
مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي يرتفع في ديسمبر
ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.3% في ديسمبر، وهو ما يتوافق مع تقديرات مؤشر داو جونز. كما ارتفع المؤشر القياسي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الفدرالي الأميركي، بنسبة 2.6% على أساس سنوي، من 2.4% في الشهر السابق.
ويأتي هذا التقرير بعد اجتماع السياسة الأخير للفدرالي والذي أبقى فيه البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير.
انخفاض مرتقب للأسهم ذات الأداء الضعيف
في مذكرة يوم الجمعة للعملاء، وجدت شركة Wolfe Research أن الأسهم الخاضعة للارتداد في شهر يناير تنخفض لاحقًا في الأشهر التالية.
كتب كريس سينيك، كبير استراتيجيي الاستثمار: "لقد استمر ما يسمى بتأثير/ارتداد شهر يناير لسنوات عديدة، حيث تفوقت الأسهم الأسوأ أداءً في السنوات السابقة في العام الجديد مع تراجع مبيعات الخسائر الضريبية وتزيين النوافذ".
وتابع "الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو الأداء اللاحق للعام بأكمله في مثل هذه السنوات للأسهم الأسوأ أداءً في السنوات السابقة. وبعد الارتداد الخافت في شهر يناير، شهدت هذه المجموعة أداءً متوسطًا ثم كان أداؤها أقل من المستوى المطلوب على مدار العام بأكمله.
وأضاف سينيك أن الارتداد الصامت في شهر يناير حدث في السنوات التي شهدها مؤشر S&P 500 ارتفاعاً بنسبة 10% أو أكثر في العام السابق.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.