تناقش الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية خفض الميزانية بـ 400 مليون دولار، بسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من المنظمة.
وفي هذا الإطار، طلب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من قادة العالم الضغط على واشنطن لإعادة النظر في قرار ترامب بالانسحاب من المنظمة الأممية، لأنها ستكون في وضع صعب للغاية في النصف الأول من عام 2026، إثر ضعف التدفقات النقدية.
شاهد أيضاً: ترامب ينوي الانسحاب من منظمة الصحة العالمية في يوم التنصيب.. ماذا يعني ذلك؟
وفي افتتاح الاجتماع السنوي للمجلس التنفيذي للمنظمة، دافع مديرها العام عن عمل المنظمة وإصلاحاتها في الآونة الأخيرة وكرر دعوة الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في الانسحاب والحوار لإدخال مزيد من التغييرات.
وفرض غيبريسوس، مجموعة من الإجراءات الطارئة في المنظمة، وذلك رداً على إعلان الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس ترامب نيتها الانسحاب من المنظمة.
تجميد التوظيف
شملت هذه الإجراءات تجميداً على عمليات التوظيف في المنظمة ومنع نحو 8000 موظف من القيام بأي رحلات غير ضرورية، كما تم طلب إعادة التفاوض على عقود التوريد مع الشركات التي تتعامل مع المنظمة.
ويأتي هذا القرار في ظل محاولة المنظمة لتقليص النفقات والاستعداد لتداعيات قرار الولايات المتحدة بشأن الانسحاب.
وأكد في اجتماع مغلق مع دبلوماسيين الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة ستفقد معلومات مهمة حول تفشي الأمراض العالمية.
إلى ذلك، مارست الدول ضغطاً على منظمة الصحة العالمية في اجتماع مهم بشأن الميزانية، الذي عقد الأربعاء الماضي، حول كيفية تعامل المنظمة مع انسحاب أكبر مانح لها، وذلك وفقاً للوثائق الداخلية للاجتماع.
ضعف الميزانية
وبالنسبة للسنة المالية 2024-2025، تعد الولايات المتحدة أكبر مانح لمنظمة الصحة العالمية بفارق كبير، إذ بلغت مساهمتها نحو 988 مليون دولار، أي نحو 14% من ميزانية المنظمة البالغة 6.9 مليار دولار.
وأظهرت وثيقة الميزانية التي تم تقديمها في الاجتماع أن برنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية يعتمد بشكل كبير على الأموال الأميركية.
من جهته، أعلن ترامب عن خطته لسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية اعتبارًا من 22 كانون الأول 2026، ما يعني أن المنظمة ستواجه تحديات مالية كبيرة خلال هذه الفترة الانتقالية.
اقرأ أيضاً: أميركا.. وقف تمويل اللاجئين بعد قرار ترامب تعليق المساعدات
في العام الماضي، كانت الحكومة الأميركية قد غطت نحو 18% من ميزانية المنظمة، وهو مبلغ كبير يثير القلق بشأن كيفية تعويض هذا النقص.
كما أظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية أن الولايات المتحدة كانت تمول بشكل كبير برامج صحية حيوية مثل برنامج فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، التهاب الكبد، والسل، بالإضافة إلى تمويل 29% من الجهود الخاصة بتعزيز الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية في الدول النامية.
وضع صعب
من جانبه، قال مدير الشؤون المالية بمنظمة الصحة العالمية، جورج كيرياكو، في اجتماع خاص منفصل حول تأثير خروج الولايات المتحدة، الأربعاء الماضي، إنه إذا استمرت المنظمة في الإنفاق بالمعدل الحالي، فإنها "ستكون في وضع صعب للغاية عندما يتعلق الأمر بتدفقاتنا النقدية" في النصف الأول من عام 2026، بحسب الوثيقة.
وأضاف كيرياكو أن الولايات المتحدة لم تسدد بعد مساهماتها المستحقة لمنظمة الصحة العالمية لعام 2024، مما تسبب في عجز بميزانيتها.
في الأسبوع الماضي، صدرت تعليمات للمسؤولين في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة بالتوقف عن العمل مع منظمة الصحة العالمية على الفور.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، للحاضرين في اجتماع الميزانية، إن المنظمة لا تزال تزود العلماء الأميركيين ببعض البيانات.
وأضاف تيدروس "نستمر في تزويدهم بالمعلومات لأنهم يحتاجون إليها"، داعياً الدول الأعضاء إلى الاتصال بالمسؤولين الأميركيين. وقال: "سنكون ممتنين إذا واصلتم الضغط والتواصل معهم لإعادة النظر".
ووصف المستشار الأول للصحة العالمية في وزارة الصحة الألمانية، بيورن كوميل، انسحاب الولايات المتحدة بأنه "الأزمة الأكثر شمولاً التي تواجهها منظمة الصحة العالمية في العقود الماضية".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.