استطلاع CNBC عربية.. كيف تعيد رسوم ترامب الجمركية تشكيل خريطة النفط؟

نشرالاثنين، 3 فبراير 2025 | 9:01 مساءً
آخر تحديث الاثنين، 3 فبراير 2025 | 11:50 مساءً
استطلاع CNBC عربية.. كيف تعيد رسوم ترامب الجمركية تشكيل خريطة النفط؟ 

استمع للمقال
Play

استطلاع لـ CNBC عربية يرصد تداعيات "حرب الرسوم الجمركية" على أسواق النفط

▪️ شركة Lipow Oil الأميركية: الرسوم لن تؤدي لإخراج إمدادات نفطية من السوق "بل إعادة توزيعها"

▪️ شركة Rystad Energy: أسعار النفط تظل متقلبة قرب مستوى 80 دولاراً

▪️ مجموعة UBS Global: تصاعد الحروب التجارية قد يحد من نمو الطلب على النفط

▪️ بنك SEB: تشابك الأسواق يرفع التكاليف 

▪️ شركة MST Financial: الرسوم الجمركية تمنح أوبك +مزيداً من القوة

▪️ شركة PVM: احتمالات أوسع لضغوط تصاعدية على الأسعار


خاص- CNBC عربية- محمد خالد

أثارت شرارة الرسوم الجمركية التي أشعلها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والتي تهدد بالأساس كندا والصين والمكسيك، والتي يُتوقع أن تمتد لشركاء وحلفاء آخرين لاحقاً، بما في ذلك أوروبا، موجة من التساؤلات حول تأثير هذه الإجراءات على أسواق الطاقة العالمية، لا سيما في ظل الأهمية الكبيرة التي يمثلها النفط الكندي وحتى المكسيكي بالنسبة للولايات المتحدة.

وعلى الرغم من تعليق الرسوم على كل من كندا والمكسيك لفترة شهر كما تم الإعلان الاثنين 3 فبراير/ شباط، إلا أن تأثير هذه السياسة التي يتبناها "رجل الرسوم الجمركية" على خريطة النفط قد يكون عميقاً وطويل الأمد، وبما يقود إلى إعادة رسم خريطة جديدة للتوازن بين الإمدادات والطلب في الأسواق العالمية.

في هذا السياق، أجرت CNBC عربية استطلاعاً خلال الـ 24 ساعة الماضية، شمل عدداً من الشركات المُتخصصة، تناول تأثير هذه الرسوم على آليات العرض والطلب. واتفق المشاركون على التأثير الصعودي للرسوم الجمركية -حال تنفيذها بالفعل بعد فترة التعليق الحالية- على الأسعار على المدى القريب. فيما لا يزال من المبكر التنبؤ بالتأثير النهائي لهذه الرسوم على الاقتصاد ككل لا سيما مع المخاوف الممتدة المرتبطة بحرب تجارية أكثر ضراوة.

بالنسبة لشركة  Lipow Oil، لا يبدو أن الرسوم ستؤدي إلى إخراج إمدادات النفط من السوق، بل ستؤدي إلى إعادة توزيعها، مما يعني أن كندا والمكسيك سيتجهان إلى تصدير نفطهما إلى أسواق أخرى مثل أوروبا وآسيا، فيما ستعتمد المصافي الأميركية بشكل أكبر على الإنتاج المحلي والنفط البديل من الشرق الأوسط. ومن جهة أخرى، يشير محللو بنك SEB إلى أن التشابك العميق بين أسواق الخام في الدول الثلاث سيزيد من تكاليف الإنتاج والمعالجة، مما سيؤثر على المستهلك الأميركي من خلال ارتفاع أسعار البنزين والديزل.

وفي الوقت نفسه، يعتقد جون إيفانز من PVM بأن هذه الرسوم قد تسهم في ضغوط تصاعدية على أسعار النفط على المدى القصير، مما قد يؤدي إلى زيادة أسعار الوقود في بعض الولايات الأميركية.

على الصعيد العالمي، فإن شركة MST Financial ترى أن هذه الرسوم قد تمنح أوبك+ المزيد من القوة على المدى القريب، خاصة في ظل تراجع الصادرات من المكسيك وكندا، ما يتيح للمنظمة القدرة على إعادة التوازن للأسواق.

ويتوقع المحللون مثل موكيش ساهديف من Rystad Energy أن تسهم هذه الرسوم في زيادة التقلبات السعرية للنفط حول مستوى 80 دولاراً، مع تأثير على المدى الطويل يتمثل في تراجع الطلب في ظل ارتفاع التكاليف ارتباطاً بالتأثير المحتمل لها على النمو الاقتصادي.


اقرأ أيضاً: "احفر يا عزيزي".. كيف يعيد ترامب تشكيل مستقبل سوق النفط؟ (ملف خاص- CNBC عربية)


شركة Lipow Oil الأميركية: الرسوم لن تؤدي لإخراج إمدادات نفطية من السوق "بل إعادة توزيعها"

في حديثه مع CNBC عربية، يشير رئيس شركة Lipow Oil Associates الأميركية، آندي ليبو، إلى كون كندا والمكسيك أكبر مصدري النفط للولايات المتحدة الأميركية، ذلك أن الولايات المتحدة تستورد نحو 4.1 مليون برميل يومياً من كندا (بما يمثل نسبة 61% من إجمالي الوادرات)، و465 ألف برميل يومياً (7%) من المكسيك (في العشرة أشهر الأولى من 2024). كما استوردت واشنطن 1.7 مليون برميل يومياً من المنتجات المكررة، منها 570 ألف برميل يومياً (32%) من كندا، و166 ألف برميل يومياً (10%) من المكسيك.

ويقول ليبو إن "رسوم ترامب الجمركية على واردات الطاقة تبلغ 10% على النفط المستورد من كندا و25% على النفط المستورد من المكسيك (قبل تأجيلها لشهر)، مما سيدفع المصافي الأميركية إلى البحث عن مصادر بديلة، خصوصاً عبر زيادة الطلب على خام غرب تكساس الوسيط كبديل؛ نظراً لأن معظم النفط الكندي يُستورد إلى مناطق الوسط الغربي والجبال الصخرية في الولايات المتحدة.

ووفق ليبو، ليس من المستغرب أن ترتفع أسعار خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من أسعار خام برنت، ذلك أن التعرفة الجمركية على النفط الكندي ستتراوح بين 6 إلى 7 دولارات للبرميل، بينما تصل التعرفة على النفط المكسيكي إلى نحو 17 دولاراً للبرميل، مما يجعل مصافي ساحل الخليج الأميركي غير قادرة على تحمل تكاليف معالجة الخام المكسيكي.

ويضيف: لم تؤدِّ رسوم ترامب إلى إخراج أي إمدادات نفطية من السوق، لكنها ستؤدي إلى إعادة توزيعها، حيث ستسعى كندا والمكسيك إلى تصدير نفطهما إلى أوروبا وآسيا، بينما ستعتمد المصافي الأميركية بشكل أكبر على الإنتاج المحلي، إلى جانب البحث عن إمدادات بديلة من الشرق الأوسط.

على المدى القريب، ووفق تحليل رئيس شركة Lipow Oil Associates  سترتفع أسعار النفط، مما سيدفع المستهلك الأميركي إلى تحمل تكاليف أعلى للبنزين والديزل. ومع ذلك، فإن استمرار دورة الرسوم الجمركية وردود الفعل الانتقامية من كندا والمكسيك والصين وربما دول أخرى مستقبلاً قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي، مما قد يتسبب في انخفاض حاد في أسعار النفط. لا يزال من المبكر التنبؤ بالتأثير النهائي لهذه الرسوم.



شركة Rystad Energy: أسعار النفط تظل متقلبة قرب مستوى 80 دولاراً

نائب الرئيس الأول ورئيس قسم حلول تداول النفط في شركة  Rystad Energy، موكيش ساهديف، يقول لدى مشاركته في استطلاع CNBC عربية إن "الرسوم الجمركية بالتأكيد تدفع الأسعار للارتفاع، عندما يفرض ترامب (في المجمل) رسوماً على 4.5 مليون برميل يومياً من تدفقات النفط الخام إلى الولايات المتحدة". ويضيف: " السوق متفائلة على المدى القصير، وقد أقرت في رسالتها للجمهور بأن يكونوا مستعدين لتكاليف إضافية".

وحول إلى أي مدى سيكون التفاؤل؟ يقول: "هذا في يد مجموعة أوبك وهل ستستجيب بزيادة الإنتاج.. والجواب هو أن أوبك على الأرجح ستدعم السوق على المدى القصير".

على المدى المتوسط والطويل، فإن  الرسوم الجمركية ستؤثر سلباً على الطلب على النفط، مما يتعارض مع رغبة أوبك في إعادة المزيد من البراميل إلى السوق، ولذلك "من المتوقع أن تكون هذه الحالة مؤقتة لمدة ربع عام.. وعلى ترامب أن يحل هذه المسألة قبل بداية الارتفاع المتوقع في الطلب الصيفي".

ويعتقد ساهديف بأن "أسعار النفط ستظل تتراوح وتتسم بالتقلبات قرب مستوى 80 دولارًا مع إجراءات أوبك لإعادة توازن تأثير ترامب".


مجموعة UBS Global: تصاعد الحروب التجارية قد يحد من نمو الطلب على النفط

يقول محلل أسواق السلع فيUBS Global لإدارة الثروات، جيوفاني ستونوفو، لـ CNBC عربية، إن "التعرفات الجمركية ستؤثر على الخام الكندي في أسعار البنزين في منطقة الغرب الأوسط الأميركي"، معتقداً بأن "تأثير الطلب على المدى القصير سيكون محدوداً؛ نظرًا لأن الطلب على النفط غير مرن سعرياً في الأجل القصير".

ويشير إلى أن اتساع الفجوة السعرية بين النفط الكندي والنفط الأميركي قد يؤثر على إنتاج النفط الكندي إذا استمر ذلك  لفترة طويلة، مما قد يحد من نمو الإمدادات الكندية.

بينما على المدى الطويل، فإن استمرار التعريفات أو تصاعد الحروب التجارية قد يضغط على النمو الاقتصادي ويحد من نمو الطلب على النفط.


بنك SEB: تشابك الأسواق يرفع التكاليف 

ولدى مشاركته في استطلاع CNBC عربية، يقول كبير محللي السلع في البنك السويدي  SEB: "إن أسواق الخام والمنتجات في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك متشابكة بعمق، وصولاً إلى الكيمياء المعقدة ومعدات المعالجة والخدمات اللوجستية".

تبعاً لذلك يوضح أن "المصافي والمستهلكون في الولايات المتحدة سيواجهون تكاليف متزايدة.. تكاليف خام أعلى للمصافي الأميركية.. وتكاليف منتجات أعلى للمستهلكين". 


شركة MST Financial: الرسوم الجمركية تمنح أوبك +مزيداً من القوة

بدوره، يقول كبير محللي الأبحاث في شركة MST Financial، سول كافونيك لـ CNBC عربية إن الرسوم الجمركية تمنح مزيداً من القوة لـ "أوبك+"؛ وذلك مع تعرض  ما يصل إلى مليون برميل يومياً من صادرات المكسيك وكندا للمخاطر إذا استمرت هذه التعرفات الجمركية.

ومع ذلك، فإن الرسوم الجمركية "من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التدهور في توقعات الطلب، مما يزيد من الضغوط على أوبك+ من قبل ترامب لتنفيذ خططها لإنهاء التخفيضات الإنتاجية كما هو مخطط"، وفق كافونيك.

ويضيف: "لدى كل من كندا والمكسيك قدرة تكرير احتياطية محدودة أو بدائل تصديرية أخرى، مثل خط أنابيب "ترانس ماونتن" الذي يوفر فقط 180 ألف برميل يومياً، أي حوالي ثلث الكميات المتأثرة.

من المحتمل أن تؤدي الرسوم إلى خصومات سعرية أكبر لمنتجي كندا والمكسيك، مما قد يؤثر على ما يصل إلى  مليون برميل يومياً من إنتاج البلدين.

قد تؤدي الأسعار المنخفضة إلى تدهور الإنتاج بالنسبة لمليون برميل يوميًا من كندا والمكسيك، رغم أن الكثيرين يتوقعون أن تكون الرسوم مؤقتة (قصيرة الأجل)، خاصة مع تأثيرها على أسعار البنزين في بعض الولايات الأميركية.

ويستطرد: "هذه الرسوم تخدم مصالح أوبك+؛ لا سيما أن درجات النفط الثقيل والحامض من كندا والمكسيك تفتقر إلى بدائل خارج أوبك+.. وبشكل عام، توفر هذه التطورات مساحة أكبر لأوبك + لإنهاء التخفيضات الإنتاجية، وهو ما يضغط ترامب لتنفيذه". كما يدعم التراجع القوي في السوق إلغاء التخفيضات أيضاً.

بينما يأتي الخطر الرئيسي على أسعار النفط من الرسوم الجمركية من التأثير على الطلب، مما قد يعني أن أي إلغاء لتخفيضات أوبك+ قد يكون قصير الأجل.

يشير كل ما سبق إلى احتمالية أعلى لاتباع أوبك+ لخطة إلغاء التخفيضات في الربع الثاني، وفق كافونيك، الذي يضيف: " ربما تفضل أوبك+ إلغاء التخفيضات للسيطرة على الأسعار، بدلاً من تخفيفها بشكل ملموس كما يفضل ترامب".


شركة PVM: احتمالات أوسع لضغوط تصاعدية على الأسعار

جون إيفانز، المحلل في شركة وساطة النفط PVMيقول لـ CNBC عربية "إن قطاع الطاقة الكندي سيخضع لتعرفة جمركية بنسبة 10% فقط، وسيتم تطبيقها في وقت لاحق من الشهر.. هذا يفسح المجال للمفاوضات؛ ذلك أن بعض التعريفات في الواقع تحمل طابعاً تبادلياً وتُستخدم كأوراق ضغط. وحتى تصبح نهائية، يجب توخي الحذر في الحكم عليها".

ومع ذلك، فإن الخوف من تراجع الواردات، لا سيما من الخام الأثقل الضروري لعمليات التكرير في الولايات المتحدة، ينعكس بالفعل على أسعار خام غرب تكساس الوسيط في المقام الأول، ولكن الأهم هو أسعار الوقود المكرر محلياً. وتأثيرها على التضخم، وهو ما سيتم مراقبته عن كثب.

على المدى القصير -وفق إيفانز- تعتبر التعرفات عاملاً صعودياً (دافع لارتفاع الأسعار)؛  فأنواع الخام الآسيوية، التي تكون عادةً أثقل من نظيرتها الأمريكية، باتت تحظى بعلاوات سعرية، وإذا دخلت الولايات المتحدة في عملية شراء لها من الواردات، مع تجنب النفط الروسي، فهناك احتمال لضغوط تصاعدية على الأسعار.

لكن الفائض الهائل في الطاقة الإنتاجية لدى أوبك، إلى جانب التأثير السلبي لحرب التعرفات الجمركية المتصاعدة على التجارة العالمية، سيكونان عاملين هبوطيين على المدى الطويل، بحسب المحلل في شركة وساطة النفط PVM.


اقرأ أيضاً: العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والصين

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً






أخبار ذات صلة

الأكثر قراءة

الأكثر تداولاً






    الأكثر قراءة

    سياسة ملفات الارتباط

    ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.