شركة النفط البريطانية "بي بي" تعلن عن انخفاض حاد في أرباح الربع الرابع

أعلنت شركة بي بي البريطانية اليوم الثلاثاء عن انخفاض حاد في أرباح الربع الرابع، مؤكدةً عزمها على "إعادة ضبط" إستراتيجيتها بشكل جذري في ظل التحديات التي تواجه قطاع الطاقة.

وسجلت الشركة أرباحها الأساسية على أساس تكلفة الإحلال—وهو مقياس يُستخدم كبديل لصافي الربح—عند 1.169 مليار دولار خلال الربع الرابع، مقارنةً بـ2.99 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، وبما يقل قليلاً عن التوقعات التي كانت تشير إلى 1.2 مليار دولار وفقاً لاستطلاع أجرته LSEG.

وارتفع صافي ديون "بي بي" إلى ما يقارب 23 مليار دولار في الربع الرابع، بزيادة 10% على أساس سنوي، فيما تراجع الإنفاق الرأسمالي إلى 3.7 مليارات دولار خلال الفترة من أكتوبر تشرين الأول إلى ديسمبر كانون الأول، مقارنةً بـ4.7 مليارات دولار في الربع الرابع من عام 2024.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، موراي أوشينكلوس، في بيان مرفق إن "بي بي" تعمل على "إعادة تشكيل" محفظتها، مع إحراز "تقدم قوي" في خفض التكاليف، مشيراً إلى خطط لإعادة هيكلة أعمق مستقبلاً.

وأضاف: "نعتزم الآن إعادة ضبط إستراتيجيتنا بشكل جذري ودفع تحسينات إضافية في الأداء، وكل ذلك في خدمة زيادة التدفقات النقدية والعوائد. سيكون هذا اتجاهاً جديداً لشركة بي بي".

اقرأ أيضاً: شراكة العراق مع BP نموذج تقاسم الأرباح

تأثير انخفاض أسعار النفط على الشركات الكبرى

ويواجه عمالقة النفط تحديات متزايدة مع تراجع أسعار الخام بعد ارتفاعها في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، والعقوبات الغربية المفروضة على النفط الروسي. وكانت "بي بي" قد أشارت في تحديثها التجاري لشهر يناير كانون الثاني إلى ارتفاع التكاليف المؤسسية، وانخفاض هوامش التكرير خلال الربع الرابع، بالإضافة إلى تكاليف استثنائية مرتبطة بصفقة استحواذها على شركة "بايو إيثانول".

وقد شهدت أسهم "بي بي" تراجعاً بنحو 9% خلال العام الماضي حتى نهاية الأسبوع الماضي، مقارنةً بارتفاع أسهم "شل" بنسبة 6%، قبل أن تحقق مكاسب يوم الاثنين بعد تقارير أفادت بأن صندوق التحوط الناشط "إليوت مانغمنت" استحوذ على حصة في الشركة، مما أثار تكهنات بأن الصندوق قد يضغط على "بي بي" لإعادة التركيز على أعمالها في النفط والغاز.

كما تزايدت التكهنات بشأن احتمال أن تصبح "بي بي" هدفاً للاستحواذ، إلا أن قيمتها السوقية البالغة 74 مليار جنيه إسترليني قد تشكل عقبة أمام أي عرض استحواذ محتمل.

وفي محاولة لتحسين أوضاعها، أطلقت "بي بي" خطة إعادة هيكلة رئيسية، تضمنت تقليص عدد مناصب القيادة، في إطار سعي أوشينكلوس لتحقيق وفورات نقدية لا تقل عن 2 مليار دولار بحلول نهاية عام 2026.

وفي يناير كانون الثاني، وسّعت الشركة جهودها لخفض التكاليف عبر تسريح 4,700 موظف، كما أعلنت الأسبوع الماضي عن سعيها لبيع أصول مصفاتها في "روهر أويل جي إم بي إتش" بألمانيا.

ولا تزال هناك مخاوف بشأن وضوح التوجه الإستراتيجي لـ"بي بي"، لا سيما في ظل طموحاتها المتشعبة في قطاع الطاقة الخضراء، ومن المقرر أن تقدم الشركة تحديثها الإستراتيجي المقبل في 26 فبراير شباط.

اقرأ أيضاً: شركة BP البريطانية تخطط لاستثمار 1.5 مليار دولار في مصر