في تطبيق عملي لشعاره "احفر يا عزيزي احفر"، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً، لإنشاء المجلس الوطني للهيمنة في مجال الطاقة بشكل رسمي، ووجّه بسرعة التحرك لرفع المستوى القياسي بالفعل لإنتاج النفط والغاز المحلي.
من أولويات مجلس الطاقة الوطني، حالة الطوارئ للطاقة هي واحدة من عدة أوامر تنفيذية وقعها ترامب أولاً بعد توليه المنصبن فماذا يعني ذلك؟.
اقرأ أيضاً: إنشاء مجلس للطاقة.. إدارة ترامب تمنح ترخيصاً لتصدير الغاز المسال
تمثّل إطلاق سياسته الهادفة إلى جعل الولايات المتحدة، وهي أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، "مهيمنة على الطاقة"، من خلال التخلي عن جهود إدارة الرئيس السابق جو بايدن في مجال الطاقة النظيفة التي ألقى الرئيس الجديد باللوم عليها في تأجيج التضخم.
كذلك يمهد إعلان حالة طوارئ وطنية للطاقة المجال أمام السلطات الفيدرالية التي لم تخضع لاختبارات كافية لإبقاء محطات الوقود الأحفوري والطاقة النووية قيد التشغيل، وفق بوليتيكو.
اقرأ أيضاً: "احفر يا عزيزي".. كيف يعيد ترامب تشكيل مستقبل سوق النفط؟ (ملف خاص- CNBC عربية)
لخص ترامب سياسته في قطاع الطاقة بشعار ردده مراراً خلال حملته الانتخابية وكرره خلال حفل التنصيب: "احفر يا عزيزي احفر. سنكون أمة غنية مرة أخرى، وهذا الذهب السائل تحت أقدامنا هو الذي سيساعد في القيام بذلك".
وفي هذا السياق، أعلنت إدارة ترامب أيضاً أنها منحت تصريح تصدير مشروطاً لمشروع ضخم للغاز الطبيعي المسال في لويزيانا، وهي أول موافقة على صادرات الغاز الطبيعي المسال الجديدة منذ أن أوقف الرئيس السابق جو بايدن النظر فيها قبل عام.
ويوم أمس الجمعة، قال ترامب إنه وجه وزير الداخلية دوج بورجوم بالتراجع عن الحظر الذي فرضه بايدن على التنقيب عن النفط البحري في المستقبل على السواحل الشرقية والغربية. وأشار إلى أن الإجراء الذي اتخذه بايدن في اللحظة الأخيرة الشهر الماضي "استولى بشراسة" على أكثر من 625 مليون فدان في الخارج يمكن أن تساهم في "صافي ثروة" البلاد.
وتعهد ترامب أيضاً بإحياء خط الأنابيب الذي تم إلغاؤه والذي سينقل الغاز الطبيعي من بنسلفانيا إلى نيويورك، قائلاً إنه قد يخفض أسعار الطاقة في الشمال الشرقي بنسبة تصل إلى 70%.
تأثيرات سياسات ترامب لن تقتصر على الداخل الأميركي، إذ قد تؤدي زيادة الإنتاج إلى تقويض استقرار أسواق النفط العالمية، وزيادة التوترات مع الدول المصدرة للنفط أوبك+ التي تسعى جاهدة للحفاظ على التوازن السعري.
كما أن السياسات الأميركية تجاه إيران وروسيا، إذا عادت للواجهة مع عقوبات جديدة، قد تُحدث شحاً جزئياً في الإمدادات من هاتين الدولتين، مما قد يؤدي إلى تقلبات إضافية في الأسعار.
شاهد أيضاً: قطاع الطاقة.. أبرز ضحايا الحرب التجارية بين كندا وأميركا
وفي زيادة أميركا إنتاج النفط والغاز، بالتزامن مع سياسة فرض رسوم جمركية على الدول التي لديها فائض تجاري معها، ومساومة ذلك ببيع النفط والغاز الأميركيين لهذه الدول، تأثير على فائض الإنتاج حول العالم، وبالتالي مستويات الأسعار.
وبلغ إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة أعلى مستوياته في التاريخ خلال فترة بايدن، متجاوزاً الرقم القياسي الذي تمّ تحقيقه في ذلك الوقت خلال إدارة ترامب الأولى.
دوافع الرئيس الجديد لزيادة إنتاج الطاقة لا يمتد إلى الطاقة المتجددة، حيث يخطط ترامب لإيقاف الإيجارات الفيدرالية الجديدة لطاقة الرياح، لعدم إيمانه بالطاقة النظيفة.
وانتقد ترامب سلفه جو بايدن لاستغلال الاحتياطي الاستراتيجي للنفط في البلاد، الذي استخدمه الرئيس السابق، للمساعدة في خفض أسعار البنزين بعد صدمة السوق عندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022.
وقال: "سنخفض الأسعار، ونملأ احتياطياتنا الاستراتيجية مرة أخرى، حتى القمة، ونصدّر الطاقة الأميركية إلى جميع أنحاء العالم".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.