رغم ضبابية المشهد العالمي قد يتجه المركزي المصري لخفض الفائدة في أول اجتماعاته لعام 2025 بدعم من تباطؤ التضخم.. هذا ما خلص إليه استطلاع خاص أجرته CNBC عربية وشمل 14 محللاً وخبيراً في بنوك وشركات استثمار.
يرى 57% ممن شملهم الاستطلاع أن شهر فبراير الجاري سيشهد أول خفض لمعدلات الفائدة في مصر منذ نوفمبر 2020.
اقرأ أيضاً: استبيان لـCNBC عربية: ما التوقعات لسعر صرف الجنيه المصري في عام 2025
ويتفق هؤلاء أنه على الرغم من حالة عدم اليقين التي تعصف بالأسواق العالمية بفعل تصاعد التوترات التجارية بين أميركا وعدد من البلدان الأخرى، فإن البنك المركزي المصري سيتجه نحو بدء تيسير السياسة النقدية في ظل تراجع التضخم لثلاثة أشهر متتالية ليسجل 24% في يناير، والتوقعات باستمرار هذا التراجع في شهر فبراير بدعم من تأثير سنة الأساس، هذا إلى جانب الحاجة لدعم نمو النشاط الاقتصادي من خلال تقليل قيود الائتمان.
كان المركزي المصري قد أبقى على معدلات الفائدة خلال الاجتماعات الستة الأخيرة له خلال عام 2024 بعد أن رفعها بنسبة 8% خلال الربع الأول من نفس العام لتستقر عند مستويات مرتفعة تبلغ 27.25% للإيداع و28.25% للإقراض.
استمرار تباطؤ التضخم
ترجح كبيرة محللي الاقتصاد في CI كابيتال سارة سعادة أن يتم تخفيض معدلات الفائدة في حدود 100 نقطة أساس خلال اجتماع المركزي المصري الخميس المقبل، استنادا إلى الانخفاض الكبير المتوقع في معدلات التضخم خلال فبراير بنحو 10% على أساس سنوي، وذلك على أن تصل إجمالي نسبة الخفض للفائدة إلى 500 نقطة أساس بنهاية العام.
اقرأ أيضاً: المركزي المصري: ارتفاع العجز في ميزان المعاملات الجارية 111% خلال الربع المالي الأول
ويتفق معها الرئيس التنفيذي لاستثمارات الدخل الثابت في NI كابيتال محمد الشربيني الذي يتوقع أن تتجه لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري نحو خفض الفائدة بنحو 200 نقطة أساس مع استمرار تباطؤ معدلات التضخم.
وعن نسبة الخفض المتوقعة في معدل الفائدة خلال اجتماع الخميس القادم يتوقع 50% من المشاركين في الاستطلاع أن تتراوح بين 1% إلى 2%، فيما يرى 25% أن المركزي المصري سيبدء دورة التيسير النقدي بخفض طفيف يتراوح بين 0.5% إلى 1%، ويرى الباقون أن نسبة خفض المتوقعة قد تتجاوز 200 نقطة أساس.
معدلات الفائدة دون تغيير
على الجانب الأخر يتوقع 43% من المشاركين في الاستطلاع أن يبقي المركزي المصري معدلات الفائدة دون تغيير خلال اجتماع الخميس القادم في ظل الإشارات المتضاربة بشأن معدلات التضخم العالمية والانعكاسات المحتملة للتوسع في سياسات الحمائية على أسعار السلع والمنتجات.
تتوقع محللة الاقتصاد الكلي في بنك الاستثمار HC هبة منير أن يثبت المركزي معدل الفائدة في فبراير الجاري، فرغم تحسن الضغوط التضخمية واستقرار مؤشر مديري المشتريات في يناير، إلا أن هناك عجزا في ميزان المدفوعات خلال الربع الأول من العام المالي الحالي، وانخفاضا في صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي المصري في ديسمبر، ما قد يدفع المركزي نحو تثبيت معدلات الفائدة.
اقرأ أيضاً: استطلاع لـ CNBC عربية: إجماع على استمرار انخفاض التضخم في مصر خلال يناير
كما يرى مدير وحدة أدوات الدين في شركة نير للاستشارات محمد النجار أنه سيتم الإبقاء على مستويات الفائدة الحالية نظرا لعدة عوامل من بينها: ارتفاع التضخم في الأسواق العالمية والتغيرات الأخيرة في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار بالإضافة إلى الحاجة للحفاظ على جاذبية الاستثمار في أدوات الدين الحكومية.
زيادات الطلب في شهر رمضان
ويشير بعض المشاركين في الاستطلاع إلى أن المركزي المصري سيواصل تثبيت الفائدة في فبراير الجاري تحسباً لزيادات الطلب في شهر رمضان من جهة والوقوف على قرار لجنة تسعير المنتجات البترولية خلال الربع الثاني من العام من جهة أخرى.
وعن معدلات خفض الفائدة المتوقعة بنهاية 2025 يرى 64% ممن شملهم الاستطلاع أن العام الحالي سيشهد انخفاضاً في الفائدة بنسب تتراوح بين 4% إلى 6%، فيما يرجح 21% خفض الفائدة بنسب قد تفوق 6%، ويتوقع الباقون أن يكتفي المركزي المصري بتخفيض الفائدة بما يتراوح بين 2% إلى 4% على مدار العام.
تقول رئيس مجلس إدارة شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية رانيا يعقوب إن المركزي المصري سيتجه لخفض الفائدة بمقدار يتراوح بين 200 نقطة أساس إلى 300 نقطة أساس في الاجتماع القادم بدعم من توقعات انخفاض معدلات التضخم لما دون 20%،على أن يصل إجمالي نسبة الخفض إلى 600 نقطة أساس بنهاية العام الحالي.
كان المركزي المصري قد قرر تمديد الأفق الزمني لمستهدفات التضخم إلى الربع الرابع من العام القادم لما يتراوح بين 5% إلى 9% في المتوسط بهدف إتاحة مجال لاستيعاب صدمات الأسعار دون الحاجة لمزيد من التشديد النقدي.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.