يعتقد جمال روبنسون، الذي أدرك منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره أنه يريد التقاعد مبكراً، أن التقاعد ليس مجرد محطة نهائية، بل «مرحلة جديدة من الحياة».
في العام الماضي، تمكن روبنسون من تحقيق حلمه بالتقاعد المبكر، حيث ترك وظيفته في مجال التكنولوجيا في سن 39 عاماً. واليوم، في عمر 40 عاماً، يعيش بدون ديون، ويمتلك 3.6 مليون دولار موزعة بين استثماراته ومدخراته وحساباته المصرفية.
على مدار السنوات الأخيرة، انتقل روبنسون بين مدينة مكسيكو وباريس، قبل أن يستقر في دبي في أبريل نيسان 2024، حيث يعيش منذ ذلك الحين.
وبينما كان يكيف أسلوب حياته وإنفاقه مع هذه المرحلة الجديدة، أدرك أن هناك مفهوماً خاطئاً شائعاً حول التقاعد، حيث يقول لموقع CNBC Make It: «يعتقد الكثيرون أنهم بمجرد تقاعدهم، يكون كل شيء قد انتهى، لكن الحقيقة مختلفة تماماً».
يُفضل روبنسون تشبيه التقاعد بالزواج، حيث يقول:«التقاعد يشبه الزواج. إذا أمضيت حياتك تخطط للزواج، لكن خططك اقتصرت فقط على يوم الزفاف، فستفوتك الكثير من الأمور المهمة في حياتك».
فعلى سبيل المثال، يعتمد كثير من الناس على وظائفهم لمنحهم إحساساً بالغاية، وعندما يتوقفون عن العمل، قد يفقدون جزءاً من هويتهم. لذا، من المهم تطوير اهتمامات وأنشطة تمنحهم الإحساس نفسه بالإنجاز خلال التقاعد، كما يؤكد روبنسون.
بالنسبة له، يعني ذلك تكريس وقته وطاقته لشغفه الإبداعي، مثل العمل كمنسق موسيقي (دي جي)، وإنتاج الموسيقى، وكتابة كتاب، والاستمرار في تقديم البودكاست الخاص به، وربما العودة إلى مقاعد الدراسة لدراسة السينما.
شاهد أيضاً: النساء يحصلن على دخل أقل من الرجال عند التقاعد.. لماذا؟!
كما أنه يتعلم التأقلم مع عدم التخطيط لكل خطوة في حياته، حيث يقول:
«أريد التركيز على ذاتي وعلى نموي الروحي. عندما يسألني الناس عن خططي المقبلة، أجد نفسي أركز أكثر على العيش في اللحظة الحاضرة، بدلاً من التفكير المستمر في المستقبل».
أدرك روبنسون مفهوماً آخر خلال تقاعده المبكر، وهو أن العادات التي ساعدته على تحقيق النجاح المهني والمالي قد لا تكون مفيدة بالضرورة في حياته بعد التقاعد.
على سبيل المثال، يقول: «الادخار لأقصى حد ممكن، أو قضاء كل وقتك في كسب المال، لن يكون له معنى كبير بعد التقاعد. لديك الآن متسع من الوقت، ولم يعد هناك داعٍ للتضحية بعلاقاتك أو صحتك أو أمور أخرى من أجل تحقيق المزيد من الدخل».
لكن عدم العمل لم يكن أمراً طبيعياً بالنسبة له، إذ بدأ مسيرته المهنية مبكراً، حيث عمل كحارس كنيسة عندما كان في الرابعة عشرة، ثم في مطاعم الوجبات السريعة خلال دراسته الثانوية والجامعية. بعد تخرجه، بدأ أول وظيفة بدوام كامل في قطاع الطاقة براتب سنوي قدره 41 ألف دولار، ثم انتقل إلى مجال التكنولوجيا، حيث أصبح في وظيفته الأخيرة مديراً تنفيذياً متخصصاً في الذكاء الاصطناعي التوليدي، محققاً 1.1 مليون دولار سنوياً.
خلال هذه الرحلة، تبنّى استراتيجية الادخار والاستثمار بقوة، حيث ادّخر ما يصل إلى 90% من دخله لتحقيق حلمه بالتقاعد المبكر.
مع تقاعده، بدأ روبنسون في إعادة برمجة عقليته المالية، متخلياً عن إحساسه المزمن بالندرة، والسماح لنفسه بالاستمتاع بما كسبه.
يقول: «حتى اليوم، ما زلت أنظر إلى نفسي كشخص يعمل بالحد الأدنى للأجور مقابل 5.15 دولارات في الساعة. كنت أكسب مليون دولار سنوياً، ومع ذلك كنت أجد صعوبة في إنفاق أكثر من 50 دولاراً على أي شيء».
أحد المصادر التي ساعدته على تغيير نظرته للمال كان كتاب «Die With Zero» لمؤلفه بيل بيركنز، الذي يشجع القرّاء على إنفاق أموالهم والاستمتاع بها خلال حياتهم، بدلاً من مجرد جمعها دون هدف واضح.
بناءً على هذا، يخطط روبنسون لإنفاق 5% من محفظته الاستثمارية سنوياً، أي حوالي 185 ألف دولار في 2025، وهو مبلغ أكبر بكثير مما اعتاد إنفاقه، لكنه يعيد تهيئة نفسه للصرف بطرق ذات مغزى، مثل السفر وتحسين صحته.
يؤكد روبنسون أنه فخور بتقاعده المبكر، لكنه يشدد على أن التقاعد ليس نقطة وصول مثالية، بل مجرد تحول في نمط الحياة.
ويقول: «من المهم للناس أن يفكروا في كيف ستكون حياتهم بعد التقاعد، وليس فقط في تحقيق التقاعد بحد ذاته. فالكثير من التحديات التي كانت موجودة قبل التقاعد ستظل قائمة، باستثناء بعض الجوانب المتعلقة بالعمل».
شاهد أيضاً: كيف تصبح مليونيراً في سن التقاعد؟!
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.