ولي العهد السعودي ووزير الخارجية الأميركي يبحثان خطة ترامب في غزة

أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن أي ترتيبات في قطاع غزة يجب أن "تسهم في الأمن الإقليمي"، وذلك خلال اجتماعه في الرياض الإثنين مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على ما أفادت وزارة الخارجية الأميركية.

ووفقاً للخارجية الأميركية، شدد روبيو وبن سلمان على "التزامهما بتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة"، و"ضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين، بما في ذلك المواطنين الأميركيين".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان إنّ روبيو الذي وصل إلى العاصمة السعودية قادماً من إسرائيل قبل ظهر الإثنين أكد "أهمية التوصل إلى ترتيبات بشأن غزة تسهم في الأمن الإقليمي".

اقرأ أيضاً: مقترح ترامب بشأن غزة.. ما هي أبرز ردود الأفعال حتى الآن؟

وأضاف البيان أنّ روبيو وولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للمملكة، "أكدا مجدداً التزامهما بتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة وضمان إطلاق حماس سراح جميع الرهائن، بما في ذلك المواطنون الأميركيون".

من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس" أنّ ولي العهد وروبيو بحثا "مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار"، دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل.

وجاء اللقاء بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة للسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة خصوصاً إلى مصر والأردن، وهو ما رفضته الدول العربية ومن بينها السعودية بشكل قاطع.

اقرأ أيضاً: ترامب: ملتزم بشراء غزة وامتلاكها وربما أعطي أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبنائها

ويرافق روبيو مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وكان روبيو وصل صباح الإثنين إلى السعودية، المحطة الثانية من جولته الشرق أوسطية الأولى، آتياً من إسرائيل حيث أكد دعم الولايات المتحدة الثابت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يمنحه تفويضاً مطلقاً في قطاع غزة.

والتقى روبيو في وقت سابق نظيره السعودي فيصل بن فرحان، ولم يدل المسؤولان بأي تصريحات.

جمهوريون يعارضون طرح ترامب

وفي شأن وضع غزة، أعلن السناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام، الاثنين رفضه اقتراح الرئيس دونالد ترامب بالسيطرة على قطاع غزة وطرد الفلسطينيين منه، في حين توقع السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال أن تطرح دول عربية بديلاً قابلاً للتطبيق.

وكان عضوا مجلس الشيوخ ضمن مجموعة من أعضاء المجلس التقوا خلال وقت سابق في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد أمس الأحد دعمه لرؤية ترامب المثيرة للجدل بخصوص غزة.

ويتمسك مسؤولون إسرائيليون باقتراح ترامب، إذ أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليمات للجيش بإعداد خطة تسمح للفلسطينيين في غزة بالمغادرة الطوعية.

لكن غراهام، وهو أحد الحلفاء القدامى لترامب وسناتور جمهوري كبير وله نفوذ في السياسة الخارجية وشؤون الأمن القومي، قال للصحفيين إن مجلس الشيوخ ليس لديه رغبة تذكر في أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة "بأي شكل أو طريقة". بدوره، قال بلومنثال إن الخطة "لن تنجح".

خطة بديلة

كذلك، ندد مسؤولون عرب باقتراح ترامب بشدة، ويقول بعض المنتقدين إنه يصل لمستوى التطهير العرقي. وقال نتنياهو إن الفلسطينيين في غزة يجب منحهم خيار المغادرة.

اقرأ أيضاً: مصر تضع رؤية لإعادة إعمار غزة وتبحث آليات تسجيل وتصدير العقار

وقال كاتس إنه سينشئ إدارة داخل الوزارة للفلسطينيين الذين يريدون مغادرة غزة طوعاً.

وقال غراهام "الشيء الوحيد الذي فعله الرئيس ترامب هو أنه بدأ مناقشة طال انتظارها"، مضيفاً أن الدول العربية "استيقظت" للبحث عن بديل أفضل لغزة.

ومن المتوقع أن يجتمع مسؤولون سعوديون وإماراتيون وأردنيون ومصريون هذا الشهر لمناقشة مستقبل غزة، على أمل وضع خطة لمواجهة اقتراح ترامب الذي أثار حالة من القلق في جميع العواصم العربية تقريباً بعد حرب في غزة دامت 16 شهراً.

وقال بلومنثال إن العاهل الأردني الملك عبد الله أقنعه بأن دولاً عربية ستقدم خطة تشمل تطبيعاً للعلاقات مع إسرائيل ومنح الفلسطينيين الحق في تقرير المصير وترتيبات دفاعية بالمنطقة وأمن إسرائيل.