واصلت أسعار النفط ارتفاعها خلال تعاملات يوم الأربعاء 19 فبراير/ شباط، عند التسوية، مسجلة أعلى مستوى خلال أسبوع، وذلك وسط مخاوف من تعطل إمدادات النفط الأميركية والروسية.
يتزامن ذلك مع ترقب الأسواق للمزيد من الوضوح بشأن مستقبل العقوبات الأميركية على موسكو في ظل محاولة الولايات الأميركية التوسط في اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 20 سنتاً أو 0.26% إلى 76.04 دولار للبرميل عند التسوية.
وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي 40 سنتاً أو 0.56% لتسجل عند التسوية 72.25 دولار للبرميل، بحسب وكالة رويترز.
وسجل الخامان القياسيان أعلى سعر إغلاق لهما منذ تعاملات 11 فبراير/ شباط.
اقرأ أيضاً: البرازيل تقرر الانضمام إلى إعلان "أوبك+" لكن بشرط
وقال خبير السلع الأولية ببنك BNP Paribas، ألدو شبانيار: "تحاول السوق اتخاذ قرارها بشأن ثلاثة محركات صعودية، وهي روسيا وإيران وأوبك. ويحاول الناس معرفة تأثير العقوبات المعلنة والفعلية".
تراجع الإمدادات من الجانب الروسي
يأتي ذلك تزامناً مع تراجع إمدادات الخام بسبب الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة على البنية التحتية للنفط في روسيا. وقالت موسكو إن تدفقات النفط عبر خط أنابيب بحر قزوين، أحد الأدوات الرئيسية لتصدير الخام من كازاخستان، انخفضت بنسبة بين 30 و40% يوم الثلاثاء بعد الهجمات الأوكرانية على محطة ضخ.
وتعادل نسبة 30%، الحد الأدنى لخسارة التدفقات، نحو 380 ألف برميل يومياً يفقدها السوق من الإمدادات بسبب تلك الهجمات، بحسب تقديرات رويترز.
برودة الطقس والإمدادات الأميركية
جاء ذلك في الوقت الذي هددت فيه برودة الطقس في الولايات المتحدة الإمدادات من النفط، وسط تقديرات من هيئة خط أنابيب نورث داكوتا بأن إنتاج ثالث أكبر ولاية أميركية لاستخراج الخام سيتراجع بنحو 150 ألف برميل يومياً بسبب موجة الطقس الحالية.
وقال محلل السوق بشركة IG، توني سيكامور: "يبدو أن المستوى النفسي المهم البالغ 70 دولاراً قد صمد، وذلك بمساعدة من الهجوم الأوكراني بطائرات مسيرة على محطة ضخ النفط الروسية، والمخاوف من أن يحد الطقس البارد في أميركا من الإمدادات".
وأضاف توني سيكامور: "فضلاً عن ذلك، هناك بعض التكهنات بأن (مجموعة) أوبك+ قد تقرر تأجيل زيادة الإمدادات المزمعة في أبريل/ نيسان". ويتوقع ألدو شبانيار تمديد أوبك+ لتخفيضات الإنتاج.
لا تأثير كبير لتخفيف العقوبات عن روسيا
لكن محللين من بنك Goldman Sachs لا يرجحون أن يتسبب تقليص العقوبات عن روسيا، في حالة التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا، في رفع تدفقات النفط الروسي بشكل كبير.
اقرأ أيضاً: روسيا وأميركا تتفقان على تأسيس عملية لتسوية الصراع في أوكرانيا
وقال المحللون: "نعتقد أن الإنتاج الروسي من النفط الخام مقيد بهدف إنتاج أوبك+ الخاص بها عند تسعة ملايين برميل يومياً، لا بالعقوبات الحالية التي تؤثر على وجهة صادرات النفط وليس على حجمها".
مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
في سياق آخر، ذكر مسؤولون، يوم الثلاثاء، أن مفاوضات غير مباشرة ستبدأ بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث من المحتمل أن يتسبب استمرار وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق نهائي بشأنه في تراجع أسعار النفط، مع انخفاض مخاطر انقطاع الإمدادات بمنطقة الشرق الأوسط.
يتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء، اعتزامه فرض رسوم جمركية على الواردات من السيارات، وأشباه الموصلات، والأدوية بتعرفة في حدود 25%، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة أسعار المنتجات الاستهلاكية، وإضعاف الاقتصاد الأميركي، وبالتالي تراجع الطلب على الوقود، مما يضيف ضغوطاً هبوطية على أسعار النفط.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.