لم يقبل المستثمرون الأفراد على تداول الأسهم الأميركية في وول ستريت بمثل هذا القدر الذي يحدث خلال الفترة الحالية، منذ نحو ثلاث سنوات.
وتُظهر البيانات التي جمعها JPMorgan أن حصة المستثمرين الصغار الذين يتداولون في الأسهم الأميركية وصلت إلى 25%. وهذا أكثر من ضعف المستويات التي شوهدت قبل جائحة كوفيد-19 وقريبة من الرقم القياسي الذي شوهد في بداية العام 2021، عندما دفعت حمى الأسهم الميمية أسهم شركة GameStop إلى ارتفاع تاريخي قبل انهيارها الحاد.
هذه المرة، كان المستثمرون يتدفقون على الأسهم منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويرجع ذلك جزئياً إلى التوقعات ببيئة تنظيمية أسهل للشركات في عهد الرئيس دونالد ترامب. يأتي ذلك أيضاً بينما تواصل هذه الفئة شراء الأسهم بعد كل تراجع تقريباً، بحسب شبكة CNBC.
وقال كبير الاستراتيجيين الفنيين بشركة LPL Financial، آدم تورنكويست، لشبكة CNBC: "إن عقلية الشراء عند الانخفاض لم تكن أقوى من قبل على المستوى الفردي... إنه مجرد الحماس الواسع في السوق".
وأضاف تورنكويست: "إنه نوع من الاستجابة شبيهة باستجابة بافلوف. لقد اشتروا عند الانخفاض لمدة عامين أو ثلاثة أعوام أو أكثر وحققوا مكاسب، لذلك فهم يشعرون بثقة كبيرة في قدرتهم على اختيار الأسهم والتداول في هذه السوق الصاعدة".
اقرأ أيضاً: قطاعات في سوق الأسهم الأميركية قد تصبح الأفضل أداءً خلال 2025
حدثت بالفعل حالات تتبع عقلية الشراء القوي عند الانخفاض هذا العام. انخفض مؤشر S&P 500 بأكثر من 1% في 27 يناير/ كانون الثاني بعد ظهور شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة DeepSeek التي أثارت مخاوف من انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. ومع ذلك، سرعان ما استرد المؤشر مستواه بعد هذا الانخفاض ووصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق يوم الثلاثاء.
كما انخفض المؤشر بنسبة 1.9% في الثالث من فبراير/ شباط بعد أن أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية على الواردات الكندية والمكسيكية قبل أن يتعافى لينهي التعاملات على تراجع بنسبة 0.8% فقط بعد أنباء عن توقف فرض هذه الرسوم لمدة 30 يوماً.
يتشابه هذا النوع من التداول مع التحركات التي شهدتها GameStop خلال موجة الهوس بالأسهم الميمية في العام 2021. حيث قام المتداولون الأفراد، الذين نظموا أنفسهم بشكل أساسي عبر منتدى دردشة على "ريديت"، بدفع السهم إلى ارتفاع هائل بنسبة 1500% خلال فترة أسبوعين بسبب ضغط البيع على المكشوف، قبل أن يتراجع بشكل حاد لاحقاً.
وقال تورنكويست: "هناك الكثير من الأموال في قطاع التجزئة، وعندما يكون المستثمرون بهذا القدر من التفاؤل، فإنهم يدعمون السوق بشكل عام". وعلى نحو مماثل، أشار نيكولاوس بانيجيرتزوجلو من JPMorgan إلى "الدور الكبير الذي لعبه المستثمرون الأفراد في دفع" سوق الأسهم الأميركية خلال النصف الثاني من العام 2024.
اقرأ أيضاً: أفضل الأسهم أداءً في وول ستريت 📈 بالنسبة لقطاع التكنولوجيا في 2024
وأشار مكتب تداول Oppenheimer الأسبوع الماضي إلى أن المستثمرين في الأسهم أصبحوا عموماً أكثر عزوفًا عن المخاطرة هذا الشهر وسط تزايد حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي الكلي والسياسي. ومع ذلك، تواصل الأسهم المفضلة لدى مستثمري التجزئة مثل Palantir وAMC Entertainment وBlackBerry تحقيق مكاسب قوية في فبراير.
- Palantir: ارتفاع بأكثر من 50.5%
- AMC: ارتفاع بأكثر من 13.5%
- BlackBerry: ارتفاع بنحو 34%
مع ذلك، بدأت علامات على حالة من المبالغة في تقييم الأسهم في الظهور، مما يجبر المستثمرين على التنقل في سوق تتسع فيه الفجوة بين الأسهم باهظة الثمن والشركات التي يتم تداولها عند تقييمات معقولة.
وحذر تورنكويست من أن المتداولين الأفراد قد لا يرون محافظهم ترتفع بسهولة كما حدث على مدار العامين الماضيين.
وقال تورنكويست: "أعتقد أنه سيأتي يوم حساب حيث سيستمرون في الشراء عند الانخفاضات وسندخل سوقاً هبوطية في مرحلة ما وسيخسرون الكثير من المال".
وأضاف أن التداول كان "أسهل كثيراً عندما يكون لديك سوق صاعدة ترتفع إلى مستوى قياسي كل أربعة أيام".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.