الجفاف يقود المغرب إلى إلغاء الأضحية!

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

أثار العاهل المغربي، الملك محمد السادس، موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي بعد دعوته المثيرة إلى عدم ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى هذا العام. جاءت هذه الدعوة في خطاب تلاه وزير الشؤون الدينية، أحمد التوفيق، عبر قناة "الأولى"، حيث سلط الضوء على الأوضاع الاقتصادية والمناخية التي تواجه البلاد.

اقرأ أيضاً: صندوق النقد الدولي يتوقع تسارع النمو في المغرب إلى 3.9% في عام 2025

وفي كلمته قال الملك: "حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، لكن الظروف الصعبة التي نواجهها تستدعي إعادة النظر في هذه الشعيرة". وأكد أنه من منطلق المسؤولية والأمانة التي يحملها، فإن الدعوة إلى عدم ذبح الأضاحي تأتي حرصًا على عدم إلحاق الضرر بفئات واسعة من الشعب، خصوصًا ذوي الدخل المحدود.

وأشار الملك إلى أهمية عيد الأضحى كونه ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية عميقة تعكس ارتباط المغاربة بتراثهم ودينهم الحنيف. وأوضح أن الاحتفال بهذا العيد يتطلب منا جميعًا استحضار الروابط الاجتماعية والعائلية، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة التي أدت إلى تراجع كبير في أعداد الماشية.

وختامًا، أكد الملك محمد السادس أنه سيتولى ذبح الأضاحي نيابة عن المواطنين، مستندًا إلى سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ذبح كبشين وقال: "هذا لنفسي وهذا عن أمتي". كما دعا المغاربة إلى إحياء عيد الأضحى من خلال طقوسه المعتادة مثل صلاة العيد، وإخراج الصدقات، وصلة الرحم، وتبادل التهاني، مع التركيز على المعاني الروحية النبيلة للعيد.

هذا الخطاب لم يمر دون صدى على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تباينت آراء النشطاء حول هذه الدعوة. البعض أبدى تقديره لحرص الملك على مصلحة الشعب، بينما انتقد آخرون قرار عدم الذبح.

اقرأ أيضاً: ارتفاع معدل البطالة في المغرب إلى 13.3% في 2024

ليست المرة الأولى

سبق وأن أصدر الملك الراحل الحسن الثاني قرارات مماثلة بمنع ذبح الأضاحي في ثلاث مناسبات سابقة بسبب ظروف مشابهة. 

في عام 1963، أعلن الملك إلغاء شعيرة النحر بسبب ما يُعرف بـ "حرب الرمال" التي دارت بين المغرب والجزائر، وفي عام 1981، تكرر القرار نتيجة للجفاف الشديد الذي اجتاح المغرب وأدى إلى نفوق عدد كبير من الماشية.

أما المرة الثالثة التي ألغى فيها ملك المغرب إقامة هذه الشعيرة فكانت في عام 1996، حيث كانت بسبب موجات الجفاف المتعاقبة، التي بلغت ذروتها في عام 1995، والتي اعتبرتها الحكومة كارثة وطنية.

المغرب يعاني من موجات جفاف

على مدار السنوات الست الماضية، يعاني المغرب من موجة جفاف شديدة. وفي تقرير صدر في سبتمبر/أيلول، وصفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة تداعيات الجفاف في عام 2023 بأنها "تاريخية"، مشيرة إلى أن قلة التساقطات وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.

وحذرت المنظمة في تقريرها حول "وضعية التغير المناخي في الدول الأفريقية لسنة 2023" من أن ارتفاع درجات الحرارة تجاوز متوسطات الأعوام من 1991 إلى 2020 في جميع أنحاء القارة.

نتيجة لهذه الظروف، اضطرت الحكومة إلى قطع المياه الصالحة للشرب عن بعض المناطق، كما تسبب انحباس الأمطار في تدنٍ كبير بمستويات الأنهار المعروفة، مثل نهر ملوية في شمال البلاد.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

العلامات

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة