ترامب يفرض رسوماً جمركية باهظة على كندا والمكسيك والصين.. وبكين ترد بتعرفات تصل لـ15%

نشرالثلاثاء، 4 مارس 2025 | 6:36 صباحًا
آخر تحديث الثلاثاء، 4 مارس 2025 | 7:14 صباحًا
الرئيس الأميركي دونالد ترامب/AFP

استمع للمقال
Play

بدأ سريان الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا اليوم الثلاثاء، إلى جانب مضاعفة الرسوم على السلع الصينية لتصل إلى 20%، مما أدى إلى اندلاع نزاعات تجارية جديدة مع أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة.

ودخلت هذه الإجراءات الجمركية، التي قد تعرقل تدفقات تجارية ثنائية تقارب 2.2 تريليون دولار سنوياً، حيز التنفيذ في الساعة 12:01 بعد منتصف الليل بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (05:01 بتوقيت غرينتش)، وذلك بعد ساعات من تصريح ترامب بأن الدول الثلاث لم تفعل ما يكفي للحد من تدفق مادة الفنتانيل الأفيونية القاتلة والمواد الكيميائية الأولية المستخدمة في تصنيعها إلى الولايات المتحدة.

ردّت الصين على الفور بعد انتهاء المهلة الزمنية، معلنةً فرض رسوم جمركية إضافية تتراوح بين 10% و15% على بعض الواردات الأميركية اعتباراً من 10 مارس آذار، إلى جانب سلسلة من القيود الجديدة على صادرات كيانات أميركية محددة، وفقاً لرويترز.

أما كندا والمكسيك، اللتان تمتعتا بعلاقة تجارية شبه خالية من الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة على مدار العقود الثلاثة الماضية، فكانتا على استعداد للرد فوراً على حليفهما القديم.

كندا تتأهب للرد برسوماً مماثلة

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن أوتاوا ستفرض رسوماً جمركية فورية بنسبة 25% على واردات أميركية بقيمة 30 مليار دولار كندي (20.7 مليار دولار أميركي)، مع فرض رسوم إضافية على سلع بقيمة 125 مليار دولار كندي (86.2 مليار دولار أميركي) اعتباراً من اليوم الثلاثاء، إذا مضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدماً في فرض رسومها الجمركية.

كان ترودو قد أوضح سابقاً أن كندا ستستهدف في إجراءاتها الانتقامية البيرة والنبيذ الأميركيين، إضافة إلى مشروب البوربون والأجهزة المنزلية وعصير البرتقال المنتج في ولاية فلوريدا.


قال ترودو: «الرسوم الجمركية ستعطل علاقة تجارية ناجحة للغاية»، مشيراً إلى أنها تنتهك اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، التي وقعها ترامب خلال ولايته الأولى.

من جانبه، صرّح رئيس وزراء أونتاريو، دوج فورد، لشبكة NBC بأنه مستعد لوقف شحنات النيكل وإمدادات الكهرباء من مقاطعته إلى الولايات المتحدة كإجراء انتقامي.

أما الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، فمن المتوقع أن تعلن عن رد بلادها خلال مؤتمر صحفي صباح الثلاثاء في مكسيكو سيتي، وفق ما أفادت به وزارة الاقتصاد المكسيكية.

تصاعد الرسوم الجمركية على الصين

تُضاف الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 10% على السلع الصينية إلى ضريبة بنسبة 10% فرضها ترامب في 4 فبراير شباط لمعاقبة بكين بسبب أزمة الوفيات الناجمة عن تعاطي الفنتانيل في الولايات المتحدة. وتأتي الضريبة التراكمية البالغة 20% أيضاً بالإضافة إلى رسوم جمركية تصل إلى 25% كان ترامب قد فرضها خلال ولايته الأولى على واردات أميركية من الصين بقيمة تقارب 370 مليار دولار.

شهدت بعض هذه المنتجات ارتفاعاً حاداً في الرسوم الجمركية الأميركية خلال العام الماضي في عهد الرئيس السابق جو بايدن، بما في ذلك مضاعفة الرسوم على أشباه الموصلات الصينية إلى 50%، وزيادتها أربعة أضعاف على المركبات الكهربائية الصينية لتتجاوز 100%.

اقرأ أيضاً: تعليق نادر من وارن بافيت على رسوم ترامب الجمركية.. ماذا قال؟

وستُفرض الرسوم الجمركية البالغة 20% على عدد من واردات الإلكترونيات الاستهلاكية الرئيسية من الصين، التي لم تكن مشمولة سابقاً بالرسوم، بما في ذلك الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، ومنصات ألعاب الفيديو، والساعات الذكية، ومكبرات الصوت، وأجهزة البلوتوث.

من جهتها، استهدفت الصين، في الرسوم الجديدة التي أعلنتها اليوم الثلاثاء، مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية الأميركية، بما في ذلك بعض أنواع اللحوم، والحبوب، والقطن، والفواكه، والخضروات، ومنتجات الألبان.

كما أضافت 15 كياناً أميركياً إلى قائمتها للرقابة على الصادرات، و10 كيانات أخرى إلى قائمتها للكيانات غير الموثوقة.

وكانت وزارة التجارة الصينية قد صرّحت في وقت سابق من اليوم بأن واشنطن «أخطأت في تحويل اللوم» بشأن أزمة الفنتانيل إلى بكين.

وقد تكبّد المزارعون الأميركيون خسائر فادحة خلال الحروب التجارية التي شنّها ترامب في ولايته الأولى، إذ فقدوا نحو 27 مليار دولار من عائدات التصدير، كما خسروا حصتهم في السوق الصينية لصالح البرازيل.

اقرأ أيضاً: رداً على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية.. الصين تستهدف الصادرات الزراعية الأميركية

مخاوف من الركود

قد تكون للرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات المكسيكية والكندية تداعيات أعمق على الاقتصاد المتكامل في أميركا الشمالية، الذي يعتمد بشكل كبير على الشحنات العابرة للحدود في تصنيع السيارات والآلات، وتكرير الطاقة، ومعالجة المنتجات الزراعية.

وقالت كانداس لينغ، الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الكندية، في بيان: «قرار الإدارة الأميركية الطائش اليوم يدفع كندا والولايات المتحدة نحو الركود، وفقدان الوظائف، وكارثة اقتصادية».

وأضافت أن الرسوم الجمركية الأميركية لن تحقق «العصر الذهبي» الذي يتطلع إليه ترامب، بل ستؤدي إلى ارتفاع التكاليف على المستهلكين والمنتجين وتعطيل سلاسل التوريد. وأردفت: «الرسوم الجمركية هي بمثابة ضريبة على الشعب الأميركي».

بدوره، دعا مات بلانت، رئيس «مجلس سياسات السيارات الأميركي» الذي يمثل شركات صناعة السيارات في ديترويت، إلى إعفاء المركبات التي تستوفي متطلبات المحتوى الإقليمي لاتفاقية «الولايات المتحدة - المكسيك - كندا» من الرسوم الجمركية.

حتى قبل إعلان ترامب عن الرسوم الجديدة، أظهرت بيانات أميركية يوم الاثنين ارتفاع أسعار المصانع إلى أعلى مستوى لها في نحو ثلاث سنوات، مما يشير إلى أن موجة جديدة من الرسوم قد تعيق الإنتاج قريباً.

وقد أدى تأكيد ترامب المضي في فرض الرسوم إلى اضطراب الأسواق المالية، حيث تراجعت الأسهم العالمية، بينما ارتفعت السندات كملاذ آمن، كما انخفض كل من الدولار الكندي والبيزو المكسيكي مقابل الدولار الأميركي.

تصعيد متواصل

يحافظ ترامب على وتيرة متسارعة في فرض الإجراءات الجمركية منذ توليه منصبه في يناير كانون الثاني، حيث أعاد فرض رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، والتي ستدخل حيز التنفيذ في 12 مارس آذار، ملغياً الإعفاءات السابقة.

ومن المتوقع أن يكون نهجه القائم على شعار «أميركا أولاً»، الهادف إلى إعادة رسم العلاقات التجارية لصالح الولايات المتحدة، محور خطابه أمام الجلسة المشتركة للكونغرس مساء الثلاثاء.

كما أطلق ترامب يوم السبت تحقيقاً في الأمن القومي بشأن واردات الأخشاب ومنتجات الأخشاب، مما قد يؤدي إلى فرض رسوم جمركية باهظة، وهو ما سيؤثر بشكل خاص على كندا، التي تخضع بالفعل لرسوم أميركية بنسبة 14.5% على خشب البناء اللين.

وقبل ذلك بأسبوع، أعاد ترامب فتح تحقيق بشأن الدول التي تفرض ضرائب على الخدمات الرقمية، واقترح فرض رسوم تصل إلى 1.5 مليون دولار على كل سفينة صينية تدخل ميناء أميركياً، كما أطلق تحقيقاً جمركياً بشأن واردات النحاس.

وتضاف هذه الخطوات إلى خططه لفرض رسوم «متكافئة» أعلى لمعادلة التعريفات الجمركية التي تفرضها الدول الأخرى وتعويض حواجزها التجارية، وهي خطوة قد تؤثر بشدة على الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً: المفوضية الأوروبية ترد على ترامب بعد هجومه على الاتحاد الأوروبي

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

أخبار ذات صلة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة

سياسة ملفات الارتباط

ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.