ما هي العقبات التي قد تعرقل خطة مصر لإعادة إعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار؟

نشرالخميس، 6 مارس 2025 | 9:58 صباحًا
آخر تحديث الخميس، 6 مارس 2025 | 10:20 صباحًا
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

قبلت الدول العربية بقيادة مصر خارطة طريق لإعادة إعمار غزة تحت مسمى "الخطة العربية الشاملة"، وذلك لمواجهة اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ينص على إعادة تطوير القطاع وتحويل غزة إلى ما يسميه "ريفييرا الشرق الأوسط" مع تهجير الفلسطينيين.

وقد رفض البيت الأبيض الخطة العربية عملياً، حيث صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز في بيان: "الاقتراح الحالي لا يعالج الواقع القائم بأن غزة أصبحت غير صالحة للسكن، ولا يستطيع السكان العيش بإنسانية في منطقة تغطيها الأنقاض والذخائر غير المنفجرة"، مؤيداً بذلك اقتراح ترامب المثير للجدل، وفقاً لقناة CNBC.

وترى الخطة العربية، أنه يتعين توفير 53 مليار دولار لإعادة إعمار القطاع المحاصر، وهو الرقم الذي صدر الشهر الماضي في تقرير مشترك من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.

وتتألف الخطة التي يبلغ عدد صفحاتها ما يقارب 100 صفحة، والمعنونة "غزة 2030"، من شعار رئاسي مصري، وتمت مراجعتها من قبل الدول العربية يوم الثلاثاء في قمة طارئة عقدت في القاهرة. وتهدف الخطة إلى تهميش حركة حماس وتقترح نقل السيطرة على القطاع المحاصر إلى السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف.

ودعت الدول العربية، في البيان الختامي للقمة، المجتمع الدولي والمؤسسات التمويلية الدولية والإقليمية إلى تقديم الدعم اللازم للخطة بسرعة. ولم يحدد الاقتراح الجهة التي ستتكفل بتغطية التكاليف بالتفصيل، إلا أنه من المحتمل أن تساهم الدول الأوروبية إلى جانب دول الخليج الأغنى مثل المملكة العربية السعودية وقطر.

اقرأ أيضاً: ردود أفعال حماس وإسرائيل على القمة العربية الطارئة وخطة إعادة إعمار غزة

مستقبل حماس في الخطة المصرية

أثار الخطة انتقادات واسعة لعدم تناولها إجابات رئيسية حول قضايا مثل الحوكمة ومستقبل حماس والتمويل، مما يواجهها بـ "بعض العقبات الحقيقية أمام تحويلها إلى واقع"، وفقاً لبول موسغريف، الأستاذ المشارك في جامعة جورج تاون في قطر.

وأضاف موسغريف: "إنها وثيقة رائعة، لكني لست متأكداً من كونها خطة جادة، لأنها تتفادى السؤالين الأكبرين. أولاً، هل ستوافق حماس على الشروط السياسية المسبقة لتحقيق هذه الرؤية الكبرى؟ وثانياً، هل سيوافق الإسرائيليون على السماح بنوع من التسوية السياسية لإعادة السلطة الفلسطينية الموحدة إلى غزة؟".

موقف إسرائيل من الخطة المصرية لإعمار غزة

أعلنت إسرائيل رفضها الشديد للاقتراح، مشددةً على أنه قبل بدء المناقشات حول تلقي المساعدات أو تمديد وقف إطلاق النار، يجب على حماس الإفراج أولاً عن جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة.

وشجب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية الاقتراح قائلاً إنه "لا يعالج واقع الوضع بعد 7 أكتوبر تشرين الأول2023، ولا يزال مرتكزاً على رؤى قديمة"، معبراً في الوقت نفسه عن تأييده لخطة الرئيس ترامب.

وفي بيان الختام للقمة، أُعرب عن تأييد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار المبكر في قطاع غزة، والمقرر عقده هذا الشهر في القاهرة بالتعاون مع الأمم المتحدة.

كما أعلنت الدول العربية عن نيتها إنشاء "صندوق ائتماني" تشرف عليه البنك الدولي، يهدف إلى "استقبال التعهدات المالية من كافة الدول المانحة والمؤسسات التمويلية الدولية والإقليمية، لتنفيذ مشاريع الإعمار المبكر وإعادة الإعمار."

إعادة إعمار غزة

في الخطة الأكثر إيجازاً حتى الآن لإعادة إعمار غزة، تم وضع مسار من ثلاث مراحل ينتهي عام 2030. ستستمر المرحلة الأولى لمدة ستة أشهر بتكلفة تبلغ 3 مليارات دولار، تتخللها عمليات إزالة الأنقاض في مناطق معينة. ومن المتوقع أن تستوعب سبعة مواقع أكثر من 1.5 مليون شخص في مساكن مؤقتة تُقدَّم للنازحين خلال عملية إعادة الإعمار.

المرحلة الثانية، التي ستستمر لمدة عامين بتكلفة 20 مليار دولار، ستشهد بناء وحدات سكنية لـ 1.6 مليون شخص، وإعادة تأسيس المرافق والخدمات والشبكات.

أما المرحلة الثالثة، التي ستستمر لمدة سنتين ونصف بتكلفة 30 مليار دولار، فتهدف إلى الاستمرار في "إقامة المرافق والشبكات ومباني الخدمات الضرورية"، إلى جانب بناء وحدات سكنية لـ 1.2 مليون شخص إضافي؛ على أمل أن تتمكن هذه الوحدات الجديدة من استيعاب 3 ملايين شخص.

لا يتضمن الاقتراح مستقبلاً لحركة حماس المسلحة في القطاع المحاصر، بل يحدد أن "إدارة ستتولى شؤون قطاع غزة خلال مرحلة انتقالية مدتها 6 أشهر، عبر لجنة مستقلة تتألف من تقنيين وشخصيات غير حزبية، تحت مظلة الحكومة الفلسطينية."

أعلنت الدول العربية أن الهدف النهائي هو السماح لـ "السلطة الوطنية الفلسطينية" بالعودة الكاملة إلى قطاع غزة.

ودعت الدول العربية إلى "إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في كافة المناطق الفلسطينية بعد عام من الآن، إذا توفرت الظروف المناسبة."

 وفي بيان لقناة CNBC، صرح مسؤول سياسي رفيع المستوى في حركة حماس بأن الجماعة ترحب بالانتخابات، معتبرةً أنها مطلب قائم منذ سنوات لإعطاء "الشعب الفلسطيني فرصة اختيار قيادته الممثلة ومساره السياسي."

ولا تزال الأسئلة قائمة حول كيفية أو إمكانية اتفاق حماس على نزع سلاحها، إلا أن الجماعة أفادت بأن الخطة العربية تضمنت "عناصر إيجابية بالإضافة إلى خارطة طريق تُعد اقتراحاً عملياً."

اقرأ أيضاً: استطلاع: 25% فقط من الأميركيين يؤيدون خطة ترامب بشأن السيطرة على غزة

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً






أخبار ذات صلة

الأكثر قراءة

الأكثر تداولاً






    الأكثر قراءة

    سياسة ملفات الارتباط

    ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.