ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الخميس 20 مارس/ آذار، بأكثر من دولار للبرميل عند التسوية بعد فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران، وتجدد التوترات في الشرق الأوسط، مما عوض تأثير قوة الدولار على الخام.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.22 دولار، أي بنسبة 1.72% إلى 72 دولاراً للبرميل عند التسوية.
وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي لشهر أبريل/ نيسان، والتي انتهت صلاحيتها اليوم، 1.10 دولار، أي بنسبة 1.64%، إلى 68.26 دولار للبرميل عند التسوية. كما ارتفعت عقود شهر مايو/ أيار، الأكثر تداولاً، 1.16 دولار، أي بنسبة 1.73% إلى 68.07 دولاراً، بحسب وكالة رويترز.
عقوبات أميركية مرتبطة بإيران
يأتي ذلك بعد أن فرضت الولايات المتحدة يوم الخميس عقوبات جديدة تتعلق بإيران، والتي استهدفت كيانات شملت لأول مرة مصفاة صينية مستقلة، وسفناً تمد تلك المصفاة بالنفط الخام.
اقرأ أيضاً: محادثات "استراتيجية" أميركية إسرائيلية بشأن البرنامج النووي الإيراني الأسبوع المقبل
تعتبر الصين أكبر مستورد للنفط من إيران. وتعد مصافي "المصفاة" الصينية الخاصة، وهي المشتري الرئيسي للنفط الإيراني، من أبرز مشتري الخام من طهران.
ويصل إنتاج إيران من النفط الخام إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً.
وقال كبير المحللين بمجموعة Price Futures، فيل فلين: "كنا نبحث عن محفز للتحرك، وكان ذلك هو العامل الذي دفعنا للعودة إلى مستويات مرتفعة".
تعويض زيادات إنتاج أعضاء أوبك+
في سياق متصل، أصدرت مجموعة أوبك+ جدولاً زمنياً جديداً لسبع دول أعضاء، تشمل روسيا وكازاخستان والعراق، لإجراء تخفيضات إضافية في إنتاج النفط من أجل تعويض زيادة الإنتاج فوق المستويات المتفق عليها بين أعضاء التحالف.
وتتضمن تلك الخطة تخفيضات شهرية تتراوح بين 189 ألف برميل يومياً و435 ألف برميل يومياً، بحسب جدول نشرته منظمة أوبك على موقعها الإلكتروني. وتستمر التخفيضات المتفق عليها إلى شهر يونيو/ حزيران 2026.
اقرأ أيضاً: أوبك+: 7 دول تكشف عن خطط جديدة لتعويض ما انتجته فوق حصصها
يتزامن ذلك مع ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام بمقدار 1.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو أعلى من التوقعات بزيادة 512 ألف برميل في استطلاع سابق لوكالة رويترز.
ارتفاع متقلب
كبح الدولار الأميركي أسعار النفط الخام، حيث ارتفعت العملة الأميركية قليلاً بعد إشارة الاحتياطي الفدرالي يوم الأربعاء إلى أنه ليس في عجلة من أمره لخفض معدلات الفائدة، بسبب حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية التي تفرضها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وزاد الدولار الأميركي بنسبة 0.5%، مما جعل النفط الخام أكثر تكلفة للمشترين الأجانب.
ويأتي ذلك بعد قرار الاحتياطي الفدرالي بتثبيت معدل الفائدة الرئيسي يوم الأربعاء، وهي خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع في السوق، لكنه حافظ على توقعاته بخفضين في معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الفترة المتبقية من العام الحالي.
اقرأ أيضاً: الفدرالي الأميركي يثبت معدلات الفائدة للمرة الثانية على التوالي
وعادةً ما تُعزز تخفيضات معدلات الفائدة النشاط الاقتصادي وبالتالي الطلب على الطاقة. ومع ذلك، يتوقع بعض المحللين اتجاهاً صعودياً غير متوازن لأسعار النفط على المدى القريب.
وقال كبير محللي السوق بشركة OANDA، كيلفن وونغ: "أتوقع اتجاهاً صعودياً متقلباً في أسواق النفط حالياً"، مضيفاً أن إجراءات التحفيز التي اتخذتها الصين، وتجدد العمليات العسكرية في قطاع غزة كانت عوامل دافعة لارتفاع الأسعار.
التوترات الجيوسياسية والعقوبات والرسوم الجمركية
ارتفعت أقساط التأمين على المخاطر العالمية بعد أن شنت إسرائيل عملية برية جديدة يوم الأربعاء في غزة، مع إنهاء حالة وقف إطلاق النار الذي استمر قرابة شهرين في القطاع.
اقرأ أيضاً: غزة تنزف مجدداً: تصعيد عسكري واسع النطاق بعد فشل مفاوضات الهدنة
وقال محللون في J.P. Morgan عبر مذكرة صدرت يوم الخميس: "وسط حالة عدم اليقين السائدة، يبرز خطر العقوبات مجدداً، مع تبني إدارة ترامب موقفاً أكثر صرامة تجاه فنزويلا وإيران وروسيا".
وواصلت أميركا الغارات الجوية التي تشنها على جماعة الحوثي في اليمن رداً على هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر. كما تعهد ترامب بتحميل إيران مسؤولية أي هجمات مستقبلية من الجماعة.
وتسبب سعي الرئيس الأميركي لفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين في مخاوف من الركود الاقتصادي، مما انعكس بشكل سلبي على أسعار النفط.
وقال فيل فلين: "يبدو أن المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية تعيق أسعار النفط قليلاً".
ويتوقع J.P. Morgan أن تتعافى أسعار خام برنت إلى ما بين منتصف السبعينيات وأواخرها من الدولارات خلال الشهرين المقبلين، قبل أن تنخفض إلى ما دون 70 دولاراً وتنهي العام عند منتصف الستينيات، بمتوسط سعر يبلغ حوالي 73 دولاراً للعام.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.