تسارع شركات السيارات العالمية إلى شحن المركبات والمكونات الأساسية إلى الولايات المتحدة الأميركية؛ في محاولة لتجنب التداعيات المحتملة للتعرفات الجمركية الجديدة التي يعتزم الرئيس دونالد ترامب فرضها، والتي تهدد بإحداث اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد الخاصة بصناعة السيارات.
وبناءً على طلبات مصنعي السيارات، تم إرسال سفن شحن المركبات إلى آسيا وأوروبا لنقل "آلاف" السيارات الإضافية إلى الولايات المتحدة، وفقاً لما نقله تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" عن مسؤولين في القطاع الأحد 23 مارس/ آذار.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Wallenius Wilhelmsen الرائدة في شحن المركبات، لاسي كريستوفرسن، إن "حجم الشحنات من آسيا أكبر مما يمكننا نقله لعملائنا".
اقرأ أيضاً: تقرير لـ QNB: عدم اليقين بشأن السياسات الأميركية التجارية والمالية يثير مخاوف الركود
وأضاف أن الشركة قامت بزيادة طاقتها الاستيعابية لمواكبة الطلب المتزايد، لكنه أشار إلى أن هذا الارتفاع كان يمكن أن يكون أكبر لولا النقص الذي يعانيه القطاع في سفن شحن السيارات.
التعرفات المتبادلة
وأعلن ترامب أن التعرفات "المتبادلة" على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل/ نيسان، وهو نفس اليوم الذي تنتهي فيه مهلة الثلاثين يوماً التي منحها قبل تنفيذ تعريفة بنسبة 25% على الواردات القادمة من المكسيك وكندا.
ووفقاً لمسؤول تنفيذي في قطاع الشحن، تسعى شركتا هيونداي وكيا الكوريتان الجنوبيتان إلى زيادة شحن مركباتهما إلى الولايات المتحدة قبل حلول الموعد النهائي للتعريفات. وبينما رفضت هيونداي التعليق على استراتيجيتها، اكتفت بالقول: "نواصل تحسين خطط الشحن لدينا للتكيف مع ظروف السوق".
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في إحدى شركات السيارات الألمانية، قوله إن شركته تعمل على زيادة شحنات المركبات من أوروبا إلى الولايات المتحدة لمواجهة خطر التعريفات الجديدة.
اقرأ أيضاً: ترامب: لا نريد خوض حرب مع الصين وسيكون هناك مرونة بشأن الرسوم الجمركية
وقد أدى هذا الاندفاع إلى ارتفاع شحنات السيارات من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة بنسبة 22% في فبراير/ شباط مقارنة بالعام السابق، في حين زادت الشحنات من اليابان بنسبة 14%، ومن كوريا الجنوبية إلى أميركا الشمالية بنسبة 15%.
وقال نائب الرئيس الأول في منصة Esgian لمراقبة سفن شحن السيارات، ستيان أوملي، إن هناك "زيادة ملحوظة" في السفن المتجهة من أوروبا إلى الولايات المتحدة.
زيادة الشحنات
وأضاف: "نرى بالفعل زيادة في الشحنات من أوروبا، ومن المحتمل أن نشهد قريباً زيادة مماثلة من شرق آسيا"، مشيراً إلى أن السفن تحتاج إلى إكمال رحلاتها ليتم احتسابها ضمن الإحصاءات.
وتابع: "هناك الكثير من سفن شحن السيارات التي أبلغت عن توجهها إلى الولايات المتحدة، وهو مؤشر واضح على ارتفاع النشاط".
وفي الوقت نفسه، تستعد الشركات المنتجة للسيارات والمكونات في المكسيك وكندا لمواجهة التعرفات الجمركية على وارداتها إلى الولايات المتحدة. وتسعى هوندا لتسريع عمليات الشحن من البلدين، بينما أكدت شركة ستيلانتس (المالكة لعلامتي كرايسلر وجيب) أنها تقوم بنقل المخزون عبر الحدود إلى مصانعها الأميركية، وزيادة الإنتاج خلال فترة التأجيل المؤقت للتعرفات.
وقال المدير المالي لشركة ستيلانتس، دوغ أوستِرمان، خلال مؤتمر عقد يوم الثلاثاء: "عندما ننظر إلى المركبات التي ننتجها في كندا والمكسيك، نجد أن لدينا بالفعل مخزونًا جيدًا لدى وكلائنا، يغطي غالبية هذه الطرازات لمدة تتراوح بين 70 إلى 80 يوماً".
ووفقاً لمسؤول تنفيذي في قطاع الخدمات اللوجستية بسلاسل توريد السيارات، فإن الشركات المصنعة للمكونات الإلكترونية المستخدمة في السيارات، مثل أنظمة الصوت، "تسعى إلى تخزين المزيد من الشحنات داخل الولايات المتحدة".
تويوتا
ومع ذلك، فإن هذا التوجه لا يشمل جميع الشركات في القطاع. فقد صرحت تويوتا بأنها "لم تقم بزيادة واردات المركبات إلى الولايات المتحدة من اليابان (أو من دول أخرى) تحسباً لأية تعرفات مستقبلية"، فيما قالت شركتان يابانيتان لشحن السيارات إنهما لم تلاحظا أي تغيير كبير في الطلب.
ورغم أن التأجيل المؤقت لمدة 30 يوماً أتاح لشركات السيارات فرصة إضافية لشحن مخزونها إلى الولايات المتحدة، فإن الرئيس التنفيذي لجمعية وكلاء السيارات الدوليين الأميركيين، كودي لَسك، يرى أن عدم اليقين الأكبر يتعلق بمدة سريان التعرفات والجهات التي ستُفرض عليها في النهاية.
وقال لَسك: "الجميع يترقب ليرى كيف ستتطور الأمور. هل ستتم معاملة كل دولة على حدة؟ أم سيخضع الجميع للمعايير نفسها؟".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.