أدى البيع العنيف للسندات الأميركية إلى تجديد المخاوف من هشاشة أكبر سوق للسندات في العالم، إذ تذكّر هذه التحركات بتقلبات فترة "الاندفاع نحو السيولة النقدية" في زمن جائحة كوفيد.
وشهد سوق السندات الأميركية الذي تبلغ قيمته 29 تريليون دولار ارتفاعاً في الأسابيع الأخيرة، حيث تخلّص المستثمرون من الأسهم بحثاً عن أمان السندات الحكومية في ظل التحولات الناتجة عن الرسوم الجمركية.
ولكن يوم الإثنين، ورغم بقاء الأسهم تحت الضغط، تعرضت السندات الأميركية لبيع مكثف دفع عائدات السندات القياسية إلى الارتفاع بـ 17 نقطة أساس خلال اليوم، في حين جرى التداول ضمن نطاق عوائد بلغ حوالي 35 نقطة أساس، وهي واحدة من أكثر التقلبات في تداولات السندات لأجل 10 سنوات منذ عقدين.
سجلت عوائد السندات الأميركية أجل 10 سنوات ارتفاعاً ملحوظاً، حيث تجاوزت 4.425%، بزيادة بلغت 16 نقطة أساس خلال يومي الثلاثاء والأربعاء.
اقرأ أيضاً: عمليات بيع مفاجئة تهز سوق السندات الأميركية
وأشار بعض المشاركين في السوق إلى أنهم يعتقدون، بناءً على التحركات الكبيرة في سوق السندات الأميركية والتشديد الحاد في فروق المبادلات، أن المستثمرين بما في ذلك صناديق التحوط قد باعوا الأصول السائلة مثل سندات الحكومة الأميركية لتلبية نداءات الهامش بسبب الخسائر في محفظاتهم عبر فئات الأصول المختلفة. كما قامت بعض صناديق التحوط ببيع الأسهم في ظل الانخفاض الحاد في السوق، مما اضطرها إلى تقليص تداولاتها باستخدام الأموال المقترضة.
قال المستثمرون والمحللون إن هذه الخطوة تُذكرنا بالاندفاع نحو السيولة النقدية في بداية جائحة كوفيد-19 في مارس آذار 2020، عندما توقفت الأسواق مع تزايد المخاوف بشأن فيروس كورونا، مما دفع البنك المركزي الأميركي إلى شراء سندات حكومية بقيمة 1.6 تريليون دولار.
وعلى غرار تلك الفترة، شهدت الأسواق يوم الاثنين أيضاً انخفاضاً في ما يُسمى بتداولات الأساس، وهي استراتيجية تداول شائعة لصناديق التحوط بين النقد ومراكز سندات الخزانة الآجلة، والتي من المرجح أن يؤدي تفكيكها إلى تفاقم أزمة عام 2020، وفقاً للمستثمرين والمحللين.
اقرأ أيضاً: فوضى في الأسواق العالمية مع دخول رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ (تحديثات مباشرة)
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.