علقت ألمانيا عملية الموافقة على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 المثير للجدل والذي سيضاعف اعتمادها على الغاز الروسي بعد الضغط الجيوسياسي المتزايد لإلغاء المشروع.
وارتفعت أسواق الطاقة في جميع أنحاء أوروبا بعد أن علقت هيئة تنظيم الطاقة الألمانية عملية التصديق، في انتكاسة كبيرة لخطط غازبروم المدعومة من الكرملين لتوسيع هيمنة الغاز الروسي عبر خط أنابيب جديد عبر بحر البلطيق.
وصعدت أسعار الغاز في المملكة المتحدة للشهر المقبل بنسبة 9.3% يوم الثلاثاء إلى 223 بنسًا في الحرارة، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع تقريبًا، بينما عانت هولندا التي تعد واحدة من أكبر أسواق الغاز في أوروبا من زيادة بنسبة 7.9% لتصل إلى 88.05 يورو للساعة.
هيئة تنظيم الطاقة الألمانية
قالت هيئة تنظيم الطاقة الألمانية إنها لن تواصل عملية الموافقة الخاصة بها حتى تقوم شركة نورد ستريم 2 المسجلة في سويسرا، بتحويل أصولها الرئيسية وميزانية التوظيف إلى فرعها الألماني.
وأضاف المنظم: "لن يتم النظر في شهادة تشغيل نورد ستريم 2 إلا بمجرد تنظيم المشغل في شكل قانوني متوافق مع القانون الألماني".
تحذيرات أوروبية وأميركية من نورد ستريم 2
حذر بوريس جونسون ألمانيا من أنه سيتعين عليها الاختيار بين دمج المزيد من الهيدروكربونات الروسية في خطوط أنابيب عملاقة جديدة والتمسك بأوكرانيا والدفاع عن قضية السلام والاستقرار في أوروبا الشرقية.
ويخشى منتقدو المشروع من أن تستخدم روسيا خط الأنابيب كسلاح جيوسياسي في أوروبا وسط أزمة الغاز العالمية، بينما يضعف أوكرانيا التي تعتمد بشدة على عائدات شحن الغاز الروسي إلى أوروبا عبر شبكة نقل الغاز الخاصة بها.
كما حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، في وقت سابق من هذا العام من أن نورد ستريم 2 يمثل مشروعًا جيوسياسيًا روسيًا يهدف إلى تقسيم أوروبا وإضعاف أمن الطاقة الأوروبي.
واتهمت بعض الدول روسيا أكبر مورد للغاز في أوروبا، بوقف إمدادات الغاز الإضافية عن أوروبا من أجل الضغط على ألمانيا للموافقة على مشروع الغاز، وقد نفى الكرملين ذلك.
أزمة الغاز في أوروبا
تواجه أوروبا أزمة غاز شتوية تلوح في الأفق، أثارت مخاوف من تباطؤ صناعي واسع النطاق بسبب إغلاق المصانع وانقطاع التيار الكهربائي المحتمل.
ومن المتوقع أيضًا أن يتسبب في أزمة تكلفة المعيشة للمنازل والشركات الصغيرة.
حيث وصلت أسعار الغاز إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، مدفوعة بارتفاع الطلب العالمي بعد التباطؤ الاقتصادي لـ كورونا العام الماضي، وغذتها إحجام روسيا عن تصدير إمدادات إضافية إلى أوروبا للمساعدة في تلبية الطلب على الرغم من ارتفاع أسعار السوق.
وحذر رئيس عملاق تجارة السلع Trafigura جيريمي وير، من أن أوروبا قد تواجه انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء بسبب شح إمدادات الغاز وانخفاض مستويات تخزين الغاز.
حيث قال وير "ليس لدينا ما يكفي من الغاز في الوقت الحالي بصراحة تامة، هناك قلق حقيقي من أن هناك احتمالًا إذا كان لدينا شتاء بارد يمكن أن يكون لدينا انقطاع التيار الكهربائي في أوروبا".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي