يدفع الدوبامين الأطفال لمشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة التي لا نهاية لها، ويصبح من الصعب على المشاهدين الصغار تحويل تركيزهم إلى أنشطة بطيئة الحركة.
الدوبامين هو ناقل عصبي يتم إطلاقه في الدماغ عندما يتوقع مكافأة، يعزز تدفق الدوبامين الرغبة الشديدة في تناول شيء ممتع، سواء أكان ذلك وجبة لذيذة أو مخدرًا أو فيديو مضحكًا على TikTok.
هل تتذكر الأيام الخوالي عندما كان الأطفال يشاهدون YouTube طوال اليوم؟، الآن بعد أن بدأوا في استخدام TikToks ومشاهدة فيديو لمدة لا تتجاوز 60 ثانية، تبدو مقاطع YouTube لهم الآن كأفلام وثائقية.
يقول العديد من الآباء أن أطفالهم لا يستطيعون مشاهدة الأفلام الطويلة بعد الآن، لأن الأفلام بالنسبة لهم تشعرهم بالبطء الشديد بحسب The wall street journal.
ولاحظ آخرون أن أطفالهم يكافحون من أجل التركيز على الواجبات المنزلية، وقراءة كتاب.
ماذا يحدث لأدمغة الأطفال؟
قال كارل مارسي، الطبيب النفسي في مستشفى ماساتشوستس بأميركا: "من الصعب النظر إلى الأنواع المتزايدة في استهلاك الوسائط بجميع أنواعها، وتعدد الوجهات الإعلامية ومعدلات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الشباب، ولا نستنتج أن هناك انخفاضًا في مدى انتباههم".
تشير الأبحاث الناشئة إلى أن مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة وسريعة الوتيرة تجعل من الصعب على الأطفال الاستمرار في الأنشطة التي لا تقدم إشباعًا فوريًا ومستمرًا.
خوارزميات TikTok:
وجد تحقيق أجرته صحيفة Wall Street Journal العام الماضي أن خوارزمية TikTok تحدد ما يحبه المستخدمون بناءً على مقدار الوقت الذي يشاهدون فيه كل مقطع فيديو، ثم تقدم المزيد من نفس الشيء.
قالت TikTok إنها تعمل الآن على تطوير طرق لتنويع مقاطع الفيديو التي توصي الخوارزمية الخاصة بها للمشاهدين.
وقالت متحدثة باسم TikTok إن الشركة تريد من المراهقين الأصغر سنًا تطوير عادات رقمية إيجابية في وقت مبكر، وأنها أجرت مؤخرًا بعض التغييرات التي تهدف إلى الحد من الاستخدام المكثف للتطبيقات، على سبيل المثال لن يسمح TikTok للمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 15 عامًا بتلقي إشعارات بعد الساعة 9 مساءً.
كما يقوم TikTok أيضًا بتذكير المستخدمين بشكل دوري بأخذ قسط من الراحة للخروج أو تناول وجبة خفيفة.
وعلى صعيد متصل، يواجه الأطفال صعوبة في الابتعاد عن مقاطع الفيديو على YouTube أيضًا، وقد أجرت Google العديد من التغييرات للمساعدة في الحد من استخدامها، بما في ذلك إيقاف التشغيل التلقائي افتراضيًا على حسابات الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
كيف يمكن أن يتصرف الآباء؟
تعتبر التمارين واللعب الحر من بين أفضل الطرق لجذب الانتباه أثناء الطفولة، يمكن أن يساعد تخصيص وقت ما بعد المدرسة وعطلة نهاية الأسبوع لممارسة الرياضة أو التنزه العائلي أو الرحلات إلى الحديقة على تركيز العقل.
يوهان هاري، مؤلف كتاب Stolen Focus: "إن حرمان الأطفال من التكنولوجيا لا ينجح، ولكن في نفس الوقت تقليله وبناء أشياء أخرى، مثل اللعب في الخارج أمر مفيد".
هناك طرق مختلفة للقيام بذلك، مثل جدولة أوقات منتظمة كل يوم، عن طريق تعيين حدود زمنية لجلسات الشاشة.
يحتوي TikTok على إعداد لإدارة وقت الشاشة يسمح للمستخدمين بتحديد استخدامهم للتطبيقات، وكذلك YouTube.
ويجب على الآباء التأكد من النوم الجيد لأطفالهم، حيث يعاني عدد من المراهقين من نقص في النوم.
ويعتبر النوم السليم ضروري للتركيز والانتباه، ولهذا السبب يجب إبقاء الهواتف والأجهزة الأخرى بعيدًا عن غرفة النوم في الليل.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي