بدأت البنوك الأميركية دفع عوائد أعلى على المدخرات، وذلك بعدما عانى المدخرين لفترة طويلة مع انخفاض معدلات الفائدة وارتفاع التضخم.
ومع ذلك فإن بعض البنوك تتخذ خطوات أسرع من غيرها، إذ رفعت 10 بنوك أسعار الفائدة على حسابات التوفير ذات العائد المرتفع أو حسابات الودائع في سوق المال منذ منتصف أبريل نيسان.
ووفقاً لبيانات Bankrate، تشمل تلك القائمة بنوك من بينها Barclays وAmerican Express National Bank وCIT Bank وGoldman Sachs، كما اتجه عدد آخر من البنوك لزيادة الفائدة في وقت سابق من 2022.
ومع ذلك لا تزال الفائدة منخفضة نسبياً إذ لا يدفع أي من البنوك أكثر من 1%، إذ تتراوح بين معظم البنوك بين حدود 0.5% إلى 0.8%.
ورغم ذلك من المتوقع ارتفاع عائدات المستهلكين من حسابات الإدخار بشكل مطرد مع استمرار الاحتياطي الفدرالي في رفع سعر الفائدة للحد من التضخم.
وذكر جريج ماكبرايد كبير المحللين الماليين في Bankrate: إذا انتهى الحال بالاحتياطي الفدرالي إلى مزيداً من التشديد النقدي كما هو متوقع، فإن حسابات الإدخار ذات العائد الأكثر ارتفاعاً قد تقدم فائدة عند 2% في العام الجاري.
كان الاحتياطي الفدرالي خفض هذا المعدل إلى أدنى مستوياته في الأيام الأولى لوباء كورونا لدعم الاقتصاد.
وغالباً ما ينصح المستشارون الماليون المدخرين بوضع أموال الطوارئ الخاصة بهم في هذه الأنواع من الحسابات، إذ لابد أن يتطلع المدخرون إلى توفير نفقات منزلية لعدة أشهر وذلك لتقديم الدعم في حالة فقدان الوظيفة أو أي حدث آخر غير متوقع.
وتوصي ويني صن المستشارة المالية والمؤسسة المشاركة لـsun Group Wealth Partners بضرورة إدخار ما لا يقل عن 6 أشهر من نفقات المعيشة الضرورية مثل الطعام والمأوى والأدوية، بالإضافة إلى ثلاثة أشهر إضافية من الإدخار عن كل طفل في الأسرة.
لكن لماذا اتجهت البنوك لزيادة الفائدة على الإدخار؟
يقول ماكبرايد إنه عندما يتجه الاحتياطي الفدرالي لرفع الفائدة فإنه يزيد من تكلفة الاقتراض، وتصبح القروض أعلى تكلفة بالنسبة للشركات والمستهلكين.
وتربح البنوك الأموال على فائدة القروض، وفي ظل اتجاه الاحتياطي الفدرالي لزيادة سعر الفائدة القياسي فإن البنوك تحصد المزيد من الإيرادات من مدفوعات فوائد القروض المرتفعة وبالتالي قد تجد نفسها في وضع أفضل لدفع عائد أكبر على مدخرات العملاء.
ورفع الاحتياطي الفدرالي سعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية يوم الأربعاء وهي أكبر زيادة منذ أكثر من عقدين.
ومع ذلك فإن تلك النتيجة لن تكن واحدة بالنسبة لجميع البنوك، إذ تستخدم البنوك الودائع لإقراض الأموال لعملاء آخرين، لكن العملاء أغرقوا النظام المصرفي الأمريكي بالنقد إلى درجة غير مسبوقة في الأشهر الأولى من الوباء، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التحفيزات الحكومية الضخمة.
ونتيجة لذلك فإن معظم البنوك قد لا ترى وجود حاجة إلى دفع فائدة أعلى على حسابات التوفير لجذب الودائع.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي