لماذا أصبحت تايوان بؤرة صراع بين الولايات المتحدة والصين؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

قبل عامين، وخلال ولاية الرئيس الأميركي السابق "دونالد ترامب"، كان الشغل الشاغل للأسواق متابعة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وهما الولايات المتحدة والصين.

جاء ذلك نتيجة ما رأته إدارة "ترامب" من عجز تجاري هائل في صالح الصين على حساب بلاده وكذلك الاتهامات الموجهة إلى الصينيين بخرق حقوق الملكية الفكرية للشركات الأميركية، مما دفع البيت الأبيض لفرض رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة من البضائع الصينية، وردت بكين بالمثل.

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت بؤرة نزاع جديدة بين واشنطن وبكين، هذه المرة، قرب الحدود الصينية، تحديداً جزيرة تايوان.

على مدار الأيام القليلة الماضية، تبادل الرئيسان الأمريكي، "جو بايدن"، والصيني "شي جينبينغ"، التحذيرات والتهديدات بشأن جزيرة تايوان.

وانطلقت رئيسة مجلس النواب الأميركي "نانسي بيلوسي" أمس إلى تايوان في زيارة مثيرة للجدل، والتي تعد الزيارة الأبرز لمسؤول أميركي رفيع المستوى منذ 25 عاماً.

 

 

تايوان واستراتيجية الغموض

 

تايوان تتمتع بحكم ذاتي ديمقراطي، بينما تراها الصين مقاطعة انفصالية يجب أن تصبح جزءا من البلاد، ولوحت باحتمال استخدام القوة لتحقيق ذلك.

وبناء على سياسة "الصين الواحدة"، لا تعترف واشنطن بتايوان دبلوماسياً، أي أنه لا توجد سفارة أميركية ولا بعثة دبلوماسية على أراضي تايوان، لكن ذلك لا يمنع الولايات المتحدة من بيع أسلحة فائقة التقنية للجزيرة حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها.

وتتميز تايوان كذلك بانفتاحها على العالم من الناحية الاقتصادية فضلا عن تمتع مواطنيها بمستويات عالية من الحريات.

ولطالما استعرضت الصين قدراتها العسكرية وحاولت فرض سيطرتها على الجزيرة سواء بإجراء مناورات عسكرية في مضيق تايوان أو بالقيام بطلعات جوية بمقاتلات حربية في أجوائها.

وبرغم التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وبكين، إلا أن محللين رجحوا وجود رغبة لدى "بايدن" و"جينبينغ" بضرورة تجنب اندلاع أي صراع مفتوح بين البلدين بسبب الجزيرة.

ولم يمنع الغموض الاستراتيجي والضبابية في موقف واشنطن من إطلاق الرئيس الأميركي جو بايدن تصريحات قال فيها إن الصين "تلعب بالنار" في مسألة تايوان، وتعهد بالتدخل عسكريا لحماية الجزيرة إذا تعرضت لهجوم.

وسرعان ما ردت الصين على تصريحات بايدن مؤكدة أنه "لا مجال للتهاون في أمور تتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها"، ومحذرة بدورها الولايات المتحدة من "اللعب بالنار".

 

دولة واحدة..ونظامان!

 

ظهرت بوادر التحسن في العلاقات بين الصين وتايوان خلال فترة الثمانينيات، وخلال تلك الفترة، أعلنت الحكومة الصينية طرح صيغة تحت عنوان "دولة واحدة ونظامان".

بموجب هذه الصيغة، تقترح الصين منح تايوان استقلالية كبيرة إذا قبلت العودة والتوحد مع الصينن وهو نظام يشبه ما تم إقراره في هونج كونج.

ورفضت تايوان هذه الصيغة، وفي عام 1991، أعلنت انتهاء الحرب مع جمهورية الصين الشعبية، وانطلقت محادثات بين الجانبين، إلا أن إصرار بكين على أن تايوان منشقة عنها تسبب في مزيد من التعقيد.

وتزايدت التوترات مؤخراً بين الولايات المتحدة والصين للدرجة التي خشي فيها العالم من اندلاع حرب بين القوتين النوويتين.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة