النقود أكسير السعادة وسبب الحروب، ذلك الاختراع الذي تدور في فلكه كل أنشطة السياسة والاقتصاد.
تبدأ القصة مع المقايضة، ففي ذلك الزمن السحيق كان الناس يتبادلون البضائع ، غير أن عدم مرونة المقايضة جعلهم يستخدمون سلعة واحدة كمقياس للتبادل، كالقمح مثلا، فيكون الكيل مقياسا لتثمين باقي السلع، ونظرا لصعوبة حمله إلى الأسواق أنتقل الناس إلى المعادن النفسية كالذهب والفضة.
منذ ذلك الحين بات من الضروري أن تتوافر في النقود خاصيتان هما : الندرة والقبول العام، وأن تقوم بثلاث وظائف أساسية وهى : أن تكون مقياسا للقيمة ووسيطا للتبادل والخازن الأمين للثروة.
ومنذ فجر الاسلام اعتمد المسلمون على الدنانير الرومانية والدراهم الفارسية، وفي عهد عمر بن الخطاب تم ضرب أول درهم إسلامي، وكان للدولة الأموية الفضل في ضبط وزن العملة، إذ كان الخطأ في وزن عملة واحدة يعاقب عليه بألف سوط، ذلك الحزم الشديد ساهم في ضبط العملة ومنع التزوير، فلما ضعفت الدولة الاسلامية إبان العصر العباسي الثاني بدأ خلط الذهب بالنحاس، وانخفضت قيمة العملة، وصارت قيمتها الأسمية أكبر من قيمتها الحقيقية، ومن هنا بدأت فكرة التضخم تطرأ لأول مرة على سوق العملة.
وفي عام 1534 أصدرت الدولة العثمانية أول عملة ورقية يقابلها رصيد ذهبي، وسميت "القائمة"، ثم استبدلت بالليرة العثمانية في 1880، وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى بدأت الدول تدريجيا تنتقل إلى فكرة طباعة عملة ورقية برصيد ذهبي، وكانت إنجلترا أولى تلك الدول في عام 1925، ثم تلتها فرنسا في 1928، ومن ثم باقي دول العالم.
ورغم أن فكرة الرصيد الذهبي تغيرت بعد ذلك إلا أن النقود ظلت هى المحرك الأول للسياسة والأقتصاد مصدر القوة وسبب الدمار.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
ملف تعريف الارتباط هو نص صغير يتم إرساله إلى متصفحك من الموقع الإلكتروني الذي تتم زيارته. ويساعد هذا الملف الموقع الإلكتروني في تذكّر معلومات عن زيارتك، ما يسهّل زيارة الموقع مرّة أخرى ويتيح لك الاستفادة منه بشكل أفضل.