سنوات حالكة السواد... وإذا ما أراد أهل الاقتصاد قياس آثار أي أزمة مالية سيكون الكساد حاضرا في المشهد.
سنوات ما يسمى بالكساد العظيم بدأت في عشرينيات القرن الماضي واستمرت لنحو عقد من الزمان وتكبد الاقتصاد العالمي بسببها مليارات الدولار.
شرارة الأزمة انطلقت في يوم لا ينسى في تاريخ أسواق المال الأميركية ، مع طرح 13 مليون سهم للبيع، لكن من دون مشترين، فوجد آلاف المساهمين أنفسهم مفلسين، وخسر مؤشر داو جونز 89% من قيمته في يوم واحد!
ومع وقوع الأزمة انتقلت تأثيرات انهيارات الأسهم الأميركية إلى باقي القطاعات ولم يفلح الإنفاق الحكومي الذي ارتفع خلال النصف الأول من عام 1930 في إعادة الاقتصاد الأميركي إلى مستويات ما قبل الانهيار الكبير، إذ انخفض إنفاق المستهلكين بنسبة 10% بسبب الخسائر الفادحة بسوق الأسهم، بالإضافة إلى موسم جفاف شديد عصف بالأراضي الزراعية الأميركية بداية صيف 1930.
الأزمة المالية امتدت سريعا داخل الولايات المتحدة، إذ أعلنت عشرات البنوك والمصانع إغلاق أبوابها، ونتيجة لذلك أصبحت أعداد العاطلين عن العمل كبيرة للغاية.
وفي مشهد الاقتصاد العالمي، انخفضت التجارة الدولية إلى نحو النصف، وكانت صناعات المواد الأولية هي الأكثر تضررا من جراء نقص الطلب وعدم توفر فرص عمل بديلة.
وعلى عكس معظم الأزمات الاقتصادية، سبب الكساد العظيم ليس محددا تماما.
حيث أن طبيعة الاقتصاد حينها بالإضافة لعدم وجود التكنولوجيا الحديثة وقتها؛ جعل الأمر أكثر تعقيدا... ولكن الحقيقة التي لا يمكن إغفالها هي أن تلك السنوات لن تمحى ولن تنسى في تاريخ الاقتصاد العالمي.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي