وسط احتدام سباق الذكاء الاصطناعي .. بالكاد Apple تتحدث عنه .. فلماذا؟

لا تمل العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى من الحديث عن الذكاء الاصطناعي، وخاصة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تنتج نصوصاً وردوداً تشبه ما يفعله الإنسان.

تجاهل واضح للذكاء الاصطناعي..

على سبيل المثال، وبعد إعلان نتائج الأعمال الفصلية عن الربع الثاني من عام 2023، ذكر الرئيس التنفيذي لـAlphabet سوندار بيتشاي مصطلح الذكاء الاصطناعي 66 مرة، وردد الرئيس التنفيذي لـ Microsoft ساتيا ناديلا وعدد من المسؤولين التنفيذيين في الشركة نفس المصطلح نحو 47 مرة، وقالها مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـMeta وفريقه التنفيذي نحو 42 مرة.

في المقابل، بالكاد تحدث مسؤولو Apple عن الذكاء الاصطناعي، ولا يجب توقع تطرق صانعة الآيفون كثيراً إلى هذه التكنولوجيا عند إعلانها عن نتائج الأعمال الفصلية في الأسبوع الجاري.

مع رصانة مبالغ فيه من جانب Apple مقارنة بالمنافسين، تتزايد الحماسة والتوقعات تجاه صانعة آيفون، ففي مايو أيار الماضي، ذكر الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك مصطلح الذكاء الاصطناعي مرتين وكانتا رداً على سؤال.

وفي فعالية الكشف عن أحدث برمجيات الشركة في يونيو حزيران، لم يشر مسؤولو Apple إلى الذكاء الاصطناعي ولو لمرة واحدة رغم التطرق إلى مزايا مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وبدلاً من ذلك، تحدثوا عن التعلم الآلي ومزايا مثل تنظيم الصور وتحسين الكتابة.

لم تتحدث ‏Apple كثيراً عن الذكاء الاصطناعي، لكن محللين يرون أنها تعمل في الظل، فالشركة لا تحتاج لضجة على غرار ما تقوم به Microsoft، وGoogle، وMeta.

على سبيل المثال، أعلنت Google عن خططها لتحديث محرك البحث الإلكتروني وتعزيزه بنموذج للذكاء الاصطناعي يسمىSearch Generative Experienc، كما أعلنت Microsoft هي الأخرى عن خدمة اشتراك برسوم قدرها 30 دولار شهرياً تسمى Copilot تدمج النصوص من تطبيق ChatGPT في ملفات Word، وغيره من التطبيقات.

فيما كشفت Meta عن أحدث استثماراتها في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في نموذج خاص بها يسمى LLaMA يمكنه دعم أنواع جديدة من روبوتات الدردشة على مواقع التواصل الاجتماعي أو إنتاج إعلانات على الإنترنت آلياً.

فترة الضجيج

في تلك الأثناء، لا تزال Apple تجني الجزء الأكبر من إيراداتها من مبيعات آيفون والتي بلغت 51.3 مليار دولار من إجمالي إيرادات الشركة البالغة 94.84 مليار دولار خلال الربع المالي الثاني المنتهي في الحادي والثلاثين من مارس آذار الماضي.

إلى جانب ذلك، ألمحت شركات التكنولوجيا الكبرى للمستثمرين بأن منتجات الذكاء الاصطناعي ربما تستغرق وقتاً قبل إتاحتها للجمهور.

وفقاً لدراسة نشرتها شركة Gartner، فإن الانتشار البطئ لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المدرة للدخل من جانب شركات التكنولوجيا الكبرى أمر شديد الأهمية لأن الكثيرين في الصناعة يرون أن التقنيات الأساسية تمر بـ"دورة ضجيج".

فعندما يتم طرح تكنولوجيا جديدة، تجذب الكثير من الاهتمام والاستثمارات وتصل إلى ذروة من التوقعات المبالغ فيها، لكن بمرور الوقت، يتلاشى الاهتمام شيءاً فشيئاً، وتنحسر الحماسة، وتجف الاستثمارات.

وعلى سبيل المثال شركة Nvidia التي قفز سهمها بنحو 220% منذ بداية عام 2023 حتى الآن لأن المستثمرين رحبوا بوحدات معالجة الغرافيك المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تعمل عليها الشركة.

ماذا عن Apple؟

عندما تعلن الشركة الأميركية عن نتائج أعمالها الفصلية عن الربع السنوي المنتهي في الثلاثين من يونيو حزيران 2023، سوف يترقب المحللون على الأرجح حديث المسؤولين عن خططها بشأن الذكاء الاصطناعي مع الأخذ في الاعتبار الهوس المنتشر بالصناعة خاصة بعد تقارير أخيرة أفادت أن Apple تطور نموذج لغوي يشبه ChatGPT.

وفي يونيو حزيران، أعلنت Apple عن برنامج لوحة مفاتيح جديد خاصة بجوالات آيفون يتيح للمستخدمين تقنيات شبيهة بـ ChatGPT المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لكن الشركة لا ترغب في التحدث عن تلك المنتجات قبل طرحها في الأسواق ومن أجل أيضاً إثارة شغف وفضول المستثمرين.

وعلى الأرجح، لن تناقش Apple الذكاء الاصطناعي باستفاضة في إعلان نتائج أعمالها الفصلية كما فعل منافسوها في صناعة التكنولوجيا.

فخلال إعلان نتائح الشركة في مايو أيار الماضي، سُئل الرئيس التنفيذي لـApple تيم كوك عن الذكاء الاصطناعي، لكنه تحول في الحديث سريعاً ليعود مرة أخرى إلى منتجات الشركة ومميزاتها.

وقال كوك: "نحن ننظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه أمر جلل وسنستمر في دمجه في منتجاتنا على أساس مدروس للغاية".