تفاصيل "مفاوضات اللحظات الأخيرة" في COP28

نشر
آخر تحديث
COP28- AFP

استمع للمقال
Play

-مسودة الاتفاق الأولى -التي أثارت ردود فعل متباينة- كانت تهدف إلى تحفيز المحادثات والتوصل للخطوط الحمراء  

-رئاسة المؤتمر تهدف إلى التوصل إلى نتائج "تاريخية" متضمنة الوقود الأحفوري.. لكن هذا الأمر راجع إلى البلدان المشاركة

-يتعين أن تتم الموافقة على الاتفاق بالإجماع وبعد ذلك على كل دولة تنفيذ الاتفاق على حدة من خلال السياسات والاستثمارات الوطنية

دخل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 أمطاره الأخيرة، بعد أن تم منحه وقتاً إضافياً في يومه الأخير الثلاثاء 12 ديسمبر (كانون الأول) من أجل التوصل لتفاهمات بشأن البيان الختامي.

وتواصل الأطراف المشاركة انخراطها بفعالية في مفاوضات دبلوماسية مكوكية، من أجل التوصل لمسودة اتفاق جديدة، والسعي إلى التغلب على الملفات الخلافية المرتبطة باستخدام "الوقود الأحفوري".

مسودة الاتفاق الأول

وبينما كانت مسودة الاتفاق التي تم الكشف عنها الاثنين 11 ديسمبر (كانون الأول) بعد أسبوعين من المناقشات، قد واجهت ردود أفعال متباينة أثارت جدلاً بخصوص الملفات الخلافية المشار إليها، أعلنت رئاسة المؤتمر عن أن تلك المسودة"كانت تهدف إلى جذب الأطراف من أجل التفاعل".

هذا ما أكده مدير عام COP28، ماجد السويدي، والذي أشار في تصريحات له في اليوم الأخير من أعمال المؤتمر إلى أن المسودة المذكورة "كانت تهدف إلى تحفيز المحادثات"، وذلك ضمن مساعي التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية القمة.

وأضاف السويدي في تصريحات للصحافيين على هامش المؤتمر: "بعد إصدار المسودة الأولى تفاعلت الأطراف المعنية بسرعة، وبدأت في ذكر الخطوط الحمراء".

ويسعى المفاوضون في "اللحظات الأخيرة" وهم يمثلون ما يقارب الـ 200 دولة، إلى التوصل إلى خطة عمل عالمية من أجل الحد من تغير المناخ بالسرعة اللازمة، ومن أجل تجنب مزيد من  الآثار الكارثية لأزمة المناخ.

وقال متحدث باسم  رئاسة COP28، مساء الثلاثاء، إن رئيس المؤتمر، سلطان الجابر، عازم على تقديم نص اتفاق يحظى بدعم جميع الأطراف خلال القمة المنعقدة في دبي، وسوف تتواصل المشاورات حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء.

نتائج "تاريخية"

وأفاد مدير عام COP28 بأن رئاسة المؤتمر -المنعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة- تهدف إلى التوصل إلى نتائج "تاريخية" متضمنة الوقود الأحفوري، لكن هذا الأمر راجع إلى البلدان المشاركة.

ويشار في هذا السياق، إلى أنه يتعين أن تتم الموافقة على الاتفاقات في قمم المناخ التابعة للأمم المتحدة بالإجماع وبعد ذلك على كل دولة تنفيذ الاتفاق من خلال السياسات والاستثمارات الوطنية.

اقرأ أيضاً: رئيس COP28: المناقشات تقترب من نهايتها ولا وقت للتردد

وأضاف السويدي: "في مؤتمر COP28 نحاول أن نفعل شيئا لم يحدث من قبل، شيئا تاريخيا... جزء من هذا هو إدراج الوقود الأحفوري في النص، وإذا استطعنا، فسيكون ذلك تاريخياً".

البحث عن حل وسط

من جانبها، وصفت مبعوثة برلين للمناخ، جينيفر مورجان، المحادثات حالياً بأنها "دخلت مرحلة حرجة جداً"، مشيرة في تدوينة لها عبر منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقاً) إلى أن "هناك الكثير من الدبلوماسية المكوكية الجارية"، في إشارة إلى الاجتماعات السريعة بين الدول للبحث عن حل وسط". 

ويذكر أنه بعد التباينات التي أثارتها المسودة الأولى أمس -التي تطرقت إلى ضرورة خفض الانبعاثات، لكنها لم تدعو إلى التخلص من الوقود الأحفوري- استمرت النقاشات حتى الساعات المبكرة من صباح الثلاثاء، في ظل الجدل المثار بشأنها.

كانت المسودة قد حددت ثمانية خيارات رئيسية من أجل خفض الانبعاثات، من بينها خفض استهلاك وإنتاج الوقود الأحفوري، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة من أجل تحقيق صافي الصفر بحلول العام 2050 أو قبله أو في حدوده".

الوقود الأحفوري

وستكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تشير فيها قمة الأمم المتحدة للمناخ إلى الحد من استخدام جميع أنواع "الوقود الأحفوري".  لكن هذه الخطوة لم ترق إلى مستوى "التخلص التدريجي" من الفحم والنفط والغاز، وفق ما ينادي به عديد من الأطراف لتجنب تصاعد تغير المناخ.

اقرأ أيضاً: هل يستطيع العالم التخلّص من الوقود الأحفوري؟

من بين أبرز المعارضين للمسودة الأولى كل من أستراليا وكندا وتشيلي والاتحاد الأوروبي والنرويج والولايات المتحدة الأميركية، ضن مجموعة مكونة من 100 دولة تطالب بالتزام صارم بتخلص العالم من الفحم والنفط والغاز.

وكان رئيس COP28 الدكتور سلطان الجابر، قد أفاد قبيل أيام، بأن التخلص بشكل خاطئ من الوقود الأحفوري قد يعيدنا لعصر الكهوف. وأكد في وقت لاحقت لذلك على أن فريقه "يؤمن بشدة بالعلم ويحترمه".

وقال الجابر إن خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري "أمر لا مفر منه"، لكنه طالب بأن يكون ذلك بشكل لا يضر بالتنمية ولا يعيد العالم لعصر الكهوف.

ووفق ما ذكره  متحدث باسم مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) لشبكة CNBC في ذلك الوقت فإن الجابر كان ثابتًا في قوله إن إبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية يتطلب اتخاذ إجراءات في عدد من المجالات والقطاعات.

وذكرت رئاسة المؤتمر، الاثنين، أن ما يقرب من 200 دولة مشاركة في المحادثات "لا يزال أمامها الكثير للقيام به، وأنهم بحاجة إلى إحراز تقدم في عديد من المجالات، بما في ذلك لغة الوقود الأحفوري. كما حثت رئاسة المؤتمر الأطراف المعنية على "المزيد من المرونة".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة