باسم الحب وفي أجواء عالية الرومانسية، تسجل البنوك الأميركية جرائماً مالية ترتكب عبر الانترنت وضحاياها من النساء والرجال الذي وقعوا في الحب، والخسائر بالمليارات.
في وقت يحتفل العالم بعيد الحب “الفالنتين” يسعى القطاع المصرفي الأميركي إلى الحصول على المساعدة من الحكومة الفيدرالية وصناعة وسائل التواصل الاجتماعي لوقف الأزمة المتصاعدة التي تكلف الأميركيين مليارات الدولارات كل عام من خلال ما أسماها: عمليات الاحتيال الرومانسية عبر الإنترنت.
انتشرت هذه الجرائم الرقمية منذ تفشي جائحة كورونا، حيث يتظاهر المحتالون بأنهم شركاء جيدون في أوقات الوحدة والكآبة التي رافقت ظهور الجائحة والحظر المنزلي ويتلاعبون بعواطف ضحاياهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
حول هذه المسألة قال نائب الرئيس التنفيذي للمخاطر والاحتيال والأمن السيبراني في جمعية المصرفيين الأميركيين بول بيندا، في مقابلة مع شبكة CNBC: “نحن حقاً بحاجة إلى مساعدة شركات ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي لإغلاق حسابات هؤلاء الأشخاص الذين يحتالون على الناس”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى تدخل جهات إنفاذ القانون لمحاسبة هؤلاء الأشخاص. وما لم تضع رجلاً سيئاً خلف القضبان، فسيستمر هذا الرجل في ارتكاب المزيد”.
خسائر بالمليارات
ويقدر الخبراء أن حالات الاحتيال التي تمّ الإبلاغ عنها تبلغ قيمتها مليارات الدولارات كل عام. ويقولون إنه مع الأخذ في الاعتبار أن العديد من الضحايا لا يبلغون عن خسائرهم لأي شخص، فإن الخسائر الإجمالية يمكن أن تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات سنوياً.
تتم إدارة عمليات الاحتيال الرومانسية من قبل عصابات إجرامية منظمة، غالباً ما يكون مقرها في جنوب شرق آسيا، وتقوم بإعداد صور رمزية زائفة لوسائل التواصل الاجتماعي وتستخدمها للاتصال بالضحايا الأميركيين المحتملين. وأهداف هذه العصابات هي الذكور والإناث، كباراً وصغاراً، سواء من ذوي التعليم العالي أو متوسطي التعليم،جميع الفئات دخلت دائرة أهدافهم، وفقاً للخبراء.
دور وسائل التواصل
لخفض هذا النوع من الجريمة، رأى الخبراء الذين تحدثت إليهم CNBC أنه على شركات وسائل التواصل الاجتماعي أن تبادر إلى تقييد وصول هذا النوع من المجرمين إلى منصاتها والقيام بما هو مناسب للقضاء على الجناة.
كما رأوا بضرورة إجراء تغييرات تنظيمية من شأنها أن تسمح للمؤسسات المالية بالتواصل حول العملاء المعرضين للخطر. فقد يقوم بعض الضحايا باستنزاف حساب التوفير لدى مؤسسة واحدة لإرسال الأموال إلى محتال، في حين تظل المؤسسة التي تخدم حساب التقاعد الخاص بهم غير مدركة لعملية الاحتيال.
وأشار بيندا إلى أن البنوك تقع في وضع صعب، حتى عندما تشك في أن عملائها قد يتعرضون للاحتيال.
ويشرح ذلك بالقول “نحن ملزمون قانوناً بتزويد العميل بإمكانية الوصول إلى أمواله. لذلك لا يمكننا منعه من السحب من حسابه المصرفي. وأضاف “لا حتى لو تخيّل لنا أن الأمر سوف يدمر حياتك”.
واعتبر أن التجربة العاطفية القاسية يمر بها أيضاً موظفو البنك الذين يراقبون عملية الاحتيال.
خسائر القلب والبنك
قدرت نائب المدعي العام في مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، إيرين ويست، خسارة ما بين 30 مليار دولار و50 مليار دولار بسبب عمليات الاحتيال الرومانسية في عام 2022.
وقالت “هذا الرقم ضخم”، مضيفة أن الوصول إلى الصورة الكاملة عن حجم الخسائر قد يكون صعباً لأن ثمة ضحايا قد يترددون في الإبلاغ عن تفاصيل “إذلالهم المالي”.
لكن ويست، وهي جزء من مجموعة وطنية من المدعين العامين الذين يحاولون تسليط الضوء على المشكلة، قالت إن حجم الانكسار العاطفي قد يكون أسوأ. يمكن أن يؤدي اكتشاف عمليات الاحتيال هذه إلى خسارة زيجات أو خسارة وظائف أو تغيير دائم في الوضع المالي.
قد يبدو الأمر مثيراً للتنمر أو السخريةة، لكن أسباب الانجرار إلى عمليات الاحتيال إنسانية محضة، بسبب الشعور بالوحدة والحاجة إلى الاهتمام والرعاية وربما فقط التحدث إلى شخص ما، لكن الأمر يتحول إلى أمر مأساوي إذا ما وقعت في مصيدة المحتالين.. إبحثوا عن الحب والرعاية بذكاء وبعيداً عن مجرمي وسائل التواصل الاجتماعي.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي