خبير: الولايات المتحدة أخطأت عند فرض عقوبات قاسية على روسيا لهذه الأسباب

نشر
آخر تحديث
علم روسيا- AFP

استمع للمقال
Play

يرى الخبير الاقتصادي الكندي، جيف روبين، أن الولايات المتحدة أخطأت في حساباتها عندما فرضت عقوبات قاسية على روسيا بعد اندلاع حربها مع أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، وأنه لم ينجُ اقتصاد فلاديمير بوتين من التأثير فحسب، بل يواجه الغرب الآثار السلبية للقيود الاقتصادية التي فرضتها.

وقال الخبير: "الأكثر وضوحاً بين تلك العواقب هو عودة التضخم الذي كان مدفوناً منذ فترة طويلة لأكثر من أربعة عقود. وكانت العقوبات هي الدافع وراء انتعاشه الدراماتيكي".

وفرضت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى مجموعة من العقوبات تستهدف البضائع الروسية، بما في ذلك فرض حظر على تدفقات الطاقة الروسية ووضع حد أقصى لسعر النفط الروسي الذي يتم تداوله باستخدام شركات الشحن والتأمين الغربية عند 60 دولاراً، بحسب موقع Business Insider.

وكتب روبن في مقال افتتاحي لصحيفة The Globe and Mail الكندية، الجمعة 10 مايو/ أيار، إن هذه الإجراءات ساعدت في تقليص عائدات الحرب في موسكو، لكنها من المحتمل أن تؤدي أيضاً إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الغربيين. 

اقرأ أيضاً: تراجع التدفقات المالية الروسية بعد إجراءات أميركية تضييقية

أشار إلى أن أسعار الغذاء والطاقة ارتفعت منذ فرض الغرب عقوبات على روسيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن روسيا واحدة من أكبر مصدري النفط والحبوب في العالم.

وقال روبن إن التضخم قد يتفاقم إذا تأثرت التجارة الأميركية مع حلفاء روسيا، مثل الصين. وتتعرض الشركات الأميركية لخطر تحويل عملياتها إلى بلدان تتمتع بعلاقات أكثر ودية مع الولايات المتحدة، في حين أن أقرب حلفائها هي البلدان التي يحصل العمال فيها على أجور مرتفعة، وهو ما قد يدفع أسعار المستهلكين إلى الارتفاع.

وأضاف أن ارتفاع الأسعار أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار الفائدة بشكل معوق، حيث اضطرت البنوك المركزية مثل الفدرالي الأميركي إلى رفع أسعار الفائدة المستهدفة من الصفر إلى مستوى فوق 5%.

ويشير روبن إلى أن روسيا قامت بهدوء بحماية جزء كبير من اقتصادها من العقوبات قبل الغزو، في حين توسعت كتلة دول البريكس وأصبحت أكثر تشابكاً، وهو ما ساعد في عزل روسيا عن هذه العقوبات، كما ساعدت الاقتصادات الصاعدة في الجنوب العالمي بوتين على تخفيف تأثيرها.

وقال روبين إنه حتى الدولار الأميركي قد ينتهي به الأمر إلى وضع أسوأ بسبب العقوبات. وتنسق روسيا مع حلفائها للتحول عن استخدام الدولار في التجارة. وقال مسؤولون روس العام الماضي إن تجارة روسيا مع الصين، على سبيل المثال، تخلصت تدريجياً تقريباً من الدولار.

وكتب روبين: "كان من المفترض أن يؤدي فرض العقوبات على الروبل ومصادرة ثلث الاحتياطيات الأجنبية لدى البنك المركزي الروسي إلى شل الاقتصاد الروسي. وبدلاً من ذلك، فقد كلف الدولار الأميركي مكانته التي دامت خمسة عقود من الزمن باعتباره العملة النفطية للعالم، وربما يكلفه المزيد قريباً: مكانته باعتباره العملة الاحتياطية الوحيدة في العالم".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة